فجر الجمعة

الشيخ الحبيل: الرسول الأكرم أعد الإمام علي عليه السلام ليكون القائد من بعده

 

تحدث سماحة الشيخ عبدالكريم الحبيل في خطبة الجمعة لهذا الأسبوع بمسجد العباس بالربيعية عن صفات القائد في الأمة من خلال شخصية وسيرة الإمام علي (ع).

وذكر سماحته أن "الهدف من الرسالة هو إقامة ذكر الله والعبودية له"، مشيرا إلى أن موسى (ع) سعى لهذا الهدف من خلال أخيه هارون وعينه له وزيرا، وقارن بين فعل النبي موسى (ع) في تعيين هارون وبين النبي الأكرم (ص) في تعيين الإمام علي (ع)، مستشهدا بقول النبي الأكرم لعلي حين خلفه على المدينة في غزوة تبوك "ألا تحب أن تكون بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي من بعدي".

وتطرق الشيخ الحبيل إلى إرهاصات اختيار أمير المؤمنين (ع) قائدا للأمة، بالإضافة إلى الصفات القيادية التي يتمتع بها القائد الناجح في القرآن الكريم.

وقال الشيخ الحبيل: "لو سبرنا حياة علي (ع) من يوم مولده حتى إلتحاق الرسول الأكرم بالرفيق الأعلى ووقفنا على تلك المشاهد المحمدية العلوية لرأينا هناك إعدادا خاصا لعلي (ع) لكي يخلف رسول الله في الولاية والإمامة من بعده ولا يحتاج إلى كثير من التأمل وإمعان النظر بل يحتاج إلى تتبع المواقف".

وأضاف "الإمام علي (ع) لديه قدسية من يوم مولده وذلك بولادته في البيت الحرام والذي يضفي عليه نوعا من القداسة والاصطفاء الإلهي".

ونقل سماحته عن محمود الألوسي أحد كبار العلماء والمفسرين من الطائفة السنية قوله: "وكون الأمير كرم الله وجهه ولد في البيت أمر مشهور في الدنيا وذكر في كتب الفريقين السنة والشيعة".

وبيّن الشيخ الحبيل أن هذا القول يدلل على أن الحادثة استفاضت بها كتب التاريخ وأصبحت شبه بديهية، وهو الأمر الذي يضفي على الإمام عليه السلام هالة قدسية معنوية، ويدفع المرء للتساؤل عن خصوصية الإمام لولادته في البيت الحرام ووقفة تأمل.

وأشار الشيخ الحبيل إلى تربية الرسول الأكرم للإمام علي (ع) وحديث أمير المؤمنين (ع) عن ذلك بالقول: " وقد علمتم موضعي من رسول الله بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة وضعني في حجره وأنا وليد يضمني إلى صدره ويكنفني في فراشه ويمسني جسده ويشمني عرفه وكان يمضغ الشيء ويلقمنيه وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في فعل وكنت اتبعه اتباع الفصيل أثر أمه يرفع لي من أخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به"، لافتا أن هذه التربية تشير إلى خصوصية الإمام لدى الرسول الأكرم (ص).

وذكر أن هذه الشواهد هي حالة الإعداد والاختيار إلى علي خاصة وحيث كان رسول الله يعده قائدا من بعده وهي من صفات القائد الناجح والتي كان منها يوم الإنذار الذي عرض فيه رسول الله الإسلام على بني هاشم وطلب النصرة والمؤازرة على أن من يكون الوزير من يناصره حتى استهزئ به قومه إلا أن الإمام علي وقف وأبدى النصرة وهو ما يشير إلى التربية على تحمل المسؤولية.

وبخصوص صفات القائد الناجح على ضوء القرآن الكريم، قال سماحته أن القرآن الكريم وضع مواصفات من ضمنها العلم والقوة الجسدية والذي تجسد في ذكر القرآن لقصة طلب بني إسرائيل أن يجعل الله لهم ملك حيث اختار لهم طالوت ملكا واستغربوا من اختياره فقال نبيهم أن الله اصطفاه عليكم، وهو ما يضع الاصطفاء من الله تعالى في مقدمة المواصفات.

وبين أن القوة والأمانة والحفظ والعلم من المواصفات التي ذكرت في القرآن الكريم، وكذلك الصبر على تحمل المسؤولية، بالإضافة إلى البلاغة والفصاحة "واحلل عقدة من لساني" والذي تعتبر من صفات أمير المؤمنين عليه السلام، والشرف والنسب لا يوجد أفضل شرف ونسب أفضل من علي وقرابته من بيت النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، وكذلك الصفات المذكورة في الآية القرآنية "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ"، وأيضا أن يكون من نفس المجتمع الذي سيكون عليه قائدا ويتخذ لنفسه مستشارين.

وأكد سماحته على أن الصفات المذكورة لا تجتمع إلا في الإمام علي عليه السلام دون أصحاب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، ولم تتحقق في غيره والتي تدلل على أن هذه الصفات التي تعطيه منصب الإمامة والذي تنكرت له الأمة الإسلامية وعدم تقصير الرسول الأكرم في إعداد هذه الشخصية القيادية والإشارة لها، ولفت إلى أن الله سبحانه وتعالى امتحن وابتلى الأمة الإسلامية في اهل البيت عليهم السلام.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة