فجر الجمعة

السيد الحسن: الإستغلال لا يطوّر المجتمعات

 

تحدث سماحة السيد كامل الحسن خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد الإمام الباقر (ع) في مدينة صفوى بالقطيف عن موضوع "الإستغلال وإختلال آداء المجتمعات"، مسلطا الضوء على بعض ممارساته ومبينا خطورته على المجتمعات.

استهل السيد الحسن حديثه أمام حشد من المؤمنين بقول الرسول الأكرم (ص) "ليس منّا من غش مسلما أو ضره أو ماكره"، لافتا إلى أن هذه الكلمات الثلاث "غش وضر ومكر يجمعها الإستغلال السيء للآخرين"،  معرفا معنى وهو "الإنتفاع بشيء يأتي بشكل لا أخلاقي فيتحصل عليه، في مكر في غش في مضرة، المهم يستغل، الإستغلال يعرّف بالإنتفاع بشيء بصورة غير أخلاقية فيسمى إستغلال".

وتابع مضيفا "أما المستغل يعني الشخصية التي تسعى وتجري وراء مصلحتها، أو هي التي تأخذ ولا تعطي، أو هي تبالغ في مدح وحب ذاتها، أو هي تصعد على جهود الآخرين".

وأكد سماحته أن "هذا الإستغلال له نتائج سلبية في الدنيا والآخرة، وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ" 43 - سورة فاطر.

وأشار إلى أوجه الإستغلال وصوره قائلا "الإستغلال له أشكال وصور، لأن طبيعته لا يمكن أن تطور مجتمعات ودول وشعوب بوجود الإستغلال، أي مجتمع يقدّس اللقب يعني أنه مجتمع غير متطور، ويقع في مستنقع الإستغلال".

ولفت السيد الحسن إلى خطورة الإستغلال في مجال التحصيل العلمي معتبرا أنه "حتى على مستوى طلبة العلوم الدينية، عليه أن يدرس ليتحصل على الشهادة الأكاديمية، أما شراء الشهادة الأكاديمية من الخارج فهو من أبشع صور الإستغلال الديني".

وأضاف "شراء الشهادات يعني أبشع أنواع الإستغلال، كل الطبقات الإجتماعية إذا أساءت الإستغلال فإن أي مجتمع لا يمكن له أن يتطور أو يتقدم، الذي يثبت جدارة الإنسان فهمه علمه معرفته لا أنه يشتري شهادات من هنا أو هناك".

بموازاة رأى سماحته أن للإستغلال صور أخرى وهي "على المستوى الأسري، فالزوج قد يستغل زوجته الموظفة إما من خلال كلمات عاطفية أو من خلال إبتزاز أو تهديدها بالطلاق مثلا، ليتحصل على بطاقتها المصرفية أو يلزمها بالنفقة، هذا حرام شرعا"، داعيا المرأة الموظفة للإشتراط في عقد الزواج بأن "لا يحق للزوج إجبارها على النفقة".

كما أكد السيد الحسن على وجود "بعض الشركات التي تستغل إسماء بعض الموظفين أو العمال حتى بعد فصلهم، فتستلم رواتب بأسمائهم، تتحصل هذه الشركات على الرواتب والحقوق للموظفين عن طريق التأمينات وهم مفصولين، لذلك المؤمن ينبغي أن يكون كيس فطن إمرأة كان أو رجل، لا يكون محل استغلال، وعي المجتمعات يتطور من خلال إدراك الحقائق وليس من خلال إستغلالها".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة