فجر الجمعة

الشيخ العباد: المرجعية ليست زعامة قبلية والشهيد الصدر نابغة العصر

 

ألقى سماحة الشيخ محمد العباد خطبة الجمعة لهذا الأسبوع أمام حشد من المؤمنين في مسجد الإمام الصادق (ع) في مدينة العمران بالأحساء في ذكرى شهادة السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قده) واخته الشهيدة بنت الهدى، مسلطا الضوء على سيرة حياته ونبوغه الفكري وشمولية مدرسته العلمية.

استهل الشيخ العباد حديثه بقوله تعالى "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ"، لافتا إلى أن الشهيد الصدر قضى من الدنيا شهيداً في سبيل الله، وأن عطائه كان كبيراً جداً يضاهي أضعاف عمره الشريف، وذلك لما تمتع به من نبوغ فكري وعلمي قل نظيره بين أقرانه من الرجال والنساء.

وأشار سماحته إلى أن نبوغ السيد الشهيد وذكائه حيث قال فيه أحد أستاذته في المرحلة الإبتدائية "كان الشهيد الصدر طفلاً يحمل أحلام الرجال ويتحلى بوقار الشيوخ، ووجدت فيه نبوغاً عجيباً وذكاءً مفرطا، وكل ما يدرس في هذه المدرسة يعتبر دون مستواه العقلي والفكري ... إلى أن قال وكلما وقعت عيناه على كتاب قرأه وفقه مايحتويه في حين يعز فهمه على من أنهوا المرحلة الثانوية".

وأضاف لافتا إلى أن التحاق الشهيد الصدر بالحوزة العلمية كان في سن مبكر جدا حيث كان له من العمر عشر سنوات، مشيرا إلى أنه كتب رسالة في المنطق والذي يعتبر من العلوم الفكرية المهمة جداً في السنة الثانية من التحاقه بالحوزة.
 
وعن تواضع الشهيد الصدر أكد الشيخ العباد على أن من يتميز بالنبوغ والذكاء قد يصاب بالعجب والشعور بالعظمة إلا أن ما ميّز الشهيد الصدر تواضعه الشديد "حيث يقول أحد تلامذته: كان طعامه الطعام المتواضع حتى أن سأله أحدهم قال له أنت في مقام المرجعية وعندك أموال المسلمين وهذا طعامك؟ فكان يلفته الشهيد أن العيش البسيط كان ديدن الأنبياء والأئمة (ع)".

وشدد سماحته على أن مدرسة السيد الصدر "لم تكن مدرسة تختص بعلم وتخصص وإتجاه واحد ومنحصرة فقط في العلوم الحوزية، بل كتب الشهيد في الإقتصاد، والفلسفة، وله كتاب الأسس المنطقية للإستقراء، فكانت مدرسته إستيعابية لشتى العلوم والمعارف ومدرسة متعمقة في الفكر الآخر".
 
كما ذكر الشيخ العباد بعض الأقوال في حق الشهيد الصدر التي تبيّن نبوغه ومكانته العلمية والفكرية لعدد من الشخصيات العلمية.

على صعيد آخر، نوّه سماحته إلى أن "بعض الدعوات التي نسمعها بين آونة وأخرى والتي تدعو إلى المرجعية المحلية تجعلنا نتسائل، ما هي أسس المرجعية الشرعية؟"، مؤكدا على أن "المرجعية الشرعية في المذهب الشيعي تعتمد على أسس دينية ليس لها علاقة بسياسة أو ظروف معينة، وإنما تستند على شروط دينية فقهية معينة كما أشرنا إلى بعضها ولابد من توافرها في المرجع، فمتى ما توفرت هذه الشروط في مرجع في أي بقعة من العالم نحن نقلده، قد يكون باكستانيا أو أفغانيا أو خليجيا أو عراقياً أو إيرانيا أوغير ذلك، لذا نحن نرى في النجف الأشرف مرجعيات من قوميات مختلفة ومتعددة".

بموازاة ذلك، شدد فضيلته على أهمية النظر إلى الأسس الشرعية التي تبنى عليها المرجعية، حيث أكد على أنه لا يوجد في المذهب الجعفري مرجعية محلية أو قومية، متمنيا "أن يخرج من منطقتنا عالم يشهد له الآخرون بالأعلمية على العلماء المعروفين في العالم".

 
وختم مطالبا الذين يدعون إلى المرجعية المحلية بأن يستندوا بهذه المرجعية "على أسس شرعية، فالمرجعية ليست زعامة قبلية ولاغير ذلك من الزعامات المحصورة في حدود جغرافية أو قومية، بل انها مرجعية إسلامية(...) وعلى سبيل المثال الإمام البخاري محدث يرجع إليه نسبة عالية من المسلمين العرب وهو ليس بعربي، والإمام مسلم وغيره من أئمة الحديث، فلماذا تخرج من عندنا دعوه للمرجعية المحلية!".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد