متابعات

الشيخ العرفات يبين العلاقة بين "الكلام الجديد وفلسفة الدين"


استضاف برنامج "منار المغتربين" مساء الجمعة 24 نوفمبر سماحة الشيخ عبد الغني العرفات في ندوة حوارية بعنوان "الكلام الجديد وفلسفة الدين: رؤية ومواقف".

وأوضح الشيخ العرفات في المحور الأول العلاقة بين فلسفة الدين والدين، حيث ذكر الدين هو علاقة بين طرفين وهما القوة المقدسة المتمثلة في وجود خالق الكون والإنسان وتحتوي هذه العلاقة على فكر وسلوك، فيما فلسفة الدين هي بحث في العلاقة بين الطرفين والنظر في بعض النصوص الدينية من الخارج مشيرا إلى أن الفيلسوف في الدين قد يكون غير متدين أو غير معتنق للديانة الذي يبحث فيها.

وذكر أن مصطلح فلسفة الدين نشأت متأخرة على يد الفيلسوف الفرنسي "كانت"  في بداية القرن التاسع عشر الميلادي في كتابه " الدين في حدود العقل" وكتاب "محاورات في فلسفة الدين".

وبين الشيخ العرفات أن وظيفة علم الكلام هو توضيح أساسيات الدين وقواعده إلى أتباعه التي يقوم بها بالإضافة إلى الاستدلال على قواعد الدين وكذلك درء الشبهات عن الدين.

وبخصوص رفض بعض العلماء لمصطلح علم الكلام بين الشيخ العرفات بين أن هناك مشاحة في فهم المصطلح رغم ممارسته لوظائف علم الكلام.

وعن الجدل الدائر حول ما إذا كان هناك علم كلام جديد أو أن هناك مسائل كلامية جديدة قال الشيخ العرفات: "أنا ضد مصطلح علم الكلام الجديد، لنقل أننا مع الجديد في علم الكلام فهنا ينبغي علينا أنا نبحث في المسائل الكلامية الجديدة وليس من الضرورة أن نقول علم الكلام الجديدة"، ورأى أنه من الأفضل القول بمسائل مستحدثة في علم الكلام ومناهج جديدة في البحث، مشيرا أن العلوم الأخرى تستحدث مسائل ونظريات جديدة ولا يطلق عليها بأنها علوم جديدة.

وبين الفارق بين علم الكلام وفلسفة الدين حيث أن المتكلم يؤمن بالمقولات الدينية ويستدل عليها بأي طريقة وقد يلجئ للعلوم الأخرى ومنها الفلسفة بينما الفيلسوف يحاول أن يفلسف النصوص الدينية ويستدل عليها بحسب المنهج العقلي وقد يلتقي مع المتكلم في قضية ما ويختلف معه في أخرى.

وذكر سماحته أن الفيلسوف لا علاقة له بالنص الديني ولا بأصحاب الأديان بل هو يملك رؤية خارجية للدين ويرى بما أن القرآن لا يتعارض مع العقل فإنه بالإمكان بناء فلسفة للدين على إثره، وقد تلتقي نتائجه مع الدين.

وأفاد الشيخ العرفات أنه لا يمكن الدخول في فلسفة الدين إلا بعد خوض التجربة والتي من خلالها أن يفهم الدين وهي إحدى وجهات النظر لدى الفلاسفة.

وبين سماحته أن مصطلح التعددية الدينية مصطلح ناشئ في عصر التنوير في دول أوروبا الذي كان قد انتشر فيه الإلحاد والتحرر من سلطة الكنيسة وحراك فكري حيث يرى مطلقوه أن كل الأديان صحيحة وكل البشر في الخلاص، اعتبر ان فكرة التعددية هي فكرة تصالحية مع فكرة الخلاص المسيحي، ولفت إلى أنها تأثرت بمقولات فلسفية منها النسبية التي تم نقلها من الطبيعيات إلى الالهيات، بالإضافة إلى التجربة الدينية.

وقال الشيخ العرفات أن القرآن والإسلام لا يقر بهذه الفكرة وإنما فيه جنبة من التسامح مع الأديان الأخرى والتي تختلف عن فكرة تعدد الحق، لافتا أن الأنبياء أسسوا لمسألة التسامح في الأديان والعيش السلمي.

 

وأوضح سماحته أنه يوجد اختلاف في الأديان وحتى الدين الإسلامي والذي يوجد فيها مذاهب وأراء مختلفة لكن هذه المذاهب إلى أديان، وكشف عن طباعة مجموعة حديثية بين الفرقتين الشيعة والسنة مؤخرا أظهرت تشابها كبيرا بين الفرقتين، لافتا إلى أن وجود بعض الاختلاف التفاصيل لا تخرج المرء من التشيع أو الإسلام ولا تحوله إلى صاحب مذهب أو دين.

وذكر سماحته أن مسألة الحق الواحد لا يعني أن الآخر الذي لا يعتقد بهذا الحق في النار، ونقل عن السيد الخوئي في أحد "شرح العروة" الذي أشار فيه إلى طهارة  ونجاسة الكافر والناصبي وبحث في موضوع نجاة بعض الكافرين من النار وبين فيها أن بعض الكافرين والمستضعفين مألهم الجنة لكي يسهل موضوع المسلم ال الغير موالي ويصبح مآله أيضا إلى الجنة.
ونقل الشيخ العرفات وصف السيد الخوئي للغير موالين لأهل البيت بـ "مسلمي الدنيا كفار الآخر" حيث أوضح المقصود من تعبير الكفر بأنه كفر بالنعمة وضرب مثلا بآية الحج حيث عبر عن ترك الحج مع الاستطاعة بالكفر والذي فسره المفسرون بكفر النعمة، ولافتا أن تعبير الكفر هنا لا يؤدي لدخول الغير موالي على النار.

وتضمنت الندوة محور "الهرمونطيقيا" حيث ذكر الشيخ العرفات حيث أوضح أن الهرمونطيقيا من المفاهيم الغير مستقرة دلاليا وأشار إلى من يتبنون هذا المفهوم لا يملكون تعريفا واضحا لهذا لمفهوم والمصطلح، نقل عن قاموس لادان الفلسفي في تعريف الهرمونطيقيا بأنها تعيف وتفسير نصوص فلسفية أو دينية وبنحو خاص هو شرح الكتاب المقدس، وأوضح أن الهرمونطيقيا كانت محدودة بالتوراة إلى الإنجيل ثم شملت كل نص ديني.

ونقل سماحته تعريف الهرمنطوقيا بحسب بعض الكتاب الإيرانين كالمجتهد الشبستري بأنها تفسير النصوص وأن كل نص محتاج إلى تفسير الذي يمكن الذي يوضح دلالات الكلام وأن الكلمة لها قبليات، لافتا إلى وجود فهم متعدد للهرمونطيقيا لا يشابه ما فهمه الشبستري.

وأشار الشيخ العرفات إلى وجود تشابه بين مصطلح "ما بعد الحداثة" و"الهرمونطيقيا" في عدم استقرار المصطلحين وعدم وجود معنى محصل، وبين سماحته أن دعاة "ما بعد الحداثة" يدعون إلى خرق كل مقدس وخرق الأنظمة لذلك أشير إليها بأن ما بعد الحداثة تهدم ولا تبني.

وأوضح سماحته أن كان يقصد بالهرمونطيقيا بمعرفة علم النحو والأصول وعلم الكلام والدلالة فهو مقبول، أما إذا كان احتياج إلى تفسير النص بقبلياته فلا يمكن القبول به.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت الهرمونطيقا هي "موضة" أو ظاهرة فكرية ممكن، أكد الشيخ على ضرورة أن يكون الانسان أقوى من يحملون هذه الأفكار عبر قراءة الكتب الدينية بكم وتمعن كبيرين لمواجهة الأفكار المنحرفة ومتابعتها والاطلاع على ما تحوي من انحراف.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة