فجر الجمعة

الشيخ العباد: يوجد مسائل مستحدثة وعلى المكلف أن يحضر دورات أحكام الحج

 

تحدث سماحة الشيخ محمد العباد خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد الإمام الصادق (ع) في مدينة العمران بالأحساء عن أهمية فريضة الحج وثماره المعنوية واستثماره الروحي، لافتا إلى أهمية الإلتحاق بالدورات التي تقيمها حملات الحج حتى لا يقع المكلف في المحظورات.

استهل الشيخ العباد حديثه أمام حشد من المؤمنين بقوله تعالى "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِين" 97 - سورة آل عمران، لافتا إلى أننا على "أعتاب أداء فريضة من أهم الفرائض وهي فريضة الحج ويعتبر شهر شوال أول أشهر الحج"، معتبرا أنه "من المهم جداً أن يكون حديثنا حول الحج من الآن لوجود الإستعدادات لبدء الحج سواء كان من حجاج الداخل أو من حجاج الخارج".

وبيّن سماحته أهمية فريضة الحج في التشريع مشيرا إلى أهميته الخاصة والتي تتميز عن سائر الفرائض وهي من الأركان الخمسة.

كما شدد الشيخ العباد على أن المقصود من البيت في قوله تعالى "ولله على الناس حج البيت" هو بيت الله والكعبة المشرفة هذا المكوّن الخاص المتميز بقدسية خاصة، ومن أنكر فريضة الحج من الأساس هو كمن أنكر الصلاة وبالتالي يؤدي هذا إلى تكذيب القرآن الكريم والنبي الأعظم (ص)، مما يؤدي إلى الكفر بالمعنى الخاص والخروج عن الدين".

ولفت سماحته إلى أن هناك ثمرات أخلاقية وإجتماعية وروحية كثيرة للحج، حيث بيّن الرسول الأكرم (ص) أهمية هذه الفريضة في قوله "إذا قدر الرجل على الحج فلم يحج فقد ترك شريعة من شرائع الإسلام".

أما عن ثماره المعنوية فأكد الشيخ العباد أن على المسلم واجب الحج "مرة واحدة في العمر مع توفر الشروط، لكن ثمار الحج وآثارها تبقى وتتكرر مع تكرار الحج المستحب، فقد روي عن الإمام الصادق (ع) أن رسول الله لقيه أعرابي بعد أداء الحج فقال له: يارسول الله إني خرجت مريدا الحج ففاتني وأنا رجل مميل -أي قادر، وكان سؤاله عن الحج المستحب - فمرني أن أصنع بمالي ما أبلغ به مثل أجر الحاج، فقال له رسول الله (ص): أنظر إلى أبي قبيس -جبل- فلو أن أبي قبيس ذهبة حمراء أنفقته في سبيل الله ما بلغت ما يبلغ الحاج، ثم قال: إن الحاج إذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئاً ولم يضعه إلا كتب الله له عشر حسنات ومحى عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات فإذا ركب بعيره لم يرفع خفا ولم يضعه إلا وكتب الله له مثل ذلك فإذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه، فإذا سعى بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه فإذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه".

وعن الإستعداد المبكر للحج أشار سماحته إلى ضرورة الإستعداد "بحيث لايضيع عليه الوقت بسبب تماهله حيث لا يجوز للمكلف القادر على الحج أن يتأخر في الإستعداد -كاستخراج التصريح - بحيث لايتمكن لاحقاً من الذهاب لضيق الوقت، وإذا كان المسلم يمتلك المال للحج الواجب فلا يجوز له أن ينفقه في غير نفقته المتعارف عليه فيجب أن يحافظ على المال إذا كان يكفيه لأداء فريضة الحج مع النفقة على عياله أثناء غيابه".

بموازاة ذلك أكد الشيخ العباد على أهمية التفقه في أحكام الحج، معتبرا أنه "لا يصح للإنسان أن يذهب لأداء الفريضة وهو مبتلى بأحكام الحج، فإن أحكامه دقيقة جداً ومتجددة وهي بحاجة إلى معرفتها وفهمه ولو عن طريق الإلتحاق بالدورات التي تقيمها حملات الحج، ولا ينبغي التهاون في ذلك لإن بطلان الحج قد يترتب عليه أمور أخرى، كإعادة الحج في سنة أخرى، أو قد يستوجب أن يرجع الحاج إلى مكة لأداء الأعمال بصورة صحيحة، وبعض الأحكام قد يترتب بطلانها بأن يبقى الحاج محرماً بعد رجوعه إلى وطنه إلى أن يؤدي تلك الأعمال، وهذا قد يكون سببه التقصير في تعلم أحكام الحج، وبعض الشباب مع الأسف لا يلتحق بدورات تعليمية باعتبار أنه يذهب كل عام فيظن أنه لا يحتاج إلى تعليم، في الحج هناك مسائل مستحدثة ولا تكفي بأن المسلم قد استوعب الأحكام الفقهية في السنوات الماضية، بل إن بعض المسائل تستجد فيحتاج المكلف أن يفهمها بحضور الدورات الحديثة لتعليم أحكام الحج".

وختم سماحته لافتا إلى أهمية الإلتحاق بالحملات مؤكدا أنه "ليس من الصحيح أن يذهب مجموعة من الحجاج دون مرشد ديني حتى لو كان يحج بشكل مكرر، كما ذكرنا أن هناك أحكاما مستحدثة فلابد أن يتوفر في الحملة والمجموعة مرشد ديني بحيث يستفاد ويرجع إليه في حال طرأ لهم حكم شرعي، لذلك من المهم عند الذهاب للحج النظر إلى جانب المرشد الديني أو عالم الدين الموجود في الحملة أو المجموعة، وهذه النقطة مهمة جداً حتى في أداء العمرة فهناك أحكام دقيقة لابد من إستيعابها حتى لا نقع في المحظور".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة