صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الكريم بن مبارك آل زرع
عن الكاتب :
ولد في تاروت ـ القطيف سنة 1381 هـ أحد النشطين بالمشاركة في النوداي الأدبية والدينية أغلب شعره (كلاسيكي) في (محمد و آله ) صلوات الله عليهم ، ولم يكتب بأسلوب الحداثيين أبدًا .

يا زهراء


عبد الكريم بن مبارك آل زرع ..

يصرخُ القلبُ ذاهلاً محزونا  
يا مَآسٍ أَذَبْتِ مِنَّا العيونا
شُفِعَتْ بَسْمةٌ بحرْقَةِ نَدْبٍ  
والشذا بات بالشجا مقرونا
طُبِعَتْ آهةُ القُدَيْحِ بِقَلبِ "الْـ  
ـخَطِّ" فافترَّ نابضاً مجنونا
واكْتوى مِثلَما اكْتويْنا بجمْرِ الْ  
آهِ والوجْدِ والَأسى أَهلونا
"هَجَرٌ" "يَثْربٌ" يعزُّ عليهم  
بهوى القلبِ وحدَنا يكوينا
ودموعُ البحرينِ بحرُ وفاءٍ  
رَسمتْ أبحُرَ الوفا تأْبينا
هكذا يثمرُ الولاءُ وإِنَّ الْــ  
قلبَ في مثلِهِ يشبُّ حنينا
لَمْلَمَ الحُبَّ والإخاءَ وصفْوَ النـــ  
ــفْسِ يا حبَّذا التآزرُ دِينا
كلُّ ثَغرٍ بِقلبِهِ بقلوبٍ  
شبَّ فيها اللظى تموجُ شُؤونا
بينها لُحْمَةٌ وشِيجُ دماء  
صَرّمَ الدهر في مداها قرونا
يا دماءً شاختْ عليكِ الليالي  
والوَلا فيكِ لا يزالُ جنينا
إن إدراكَ كُنْهِهِ حينَ يطْلي  
زُرقةَ الأفقِ حمْرةً لن يكونا
بينه ألفة مع الهمِّ لن يفــ  
ــترقا حقبةَ العوالمِ حينا
لا ترى من دمٍ تقاطرَ حزنا  
باسماً للقاءِ إلا حزينا
فهو من ذاتِهِ سناً علويٌّ  
كان من تالِدِيهِ ماءً وطينا
لونُهُ لونُ كربلاءَ وصادي الْــ  
ـمُهَجِ الحُمْرِ زادَهُ تلوينا
ولِرَيَّاهُ من نجيعِ نحورِ الْــ
ـشُهدا والأباةِ والمصلحينا
عبقٌ يسْكر الصمودَ ويحيي  
زهراتِ العطا ويثري السنينا
ذاب فيه الولاءُ من عالمِ الذرِّ  
محالٌ عن ذاتِه أنْ يَبِينا
نحن يا آهةَ القديح ثغورٌ  
أصدرتْ ليلةَ الخميسِ الرنينا
مهَجٌ نجرعُ اللظى نحتَسِيهِ  
فانثنى مجمرُ اللظى يحتسينا
جال في باقةِ الزهورِ بِكَفٍّ  
ورمى بالرمادِ مِنَّا الجفونا
أَيمينٌ عليهِ يختارُ أَمْلا  
داً لندٍّ وللحصادِ غصونا
شَرَهٌ في اللظى وجوعٌ مديمٌ  
نهَماً وَلَّدا فجنَّ جنونا
لحظةً وارتمى كمَنْ غَصَّ لكنْ  
بعدما خيَّب المُنى والظنونا
شُطِرتْ نارُهُ فشطرٌ قصيرٌ  
أحرقَ الندَّ واستحالَ سُكونا
غيرَ أنَّ الشطْرَ الطويلَ الممِضَّ ال  
مُبْكِيَ المؤْلِمَ المبَرِّحَ فينا
إيهِ يا ليلةَ الزِّفافِ بماذا  
قايضَ الدهرُ سَعدَك الميمونا
أَبِنارِ البخورِ نارَ خباءٍ  
وبأثوابِ زينةٍ تكفينا
فشموعٌ قد أطفأتها دموعٌ  
بعدما أَطفأَ الرمادُ الجبينا
أفهلْ كان للحِمامِ انتقامٌ  
في ربانا فيجتوي النسرينا
أفهلْ كان بالورودِ إذا ما  
صوَّحتْ حاسداً لها مفتونا
وَضَحُ الفجرِ يحرقُ الزهرَ ناهيـــ  
ــكَ بماذا تقاومُ التنِّينا
نحن يا آهةَ القديحِ ورِثْنا
أَلمَ الجرحِ بلْ بهِ رُبِّينا
نحن فيضُ الجراحِ ولْتسألي
التاريخَ أسفارَ آهةٍ يروينا
نحن من لطمةِ العيونِ لُطِمْنا  
نحن من رزئِها العظيمِ رُزينا
عصرةُ البابِ والجدارِ وآهُ الــ  
محسنِ السقطِ لم تزلْ تفرينا
ودمُ الضلعِ ما تشائين قولي  
هو لليومِ في الضميرِ وفينا
وأَزِيزُ النيران أَبقى ويبقي
للموالي دمعًا سخِيًّا سَخِينا
واقتيادُ الوصيِّ كيف ضباعٌ  
خاوياتٌ تخلي الأسودَ عرينا
منعوها من البكا ولعمري  
إنَّ في ذلك الحديثِ شجونا
منعوها من البكاءِ فصبَّتْ  
في مدى الدهرِ شجوَها المكنونا
وقضتْ والحشا توقَّدُ جمراً  
كان فيه جوى المصابِ دفينا
جرَّتْ النارُ للطفوفِ لظاها  
وأذاها وعارَها والهُونا
نَقَلَتْ مشهدَ الجريمةِ لم تسـ  
ـتبقِ حتى الصوتَ الخبيثَ اللعينا
حين نادى عَلَيَّ بالنار نادى  
آخرٌ مثلهُ تَساوى مجونا
نشرَ الذعرَ في قلوبِ الصبايا  
فتفاررْنَ لم يجدْنَ معينا
ليت شعري ما وجهةُ القصدِ في بط  
ـنِ الصحاري فرَّنْ شمالًا يمينا
داست الخيلُ من نجا من ظماهُ  
ومنَ النارِ نسوةً وبنينا
حادثٌ كان بالتزفرِ أَحْرى  
وبصبِّ الدموعِ كان قَمِينا
نحن يا آهةَ القديحَ ورثْنا  
لأسانا المريرِ دمعا هَتونا
لم يكن مخلبُ المنونِ غريبًا  
في مدانا حتى نخاف المنونا
فلنا في مصائبِ الآلِ جرحٌ  
عند تذكارِه الأسى ينسينا
وحَريٌ بكلِّ خطبٍ مُلِمٍّ  
فادحٍ في حيالِهِ أن يهونا
إيهِ يا آهةَ القديح اصطبارا  
قدَرُ اللهِ صالحٌ أن يكونا
غير أنا إذا تحكم فينا الــ  
جَزَعُ المرُّ ساعةً يضنينا
رُب موت يشِيدُ ألفَ حياةٍ  
أو نقيضًا له فما يدرينا
فإلى من نلوذُ وهو بعينِ الـ  
ـلهِ في فَقْدِ أهلِنا وذَوِينا
يا لها ليلة بحالِكِ وجهٍ  
كالحٍ شاحبِ الرؤى يزْدرينا
كان بالقلبِ آهةً والمآقي  
جمرَ دمعٍ وبالحشا سكينا
عادةٌ في السماءِ يخسفُ بدرٌ  
لا بدورٌ تجاوزتْ خمسينا
ليس إلا إلى قضائك بدٌّ  
أنت ترضى وعن رضاك رضينا
رَبِّ ما بيننا الأماناتُ رُدَّت  
ومضيفُ الكريمِ عِلِّيُّونا
رب ذبنا حول الرجاء إذا كا  
ن كتاب الحساب فيه مصونا
عهدنا واعتقادنا بعليِّ الـ  
مرتضى شافعًا وحصنًا حصينا
وبنيه وفاطمٍ دون شكٍّ  
قسما كان ذاك حقًّا يقينا

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة