فجر الجمعة

الشيخ العباد: الزوجة المؤمنة من أهم عوامل العروج إلى الله

 

تحدث سماحة الشيخ محمد العباد خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد الإمام الصادق (ع) في مدينة العمران بالأحساء عن أهمية التقوى في العلاقة الزوجية.

استهل الشيخ محمد العباد حديثه أمام حشد من المؤمنين بقوله تعالى "نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ" 223 - سورة البقرة، مشددا على أن الآية "تؤكد على أن هناك ربطا وثيقا بين العلاقة الزوجية ونيل الدرجات العالية من التقوى".

واعتبر سماحته بأن "الزواج من أهم عوامل وأسباب العروج الى الله عز وجل من خلال التكامل الروحي والمعنوي للزوجين".

كما أشار إلى خلاصة كتاب المرأة وجلالها للمؤلف الشيخ جوادي آملي حفظه الله حيث تعتبر الزوجة "من أهم عوامل العروج إلى الله والتكامل الروحي عند الإنسان، وروايات كثيرة تؤكد على هذا المعنى كما جاء في قول النبي الأعظم (ص): ليتخذ أحدكم قلباً شاكراً، ولساناً ذاكرا وزوجة مؤمنة تعين لأحدكم على أمر الآخرة، يعني ذلك إذا وفّق الإنسان للزوجة المؤمنة فلاشك أنها ستأخذ به إلى الله سبحانه وتعالى في سلّم التكامل الروحي والمعنوي".

وأضاف "وعنه (ص) قال: من أحب أن يلق الله بقلب طاهر مطهر فليلقه بزوجه، ومعنى مطهّر أي المبالغة في الطهارة إشارة الى الدور الكبير للزوجة جداً في أن يحضى الإنسان بهذا القلب الطاهر المطهر كما ذكر النبي الأعظم (ص)"، متابعا "وكما هو الحديث المشهور: من تزوج فقد أحرز نصف دينه، وليتق الله في النصف الآخر، هذا كله يؤكد على الجانب المعنوي المهم في الزواج من الزوجة الصالحة في التوفيق للعروج نحو الله عز وجل والتكامل الروحي".

وتابع "الإسلام جعل من أهداف الزواج هو الإستقرار ووجود المودة والرحمة بين الزوجين، فإذا لم تكن العلاقة الزوجية مبنية على الرضى، فمن الصعوبة أن تنال هذه العلاقة الدرجة العالية من التقوى والتكامل الروحي، والرضى هو اللبنة الأولى للزواج".

ورأى سماحته أن هناك بعض "الأمور الخاطئة التي قد تحصل في بعض العوائل، وهو التساهل في تزويج البنت للشاب الغني المعروف بعدم التزامه، على أمل أنه قد يصلح بعد الزواج، لكن ان جاء لخطبتها فقير لا يحملون فكرة أنه قد يغنيه الله بعد الزواج، رغم وضوح وعد الله في القران الكريم فمن أهم عوامل الرزق هو الزواج، فإذا لم يكن الزواج مبنيا على الرضى، فقد نكون وضعنا الزوجين في موقع خطر قد لا يوجد فيه توفيق للتقوى".

كما لفت إلى أهمية الوعي في العلاقة الزوجية قائلا "قد يفهم البعض أن التقوى مجرد أدعية وصلوات ونوافل وكثرة قراءة القرآن الكريم والأمور العبادية الظاهرة التي قد تكون عادات أكثر مما هي أهداف"، مضيفا "على الزوج أن يلبي احتياجات زوجته العاطفية والروحية والجنسية، فهذه تعتبر حاجات فطرية، والزوجة أيضا عليها أن تلبي احتياجات الزوج، وهذه من أسمى الطاعات والعبادات. فعند إشباع الحاجات تتكامل الروح و تتكامل التقوى عند الزوجين".

وختم سماحته قائلا "إذا فُقدت التقوى والصلاح في العائلة تتحول العلاقة الزوجية إلى علاقة جحيمية لا تعين على تقوى الله وقد تصل إلى الإعتداء والإيذاء النفسي والجسدي"، مستشهدا بقول الرسول الأكرم (ص): أيما رجل ضرب امرأته فوق ثلاث أقامه الله يوم القيامة على رؤوس الأشهاد فيفضحه فينظر اليه الأولون والآخرون"، مؤكدا على أن "العلاقة الزوجية ينبغي أن تكون علاقة تكامل للروح ومعراجا نحو الله عز وجل".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة