الشيخ جعفر السبحاني ..
إنّ أول مرتبة من مراتب التوحيد هو التوحيد الذاتي ، وللتوحيد الذاتي معنيان :
أ : إنّ الله واحدٌ ، لا مثيل له ، ولا نظير ، ولا شبيهَ ، ولا عديل .
ب : إن الذات الاِلَهيّة المقدّسة ذاتٌ بسيطةٌ لا كثرةَ فيها ، ولا تركّب.
يقول الإمام علي بن أبي طالب حول كلا المعنيَين :
1 ـ «هُو وَاحدٌ لَيسَ له في الأشْياء شَبَهٌ».
2 ـ «وإنّه عزّ وجل أَحديّ المعنى لا ينقسم في وجودٍ ولا وَهمٍ ولا عقلٍ» (1) .
وسورة «الإخلاص» التي تعكس عقيدة المسلمين في مجال التوحيد تشير إلى كلا القسمين :
فقوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 4] إشارةٌ إلى القسم الأوّل .
وقوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] إشارةٌ إلى القسم الثاني .
وعلى هذا الأساس يكون «التثليث» باطلاً من وجهة نظر الإسلام ، وقد صرّح القرآنُ الكريمُ في آيات عَديدة بعدم صحة ذلك .
كما أنّ هذه المسألة تَناولَتْها الكتبُ الكلاميّة (العقيديّة) بالبحث المُفَصَّل وفَنَّدَتْ التثليثَ بطرق مختلفة...
إنّ التثليث بمعنى كون الإلَه ثلاثاً لا يخلو عن أحد حالين :
إمّا أن يكون لكلِّ واحدٍ من هذه الثلاثة وجودٌ مستقلٌّ ، وشخصية مستقلّة ، أي أنْ يكون كلُّ واحدٍ منها واجداً لكلّ حقيقةِ الألوهية ، وفي هذه الصورة يتنافى هذا مع التوحيد الذاتي بمعناه الأوّل (أي كون الله لا نظير له) .
وإمّا أن تكون هذه الآلهة الثلاثة ذات شخصيّة واحدة ، لا متعدّدة ويكون كل إلَهٍ جزءاً من تلك الحقيقة الواحدةِ ، وفي هذه الصورة يكون التثليث كذلك مستلزماً للتركب ، ويخالف المعنى الثانيَ للتوحيد الإلَهيّ (أي بساطة الذاتِ الإلَهيّة) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) التوحيد، للصدوق ص 84 ، الباب 3، الحديث 3.
عدنان الحاجي
محمود حيدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
السيد منير الخباز القطيفي
الشيخ محمد هادي معرفة
الشيخ جعفر السبحاني
السيد عباس نور الدين
"رسائل متأخّرة" المجموعة القصصيّة الأولى للكاتبة طاهرة آل سيف
الإمامُ الصّادقُ: وارثُ خَزائنِ العُلوم
الدور الخفي لدرب التبانة في الميثولوجيا المصرية القديمة
جناية هيغل في خديعة العقل
إحاطة الله العلمیّة بالموجودات
فلسفة النقد عند كانت وبرجسون
الحفاظ على الصحة في تراث الإمام الصّادق (عليه السلام)
ولكن تعمى القلوب الّتي في الصّدور
حدّ الإيمان والكفر
الإمام الصّادق: سِراجٌ في ليل الظّلمات