سياحة ثقافية

مسوّرة الجاروديّة


الجارودية هي إحدى البلدات التابعة لمنطقة القطيف بالمنطقة الشرقية. يحدها من الشمال قرية الخويلدية، ومن الجنوب أم الحمام، ومن الشرق قرية حلة محيش، ومن الغرب منطقة صحراوية تسمى (بر البدراني) الذي كان منطلقاً للحجاج أيام كانت الجمال وسائط النقل عبر الصحراء.
وللبلدة شهرة بين البلدات، لما تتميز به من بساتين ومنتوجات زراعية نسبت إلى هذا الاسم "الجارودية" للجارود العبدي أحد سادة بني عبد القيس، الذين قطنوا المنطقة في ذاك الوقت. حيث كانت قرية الجارودية مسورة بسور يطلق عليه الصدين وله بوابتان شرقية وغربية.


"لملوم" الاسم القديم
كانت تسمى بـ «لملوم» قديماً، ولكن غلب عليها الاسم الأول وهو الجارودية، وهي قرية مسوّرة يطلق على سورها "سور الصدّين" وله بوابتان : الدروازة الشرقية وأحياناً تسمى "دروازة احميـّد" وتقع شرق الجبل على شارع البدراني. والثانية تدعى "الدروازة الغربية"، وللسور برج يقع على عين الصدّين يسمى ببرج الصدّين.


وفي داخل السور توجد مجموعة من الفرقان منها : الفريق الجنوبي، والفريق الشمالي، وفريق البراحة، وفريق القصر. ومعظم بيوتها من الحجارة والطين وقلة من الأكواخ، وهناك مساكن أخرى كانت خارج الديرة القديمة. وقد برزت أخيراً مجموعة من المناطق الحديثة التي شيّدت على حساب الأراضي الزراعية ومنها:
فريق الخارية "خارية بن يوشع" و"خارية الشماسي" ويقعا في الجهة الشرقية منها، وكذا دغيمي السنان وكذلك منطقة الجبل الذي بقي إلى عهد قريب إلى عام 1403هـ.


التّوزّع الزراعي لأراضي الجاروديّة
يقول علي عبد الله: كان الأهالي يعتمدون في معيشتهم على الزراعة التي كانت تروى بالعيون وأهم عيونها عين الصدين، وهي العين الوحيدة في داخل البلد، أما بقية العيون فكانت في الخارج، مثل الحصمية، أم أخيلة، أم عمار، الخصيفانية، ولقشورية. حيث كانت تروي مزارع الجارودية، والتي تقع في البر غرب البلد بالقرب من البدراني، والتي كان يزرع بها الأرز الهندي، واللوبياء، والدقيق بالإضافة إلى الخضرة والفاكهة.
امتد العمران ليطال المزارع المجاورة لجميع جهات الجارودية حتى لاصقت ودخلت بيوتها في بيوت حلة محيش من الشرق، وتحدت الرمال فزحفت عليه من الغرب، وتعدّت الجبل "جبل البرّاق"  من الشمال الغربي، ولم تترك جهة الجنوب حيث أخذت بعض مزارعه وحولتها إلى أراضي سكنية لأبنائها الأوفياء المتعلقين بها.


إن المتأمل لهذه القرية والزائر لها قبل عشرين عاماً أو أقل والزائر لها حالياً، يجد اختلافاً كبيراً وتغيراً ملحوظاً، لكون رقعتها اتسعت اتساعاً ملموساً، أجبر أغلب مَن تملكوا بيوتاً في مدن المنطقة المختلفة إلى الحنين والعودة إلى أمهم الحانية، لأنها وفـّرت لهم أراضي سكنية وبمساحات حسب طلبهم.
وورد شعراً هذه الأبيات، من نظم الشاعر مهدي محمد السويدان في إحدى قصائده: جارود لملم بالأهالي أخالها، عذب المياه يسيل فوق رباها.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة