فجر الجمعة

السيد الحسن: لنضع أيدينا شيعة وسنة مع رجال الأمن لمواجهة الفكر الداعشي


تطرق سماحة السيد كامل الحسن إلى موضوع "الثقافة الطائفية" وذلك خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع، حيث إستهل خطبته بحديث عن الرسول الأكرم (ص) "من آذى مؤمنا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فهو ملعون في التوراة والأنجيل والزبور والقرآن".

السيد الحسن وأمام حشد من المصلين في مسجد الإمام الباقر عليه السلام في مدينة صفوى شمال القطيف تقدم بخالص التعازي والتبريكات لإستشهاد كوكبة من أتباع أهل البيت في مسجد الإمام الرضا (ع) ببلدة محاسن في الأحساء الأسبوع الفائت، معتبرا أنهم "نالوا وسام الشهادة وكانت خاتمتهم ما بعدها خاتمة حيث سفكت دماءهم وهم في بيت من بيوت الله في حالة ركوع وسجود"، وأضاف "أن تأتي وتفجر نفسك بالمصلين هذا غدر ولئم خبيث".

داعيا أتباع أهل البيت (ع) إلى التحمل "كما تحمل أئمتنا (ع) فلولا وجود ألطاف إلهية وبركة شباب الحماية في المسجد ووجود رجال الأمن لكان الوضع أخطر بكثير وكانت الإصابات بالغة الخطورة أيضا لكن هذا من لطف الله"، مؤكدا "أن سبب كل ذلك هو التحريض الطائفي".

السيد الحسن أبدى أسفه كون الطائفية أصبحت ثقافة على مستوى العالم الإسلامي، معتبرا أن "هناك فراغ في المنطقة الإسلامية والعربية وهذا الفراغ بدل أن يسد بالعلم والمعرفة والحوار والتطور سد هذا الفراغ بثقافة طائفية بغيضة".

وأضاف مبينا "أن الطائفية تتحول إلى ثقافة شعوب من خلال البيئة والعنصر السياسي ومن خلال النصوص الدينية الخاطئة البعيدة كل البعد عن القرآن والسنة، وأن المجتمعات المنغلقة على نفسها هي مجتمعات طائفية وحل الأزمات يكون بمنظار وطني وليس بمنظار مذهبي ولا فكري".

وأكد سماحته أن إنتهاء حالة "داعش السيف" تنتهي  لكن الخطر هو "داعش الفكر والثقافة" وهو ينتهي بإصلاح النصوص الدينية أولا والتي تدعو إلى العداوة والبغض وليست واردة لا عن الله ولا عن نبيه، حينها ينتهي الإرهاب، كما أنه ينتهي بتجريم من يحرض، وعدم التجريم "يعطي لهم المجال فيما يقولون وفيما يفعلون".

بموازاة ذلك شدد السيد الحسن على شيعة أهل البيت بوجوب إتخاذ أسلوب الحوار دائما، وأن يصبروا فهذا "مما يحير العالم كيف أن هؤلاء أتباع أهل البيت مع ما يلاقونه من الإرهابين كيف أنه ليس عندهم رد فعل في مقابل الآخرين"، لافتا إلى "أن الفكر الشيعي فكر متطور، وأنه فكر إنساني ينظر حتى إلى الكافر بنظرة تقدير واحترام، وأن حرمة الإعتداء عليه وحتى بالكلمة لا يجوز، هو هذا مذهب أهل البيت، مذهب حجة ودليل ومنطق وحوار وليس منطق تطرف وعنف".

ثم أوضح أن "عدم رد الفعل السلبي  هذا يغيظ الفكر الداعشي ويفشل كل مؤامراته، فعدم رد الفعل هو أقوى الردود على هذه الفئة الضالة التي لا تحترم لا دين ولا مذهب ولا إنسانية ولا مسجد".

وحث سماحته على التعاون مع رجال الأمن والوعي وأخذ الحيطة والحذر بالطرق السلمية الصحيحة "ونضع أيدينا مع رجال الأمن كما أنهم مستهدفون نحن  مستهدفين أيضا".

وختم السيد الحسن كلامه بالتأكيد على أن غرض الفكر الداعشي ضرب الإنسجام والوحدة الوطنية، موجها نصيحته بأن يكون الشيعي والسني مع رجل الأمن يدا واحدة في قبال الفكر الداعشي البغيض".

 

 

مواقيت الصلاة