صدى القوافي

قادمٌ مِنْ أَرْضِ عَبْقَر


هَجَرِيُّ من أَدَمِ النَّخِيلِ تفرّعَتْ
سَعَفاتُه الغَرَّاءُ حِينَ تَنَاجَى
أَصْغَتْ إليهِ الأرضُ في عُمْقِ الثَّرى
حَتَّى دَعَتْهُ لِيُسْمِعَ الأَبْرَاجا
يَا حَائزًا بِالفَضْلِ كُلَّ فَضِيلةٍ
كَانَتُ لِدَاءَ العَارِفينَ عِلَاجا
أفْكَارُكَ النَّوْرَاءُ أضحَتْ مِنْبَرًا
لِلإِعْتِدَالِ تُلملمُ الأفواجا
وَبَنَاتُ فِكْرِكَ جَلَّ وَجْهُ ضِيَائِهِنَّ
فَلَمْ تَكُنْ لِلْخَانِعِينَ رَوَاجَا
سَكَنَتْ عُقُولَ البَاحِثِينَ وَلَمْ تَكُنْ
تَعْدُو الكِتَابَ لِتَسْكُنَ الأَدْرَاجَا
يَا قَادِمًا مِنْ أَرْضِ عَبْقَرَ يَرْتَدِي
حُلَلَ النُّبُوغِ نَبَاهَةً وَسِرَاجَا
تَعِبَ الْيَرَاعُ وَلَمْ تَزَلْ مُتَأَهِّبًا
تُزْجِي الرُّؤَى وَتُفَتِّقُ الإِنْتَاجَا
أَمُجَسِّدَ الصَّدْرِ الشَّهِيْدَ تَأَلُّقًا
فِي الْفِكْرِ فَجْرًا لَمْ يَزَلْ وَهَّاجَا
مَا كُنْتَ تَعْرُجُ بِالهَوَى نَحْوَ الهُدَى
بَلْ بِتَّ فِي كَشْفِ الهَوَى مِعْرَاجا
وَوَهَبْتَ لِلْفُصْحَى (خُلاصَةَ) شَهْدِهَا
مُذْ أمْطَرَتْكَ فَقَاهَةً وَخَرَاجَا
مَنْ أنْتَ وَالبَحْرُ الأَبِيُّ يَزُورُهُ
بِمَوَدَّةٍ لِيُبَارِكَ الأَمْوَاجَا؟!
هُوَ قَطْرَةٌ الْوَعِي الَّتِي قَدْ أَنْبَتَتْ
زَهْرَ الْجِهَادِ بِرَوْضِنَا أفْلاجَا
فَالْبَحْرُ يَدْرِي مَا مَدَاكَ، وكُنْتُمَا
تَتَقَاسَمَانِ مَهَابَةً وَنِتَاجَا
مَنْ لِيْ بِقِدِّيْسٍ يُرَتِّلُ وِرْدَهُ
كَالأَوْلِيَاءِ وَيَبْعَثُ الحَلَّاجَا
وَيُجَدِّدُ الزَّمَنَ الجَمِيْلَ بِرَوعَةٍ
تُحْيِي الرُّؤَى، وَتُؤَنْسِنُ المِنْهَاجا


علي أحمد المحيسن
الأحساء
٦ / ٦ / ١٤٣٨هجري
الذكرى السنوية الرابعة لرحيل المفكر الإسلامي الكبير آية الله الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي (رضوان الله تعالى عليه).

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة