لقاءات

فريد المطر: الشعر يولد من من رحم العاطفة بمختلف ألوانها

 

نسرين نجم .. 

للشعر طقوس خاصة، ففيه تمطر الكلمات على قلوبنا فتروي عطش الحنين والاشتياق، وفيه تزهر الأحاسيس الصادقة بحب آل البيت (ع)، وفيه عواصف من الوجع والألم، وفيه شمس الأمل تشرق من جديد، فالشعر لسان قلوبنا الناطق بأجمل الأبيات والمشاعر، ولأنه عالم له جمالية خاصة، كان لنا هذا الحوار مع الشاعر فريد المطر.


* المطر في الشعر:
بعض الشعراء يستعيرون أسماء لا تمت إلى اسمائهم الحقيقية بصلة، رغبة منهم في استخدام اسم له وزن موسيقي معين يجذب المستمع إليه، عن الاسم المستعار سألنا الشاعر فريد المطر عن سبب اختياره لهذا الاسم، ولمَ لا ينشر باسمه الحقيقي"فريد حسن"؟ عن هذا الأمر يقول: "المطر لقبٌ التصق بي، لأنه كان الاسم الرمزي في المنتديات حيث كان اسمي في المنتديات (باران) وهي تعني بالفارسية المطر، وقد عرفني أصدقائي به وصاروا ينادوني به". وحول ما إذا كان لاسم الشاعر دور وتأثير في جذب المستمع، يرى بأنه: "قد يكون الاسم أحيانًا له خاصية الجذب، ولكن ليس بالدور الكبير، بل تكون الجاذبية بما يقدمه الشاعر من أطروحات تلامس أمالهم آلامهم".
ورب صدفة خير من ألف ميعاد، هكذا بدأت علاقته بالشعر: "بدأت علاقتي بالشعر صدفة في بيئة لا تتعاطى الشعر لأسباب  متعلقة بالبيئة والثقافة، في قرية الكتاب فيها عملة نادرة، فقد وقع في يدي ديوان أبي القاسم الشابي ووجدته يعبر عن البساطة في الحياة بكل سلاسة، وكنت وقتها في الثانوية العامة وما كنت أحسن تركيب جملة مفيدة، لكن بالإصرار الناشئ من الحب للكلمة الجميلة والمعاني الراقية حاولت أن أوجه كل طاقاتي للشعر واللغة. وفي السنة الأولى  الجامعية، حولت تخصصي من قسم الفيزياء إلى اللغة العربية، لكي يكون صقل الموهبة الشعرية على أسس قوية . ومع التخصص وقراءة أغلب الشعراء من العصر الجاهلي إلى شعراء العصر الحديث والقراءات المختلفة  ومع الإيمان بمقولة (أعط الشعر كلك يعطك بعضه) حصلت على النزر اليسير من الشاعرية". 


الشعر، وكما يعتبر البعض، يحتاج إلى طقوس معينة ليولد، فما هي هذه الطقوس؟ يجيب الشاعر فريد المطر: "هي مسائل نفسية، لذلك لكل شاعر طقوسه التي يلزم نفسه بها. عن نفسي كانت الطقوس متطورة حسب متطلبات العصر، ففي البداية كانت قلم حبر سائل مع كراسات خاصة، أما حاليًّا فكتاباتي مرتبطة بالصور التي ألتقطها بالموبايل". وحول ما إذا تحول في أيامنا هذه إلى ترف فكري نتيجة الحروب والنزاعات التي يشهدها العالم، يرى الشاعر المطر: "الشعر ديوان العرب وهو من ضمن الفنون التي تحاول تقديم رؤية مختلفة، حتى لو بدت عند البعض ترفًا فكريًّا، لكن في المجمل الشعر هو من الفنون التي تعبر عن الإنسان بصورة جمالية".
من ناحية أخرى هناك من يعتبر بأنه لكي تتولد القصيدة فيجب أن يكون هناك معاناة، لإن القصائد تأتي من رحم الأحزان، فإلى أي حدّ يوافق على هذا الأمر؟ يرفض هذه المقولة لأن: "ذلك يحوّل الشعر لكونه ترجمة لأمراض نفسية يعاني منها الشعرا،ء وبهذه النظرية يكون الشعر قاصرًا يعبر عن الجانب المظلم في حياة الإنسان حيث تتحول القصيدة لنشيدة جنائزية . الشعر يولد من من رحم العاطفة بمختلف ألوانها لون الفرح والأمل والألم ووو... لذلك سمي الشعر العربي في معظمه بالشعر الوجداني ووجدان الإنسان ليس مقصورًا في الحزن فقط".


* حال الشعر بين ألم وأمل:
لكل شاعر رؤية خاصة، وأنواع يجد فيها نفسه فيها أكثر من غيرها، بالنسبة لفريد المطر: فــــ"للشعر أنواع  منها: الشعر العمودي وشعر التفعيلة والشعر الحر، ولا أجد نفسي في الشعر الحر بل في  الشعر العمودي وشعر التفعيلة وذلك خاضع للموضوع الذي تتناوله القصيدة، أما الأغراض الشعرية فمعظم قصائدي تدور حول الحب بمعناه الشامل، وليس بمعناه الخاص الذي كان يطلق عليه (الغزل)، وأعني بالحب بمعناه الشمولي هو حب الوطن وحب الأمل والإنسان، الحب الذي تتفق عليه الإنسانية في كل زمان وفي كل مكان".
فما هي أهمية الشعر الإسلامي في خضم العواصف الغرائزية والمادية التي تهب علينا وتغزونا من كل حدب وصوب؟ وما دوره في التمسك أكثر بهويتنا الإسلامية وتعريف الجيل الناشئ على تاريخه وعلى رسالة الإسلام؟ يقول: "الشعر الإسلامي (الشعر الملتزم) يحمل على عاتقه رسالة  تكمل رسالة الأنبياء والأولياء، ولذلك يحتاج لشعراء يعون أهمية هذه الرسالة لكي يحققوا الهدف المنشود". وعن حال الشعر في عالمنا العربي والاسلامي اليوم يقول: "الشعر في العصر الحديث في عالمنا العربي والإسلامي لم يعد الصوت المنفرد كما في بعض العصور السابقة، فقد ظهرت فنون أدبية تنافسه بقوة كالرواية والقصة القصيرة والخاطرة، ومع ذلك ما زال يعيش مرحلة شبابه الثانية بعد عصور الانحطاط الأدبي".
وحول ما أضافه المطر إلى الشعر يقول: "في الحقيقة لم يكن من ضمن هواجسي أن أضيف على الشعر جديدًا بقدر ما كان هاجسي أن أعبر عن نفسي وعن الإنسان وعن الحب الحقيقي الشامل".

والسؤال الأخير كان للشاعر فريد المطر عمّا تعني له المفردات التالية:
 الله: "الجمال والكمال المطلق والحب" 
 الحب: "حياة القلوب إذا كانت بوصلته الحبيب المطلق"
 المرأة: "ريحانة"
 الطبيعة:"النقاء"
 المكان:"قيمته بالمكين"
 البحر:"الكرم والعطاء والغموض".

لا بدّ من الإشارة إلى أن للشاعر فريد المطر ديوانًا غير مطبوع، عدد صفحاته يقرب من 500 صفحة وهو بعنوان : "مواسم المطر".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة