فجر الجمعة

الشيخ المطوع: صفات الرسول الأكرم (ص) في كلام أمير المؤمنين (ع)

 

تحدث سماحة الشيخ حسن المطوع خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع مسجد العباس ببلدة الربيعية في القطيف عن صفات وشخصية رسول الله (ص) وذلك تزامنا مع ذكرى رحيله.

إستهل الشيخ المطوع حديثه أمام حشد من المؤمنين بقول الإمام علي (ع) في وصفه للرسول الأكرم (ص) "أخرجه من أفضل المعادن منبتا، وأعزّ الأرومات مغرسا، من الشّجرة الّتي صدع منها أنبياءه، وانتخب منها أمناءه، عترته خير العتر، وأسرته خير الأسر، وشجرته خير الشّجر، نبتت في حرم، وبسقت في كرم".

وأضاف "من النعم الإلهية التي أفاضها الله سبحانه وتعالى على أمير المؤمنين (ع) هو ملازمته الدائمة والمستمرة لرسول الله (ص)، ومصاحبته له، فقد تربى في حجره، واتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، ومن هذه الصحبة والملازمة جاء الكثير من وصف رسول الله (ص) على لسان أمير المؤمنين (ع)".

ولفت سماحته لبعض الجوانب من الأوصاف العلوية في حق النبي (ص) قائلا "نحن نعيش على مشارف ذكرى رحيل خاتم الأنبياء لنتعرّف على عظمة هذا النبي ومكانته (..)، لقد وصف أمير المؤمنين (ع) منبت النبي بهذه الكلمات الموجزة، مستقره خير مستقر، ومنبته أشرف منبت ...، هنا يبيّن الأمير (ع) تلك الأصلاب الشامخة والأرحام الطاهرة التي نبت منها (ص)".

وأشار الشيخ المطوع إلى الرعاية الإلهية التي حظي بها النبي (ص) من قبل السماء من خلال قول أمير المؤمنين (ع) "النبي (ص) هو خير البرية طفلا، ولقد قرن الله به (ص) من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ومحاسن العالم ليله ونهاره، فالعناية الإلهية للنبي كانت منذ أن كان طفلا صغيرا إلى أن إرتحل من هذه الدنيا".

وأضاف منوها "لهذا ما كان أحد يعيب على رسول الله (ص) بعيب قط، ولو كانوا وجدوا في رسول الله عيبا لأشاروا إليه وحتى لو كان في فترة الطفولة لعيروه، فهذا دليل على طهارة النبي في أعينهم منذ أن كان طفلا صغيرا إلى أن صدع بأمر ربه، ولهذا نحن نعتقد بعصمة النبي ليس فقط في الدعوة وتبليغ الرسالة، وإنما نعتقد بعصمته مطلقا".

أما عن جانب بعثته (ص) فاستشهد سماحته يقول الإمام علي (ع) أنه قال في حقه (ص) "أرسله على حين فترة من الرسل وطول هجعة من الأمم، واعتزام من الفتن وانتشار من الأمور، وتلظ من الحروب، والدنيا كاسفة النور ظاهرة الغرور على حين اصفرار من ورقها وإياس من ثمرها واغورار من مائها. قد درست منار الهدى، وظهرت أعلام الردى، فهي متجّهمة لأهلها، عابسة في وجه طالبها".

وأما في وصفه (ع) للنبي (ص) في أداء رسالته ومهمته الإلهية في هكذا وضع فأشار أمير المؤمنين (ع) إلى ذلك بقوله "وقبض نبيه (ص) وقد فرغ إلى الخلق من أحكام الهدى به فعظم منه سبحانه ما عظم من نفسه فإنه لم يخف عنكم شيئا من دينه، ولم يترك شيئا رضيه أو كرهه إلا وجعل له علما باديا".

وتابع سماحته "لقد وصف الإمام علي (ع) رسول الله (ص) في التحوّل الذي أوجده في حياة الناس والعرب آنذاك، بقوله: إن الله بعث محمد وليس أحد من العرب يقرأ كتابا ولا يدعي نبوة" مشيرا إلى حالة من الأمية والجهل المطبق في الناس آنذاك، مضيفا "فساق الناس حتى بوأهم محلتهم وبلّغهم منجاتهم، فاستقامت قناتهم واطمأنت صفاتهم".

وعن الدور الذي لعبه النبي (ص) في تطهير النفوس وتأليف القلوب وفي إطفاء الضغائن يقول (ع) "دفن الله به الضغائن وأطفأ به الثوائر ألف أخوانا وفرّق به أقران، أعزّ به الذلة، وأذل به العزة -وهذا دور جبار عظيم وهو من ثمار بعثته (ص) التي كانت على المستوى الدنيوي والأخروي".

ورأى سماحته أن "وصف شجاعة رسول الله (ص) ما كان أحد ليعرف ويصف لنا شجاعة رسول الله كما وصفها أمير المؤمنين بأبلغ الكلمات وأوجزها"، مضيفا "النبي (ص) قاد الحروب بنفسه وكان يدخل في غمارها وكان يخطط للقتال وكان يأمر أصحابه بما يجب عليهم في أثناء الحرب وينهاهم بما يوجب هزيمتهم كانت شجاعة النبي (ص) عند الكل واضحة لكن لنرى وصف أمير المؤمنين (ع) لشجاعته (ص) يقول (ع) كنا إذا حمي الوطيس اتّقينا برسول الله (ص) فلم يكن أحد أقرب إلى العدو منه، وهذا منتهى الشجاعة".

وتابع مردفا في صفاته الخلقية والتي أشار إليها القرآن الكريم "وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ" 4 - سورة القلم، مستشهدا بقول أمير المؤمنين (ع) في هذه الأوصاف الخلقية التي هي محل أسوة لمن تبع النبي (ص)، في تواضعه "ولقد كان (ص) يأكل على الأرض ويجلس جلسة العبد ويخصف بيده نعله ويرقع بيده ثوبه ويركب الحمار العاري ويردف خلفه ويكون السّتر على باب بيته فتكون فيه التّصاوير فيقول يا فلانة لإحدى أزواجه غيّبيه عنّي فإنّي إذا نظرت إليه ذكرت الدّنيا وزخارفها".

وتوقف الشيخ المطوع عند وصف أمير المؤمنين للدنيا في عين رسول الله (ص) وكيف كان يتعامل معها "قد حقر الدنيا وصغرها وأهون بها وهونها، وعلم أن الله زواها عنه اختيارا وبسطها لغيره إحتقارا فأعرض عن الدنيا بقلبه وأمات ذكرها عن نفسه وأحب أن تغيب زينتها عن عينه لكيلا يتّخذ منها رياشا أو يرجو فيها مقاما بلّغ عن ربّه معذرا ونصح لأمّته منذرا ودعا إلى الجنّة مبشّرا وخوّف من النّار محذّرا، متابعا "هكذا كان النبي (ص) ينظر للدنيا بهذه النظرة ويتعامل معها بهذه المعاملة".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة