سياحة ثقافية

احتفالاتُ المولد النّبويّ الشّريف في الدّول العربيّة

 

تبدأُ الاحتفالاتُ الشّعبيّةُ بذكرى ميلاد رسول الله صلّى الله عليه وآله من بداية شهر ربيعٍ الأوّل إلى نهايتِه في العديد من تلك الدّول، فتخرجُ المواكب ابتهاجاً بالمناسبة، ويُوزَّع الطّعامُ والحلوى الخاصّة بالمولد؛ والقاسم المشترَك بين تلك الاحتفالات هو إقامةُ المجالس لقراءة السّيرة النبويّة العَطرة، وإنشادِ المدائح. وهنا جولة على عددٍ من البلدان، للوقوف على أجواء المَولدِ فيها.


مصر
تُعدُّ ذكرى مولد رسول الله صلّى الله عليه وآله درّةَ الاحتفالات الدينيّة في مصر، فعلى الرّغم من التطرّف المستورَد، والفتاوى المنهمرةِ بتحريمِ الاحتفال بالمولد النبويّ، ما زال الشّعبُ المصريّ يحتفلُ بالمولد كعادته، وبنفس الطّريقة التي عهدَها منذ قرون.
وكانت «دار الإفتاء المصريّة» أبطلتِ الفتاوى التي تحرّم الاحتفالَ بذكرى المولد النبويّ، معتبرةً أنّ هذا الاحتفال، من أفضل الأعمال، وأعظم القُرُبات، لأنّه تعبيرٌ عن الفرح والحبّ لرسول الله صلّى الله عليه وآله. وفي عام 2012، أعلن «جامع الأزهر» عن الاحتفال بالمولد الشّريف طوال شهر ربيع الأوّل، حيث تُلقى الكلماتُ والمدائح الخاصّة، وفي اللّيلة الختاميّة يوزَّع الطعام والحلوى والشّاي على جميع الحاضرين.


ومع بداية شهر ربيع الأوّل من كلّ عام، تُقام سرادقات كبيرة في الميادين وحول المساجد الكبرى -في جميع مدن مصر، خاصّةً في القاهرة- كمسجد الإمام الحسين والسيّدة زينب عليهما السلام، وتستضيفُ تلك الخِيم أو السّرادقات زوّارَ المولد من مختلف قرى مصر، والباعة بجميع فئاتهم، وبائعي الحلوى، وهناك رُكنٌ للمنشدين والمدّاحين الذين اشتُهروا بمدحِ الرّسول صلّى الله عليه وآله.
ويعود الاحتفالُ بهذة المناسبة لأكثر من ألف عام، عقب دخول المعزّ لدين لله الفاطميّ أرضَ مصر، فأُقيمت الاحتفالات التي كانت تسبقُ المولدَ النّبويّ وتَليه، وأُقيمت السُّرادقات والولائم للبسطاء وعامّة الناس، وفي يوم المولد كان يخرجُ موكب الحاكم الفاطميّ (وأخرجَ ذات مرّة إحدى زوجاته برِدائها الأبيض، على ما يُحكى)، ومن هذا الموكب خرجتْ فكرة لعبة «العروسة والحصان» التي كانت تُصنَع من الحلوى قديماً، وما زالت إلى اليوم في بعض الأحياء، ولكنها استُبدلت بالعرائس والأحصنة المصنوعة بمادّة البلاستك، وهي من التّقليد المصريّ للاحتفال بهذه المناسبة. 
فالمصريّون يحتفون احتفاءً كبيراً بإحياء الأعياد الإسلاميّة، ويُقرنونها بتناول الحلوى، وكأنّ هناك علاقة وثيقة -في نظر المصريّين- بين ميلاد الرّسول صلّى الله عليه وآله والطّعم الحلو. ولم تتغيّر مظاهر الاحتفال كثيراً عن العقود الماضية، خاصّةً في الرّيف، وفي الأحياء الشعبيّة في المدُن الكبرى.


ليبيا
تنشطُ الحركة التّجارية في الأسواق في مختلَف المدن الليبيّة، وتُزيَّن واجهاتُ المتاجر والحوانيت والشّوارع، ويستعدُّ الجميعُ لعيدِ المولد النّبويّ قبل قدومه، حيث تكثرُ البضائع الخاصّة به من ملابس وزينة وحلويات، وعطور وبخور وحنّاء، وكلّ ما له علاقة بهذه المناسبة السعيدة. وقبل ليلة المولد تزدحمُ الشوارعُ والأسواق والمقاهى بالنّاس، وتُقام الزّيارات العائليّة. ويخرجُ الأطفال والصِّبية بقناديلهم ومشاعِلهم، كما تُعقد الاحتفالاتُ الدينيّة وحلقاتُ الذِّكر.
وتبدأ مراسم الاحتفال منذ غروب شمس ليلة المولد وتستمرّ ثلاثة أيّام، فيخرج الأطفال في مختلف أنحاء ليبيا -وخصوصاً في الإقليم الطرابلسيّ- ويبدأُ الصّبيانُ بالاحتفال أوّلاً، ويصدحون في تجوالِهم بأناشيدِهم وأهازيجِهم.


ونتيجةً لمتغيّرات الحياة والسّلوكيّات الجديدة التي شاعتْ في السّنوات الأخيرة من القرن الماضي، تغيّرت مظاهرُ الاحتفال، حيث انقرضت بعض العادات أو الألعاب التي يذكرُها الأجداد، وحلّت محلَّها عاداتٌ أخرى لم تكن موجودة، إذ ظهرتْ إلى جانب الفوانيس القديمة فوانيس زجاجيّة وشموع تُضاء بالبطّاريّات وقناديل صناعيّة. والملاحَظ في العام الماضي أنّ شجرة عيد ميلاد المسيح قد بدأت تحلّ محل «الخميسة» التقليدية. و«الخميسة» هي خمس شموع مضيئة مثبّتة فوق يد خشبية تُعرف بـ «أمّ الخمسة».
ومن العادات الباقية، أنّ الفتيات يخرجن من بيوتهنّ، ويشكّلن مجموعات صغيرة، كلّ مجموعة تجلس عند عتبة بيتٍ من البيوت على هيئة دائرة، ويقُمن بإشعال شموع و«خميسات» مختلفة الألوان والأحجام، وتقوم الفتيات بإطلاق بعض الأنواع من الألعاب الناريّة الخفيفة مثل «نجوم اللّيل»، مردّداتٍ الأهازيج والأناشيد الشعبيّة التي تُحاكي أحداث المناسبة. 
وبعد نهاية الحفل ترجع الفتياتُ الصغيرات إلى بيوتهنّ ويضعنَ الحنّاء، وفي هذه المناسبة لا يخلو بيت في ليبيا من الحنّة.

وفي فجر يوم المولد الشريف، يذهب الرّجالُ إلى المسجد، وإذا كان مسجدُ القرية صغيراً، فإنّهم يجتمعون في ساحة البلدة ليستمعوا إلى قراءة السّيرة النبويّة يتلوها أحدُ المشايخ، ويشارك رجالُ الحيّ في إنشاد الأشعار والمدائح النّبويّة. وفي صباح يوم المولد تنهمكُ النّساء في إعداد الأكلة التقليدية الخاصة بهذه المناسبة، وهي «العصيدة».


السودان
تشهد المدن السّوادنيّة احتفالاتٍ مهيبةً بذكرى المولد، وتتزيّن ميادين العاصمة الخرطوم بالأنوار، وتزهو الأماكن والخِيم بالأذكار وقراءة المولد، ومدْح النبيّ صلّى الله عليه وآله.


وفي الساحة الكبرى بمدينة «أمّ درمان» تجتمعُ الجماهير للمشاركة في الاحتفال الذي يستمرّ حتّى ساعات الفجر الأولى.
 ولا تخلو مدينة أو بلدة سودانيّة من مظاهر الاحتفال بالمولد الشريف.


المغرب
يهتمُّ المغاربة بالمولد النبويّ الشريف اهتماماً عظيماً، حتّى أمسى من تقاليدِهم الدينيّة وتراثِهم الشعبيّ، واهتمامُهم به مظهرٌ من مظاهر حبّ الرّسول صلّى الله عليه وآله، وتعظيمِ شخصيّته المقدّسة. والمولدُ النبويّ في المغرب له طابعٌ رسميٌّ وشعبيّ، وتُقام الاحتفالات في المساجد، وتنظّم المواسم الدينيّة في الزّوايا، ومجالس الذِّكر في البيوت والمنازل. 
وإذا كانت تقاليد الاحتفالات المغربيّة تختلفُ من مدينةٍ لأخرى، ومن هذه المنطقة لتلك، فإنّ القاسمَ المشترك في مظاهرها لديهم، هو حرصُهم على إيقاد الشّموع والمشاعل، وارتداء الملابس التقليديّة الجديدة للتوجّه إلى بيوت الله، وتبادل الزّيارات، وإحياء ليلة الذّكرى بما يليقُ بها من الخشوع والإجلال والتّعظيم لصاحبها صلّى الله عليه وآله، ومرافقة الأطفال عبر الخروج للنُّزهة، وشراء الهدايا لهم، ومرافقتِهم إلى المساجد، لتربيتِهم على الاهتمام بهذا اليوم السعيد.
وتخرجُ المواكبُ في الطّرقات، ويرتدي الأطفالُ أبهى ثيابِهم، مردِّدين أناشيدَ المولد، ولا تخلو مدينةٌ أو زاويةٌ من الاحتفال بالمولد، ففي «مراكش»، مثلاً، وهي ثالث أكبر مدينة مغربيّة، يشكّل الاحتفالُ النبويُّ الشريفُ فيها مناسبةً دينيّةً واجتماعيّةً غالية، دَأَبتْ على تخليدها من خلال مظاهر وشعائر وتقاليد أصيلة ترسّخت في تراثها الحضاريّ الذي تعتزُّ به، والتي تؤكّد مدى تمسّك أبنائها بالدّين الحنيف، وتشبُّثِهم بقيَمه السَّمحة.
يقول أحدُ المراكشيّين إنّ مظاهر الاحتفال بهذه الذكرى تتنوّع بين المواكب الدينيّة ومجالس العِلم، وتلاوة القرآن الكريم، وقراءة المدائح النبويّة، والأذكار، وسَرد السّيرة النّبويّة الشّريفة، وإقامة «المولديّات» في المساجد، وتنظيم المواسم الدينيّة في الزّوايا، وزيارة الأضرحة، تخليداً لهذه الذّكرى العطرة.
وفي مدينة «القصر الكبير»، تنطلقُ مسيرةُ الشّموع من «ساحة المنار» -أمام سوق سَبتة- وتصل إلى «ساحة علال» يتقدّمُها الأطفال، وتُوزَّع التّمور والحلوى، وتتميّز بكثافة الحضور نظراً إلى ارتباط القصريّين بهذه المناسبة العطرة منذ عهدٍ بعيد.
واللّافتُ في مدينة «سلا» مواكبُ الشّموع التي يتفنّن صانعوها في أشكالِها كلَّ عام.
ويرجعُ تاريخ الاحتفال بالمولد النبويّ الشريف في المغرب إلى منتصف القرن السابع للهجرة، مع أسرة «العزفيّين» في مدينة «سَبتة»، حيث سنَّ الشيخ أبو العبّاس، أحمد بن محمّد العَزفي (ت: 639 للهجرة) الاحتفالَ بالمولد النبويّ، وألّفَ في ذلك كتاباً سمّاه: (الدرُّ المنظّم في مولد النّبيّ المعظّم)، وأكمله ابنُه أبو القاسم (ت: 677 للهجرة).
وأوّلُ ملِكٍ مغربيّ احتفلَ بالمولد النّبويّ هو السّلطان الموحّديّ عمر المرتضى بن السيّد أبي إبراهيم بن يوسف بن عبد المؤمن (ت: 665 للهجرة)، وقد حرصَ هذا السلطان على إقامة الاحتفال بالمولد النبويّ الشّريف، وفي أحد احتفالاته أنشدَ له الشاعر والأديب أحمد بنُ الصبّاغ الجذاميّ إحدى روائع قصائدِه، جاءَ في مطلعها:
تنعَّمْ بذكرِ الهاشميِّ محمّدٍ ففي ذِكرِه العيشُ المهنّأُ والأنسُ
وما يزال أحد أبيات هذه القصيدة حتّى يومنا هذا بمنزلة «اللّازمة» التي يُنشدها المادحون في حلقاتِهم، وهو قوله:
وقوفاً على الأقدامِ في حقِّ سيّدٍ تُعظِّمُه الأمــلاكُ والجنُّ والإنسُ


الجزائر
يولي الجزائريّون اهتماماً خاصّاً بالمولد الشّريف، فتزهو المدنُ الجزائريّةُ في ذكراه، حتى أنّك تتلمّس في كلّ زاويةٍ قولَ الشّاعر:
وُلِدَ المشرِّفُ في ربيعِ الأوّلِ الكونُ يرقصُ والكواكبُ تنجلي

وتجتمعُ العائلاتُ بهذه المناسبة، وتعدُّ النساء الأطباقَ الشعبيّة، وتحرصُ الأُسَر الجزائريّة على إعداد حلوى «الطمينة» التي لا يستغنَى عنها في مثل هذه المناسبة، وهي حلوى تصنَع من الدّقيق الخشن الذي يضاف إليه العسل والزبدة ويُزيّن بالمكسّرات، كما يتبادلون تلك الحلويات والأطباق عند قيامهم بالزّيارات العائليّة وإقامة السّهرات، والمولد النبويّ فرصة لصِلة الرَّحِم بين النّاس وبين العائلات، ومناسبة للفرح في قلب كلِّ أسرةٍ جزائريّة، والاحتفالُ بالمولد النبويّ الشّريف من مفاخر الجزائريّين الذين يتمسّكون بشعائرهم الإسلاميّة، وهم يحتفلون به كلَّ سنة، فيجري تزيينُ المساجد، وإقامةُ حلَقات ذِكر الله تعالى، والصّلاة على الرّسول الأعظم، وتوزيع الهبات والجوائز على الأطفال من حَفَظَة القرآن الكريم.
وتعجُّ الشوارع في المدُن والبلدات الجزائريّة بالمسيرات العفويّة، فعلى سبيل المثال، يخرج الشبابُ والشيوخ في مدينة «مستغانم» مردّدين نشيداً موحّداً يُعرَف بـ «البوشارة». وتعدّ «البوشارة» تقليداً قديماً لدى أبناء هذه المدينة، يعود إلى فترة ما قبل الاستعمار الفرنسي، ويتمثّل في خروج المئات كلّ ليلة من دون أيّ إشرافٍ رسميّ، ومن دون أيّ تأطيرٍ أو تنظيم، ينشدون نشيداً موحّداً يقولون فيه: «يا الْبشير الطّاهر أحمد، الصّلاة على محمّد، راحْ للجنّة وفرحتْ تحت أقدامك يا محمّد»، وغيرها من الأناشيد. 


ويهتمّ أهالي المدينة بذكرى المولد اهتماماً كبيراً، كما يعتقدون أنّ الدّعاء مستجابٌ فيها، ويتسابقون لتقديم المأكولات والحلويات الشّعبيّة التي تجتهدُ النّساء في تحضيرها. وتبدأ مظاهر الاحتفال بالمولد النبويّ أسبوعاً قبل الثّاني عشر من ربيع الأوّل، وتختَتم أسبوعاً بعده، كما هو الحال في الولايات الأخرى، كاحتفال المولد بمدينة «تيميمون» بولاية «أدرار». وكانت الفرق المحليّة في مدينة «مستغانم» المعروفة باسم «الغايطة» و«العيساوة» تشارك المحتفلين بأناشيدِها، وتطوفُ على الشوارع والأزقّة حتّى يشارك معهم معظمُ سكّان المدينة، الذين كانوا ينتظرون «البوشارة» بشغَف كلّ عام، في غياب أيّ نشاطاتٍ ثقافيّةٍ أخرى. 
هذا، ويختلفُ الاحتفال بهذه الذكرى العطِرة في الجزائر من منطقة إلى أخرى، لكنّ القاسم المشترك بين تلك المناطق هو إنشادُ المدائح النبويّة، وتحضيرُ الأطباق التقليديّة، وإيقادُ الشّموع.
يرى الباحث في التاريخ الجزائريّ محمد البشير سلامي أنّ الاحتفال بعيد المولد النّبويّ الشّريف يعَدُّ من أبرز مظاهر الاحتفالات الدينيّة في البلاد، خاصّةً مع حِفاظ الأُسَر الجزائريّة عليه من جيلٍ إلى جيل، حتّى خلال الفترة الاستعماريّة.
ويرى أنّ إحياء ذكرى مولد رسول الله صلّى الله عليه وآله في شهر ربيع الأوّل من كلّ سنةٍ هجريّة يعَدُّ وسيلةً من وسائل الدّفاع عن هويّة الشعب الجزائريّ، وعن قِيَمِه ودينِه، خاصّةً في فترة الاستعمار الفرنسيّ.
ويذكر سلامي أنّ إحياء هذه المناسبة في تلك الفترة المظلمة كان بفضل الزّوايا (المدارس الدينيّة) التي حافظت على المفاهيم الإسلاميّة، وعلى الأعياد الدينيّة التي تربط الجزائريّ بهويّته الإسلاميّة، خاصّةً أمام المدِّ الثقافيّ الفرنسيّ الذي حاول من خلاله المستعمرُ تضليلَ عقولِ الجزائريّين.
ويقول إنّ أوّل نادٍ لكرة القدم أسّسَه الجزائريّون في عهد الاستعمار الفرنسيّ حمل اسم «المولوديّة»، لتأسيسه بمناسبة المولد النبويّ الشريف عام 1921 م، وما زال حتّى الآن من أشهر النّوادي الرياضيّة في شمال أفريقيا.
يُضيف الباحث الجزائري: إنّ عيد المولد النبويّ الشريف، يُعدّ إحدى المناسبات لتعريف الأطفال بقصّة ميلاد النبيّ صلّى الله عليه وآله، وبقصّة والدته السيّدة آمنة بنت وهب عليها السلام، وأعلام التّاريخ الإسلامي عموماً. 


اليمن
يغمرُ الفرحُ والابتهاج مدنَ اليمن وبلداتِه بذكرى المولد النبويّ، وتخرجُ الجموع في مواكب، حاملين رايات الولاء لله وللرّسول صلّى الله عليه وآله، ذاكرين الله تعالى، ومردِّدين المدائحَ النبويّة. 


الأردن
تعمُّ الاحتفالات بذكرى الميلاد النبويّ محافظاتِ الأردن كافة، فتظهرُ مشاعرُ البهجة والفرح والسّرور، ففي المساجد والمراكز الدّينيّة والثّقافيّة وغيرها تستمرّ الاحتفالات بيوم المولد الشّريف لعدة أيّام وتمتدّ إلى أسابيع. وإلى جانب الكلمات الدينيّة والخطَب على المستوى الرسميّ والشعبيّ، تقدّمُ الفِرقُ الخاصّةُ باقةً منوّعةً من الموشّحات والأناشيد الدينيّة.
ومن مظاهر هذه المناسبة الطيّبة، ازديادُ أعمال البرّ والخير، وزيارة الأرحام، وشراء الهدايا، وتوزيع الحلوى مثل «المشبّك»، وإنارة المساجد، وبعض البيوت، والمؤسّسات الحكوميّة.


لبنان

يومُ المولد النبويّ الشريف يوم عطلة رسميّة في لبنان، لكنّ الاحتفال بالمولد النبويّ على المستويين الرّسمي والشعبيّ لم يكن بمستوى نظائره في الدّول العربيّة والإسلاميّة، إذ تقامُ احتفالاتٌ متفرّقة يقتصرُ فيها الأمر على الخُطب الدينيّة أو قراءة الموشّحات والأناشيد، كما تنشطُ بعض الفرق الكشفيّة في هذا اليوم. 
وفي السّنوات الأخيرة، بدأت تشهد هذه المناسبة اهتماماً متزايداً عمّا كانت عليه سابقاً، ومن مظاهر هذا الاهتمام، تزيينُ الشّوارع، وإضاءة الشّموع ليلاً، إلّا أنّها لا تزال ضعيفة مقارنةً بما يجب أن تكون عليه، وبما يشهده لبنان من احتفالات برأس السّنة الميلاديّة.
ـــــــــــــ
مجلة شعائر» السنة الثالثة » العـدد 34

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة