فجر الجمعة

الشيخ العباد: الصلاة علاج للإنحرافات الأخلاقية

 

تحدث سماحة الشيخ محمد العباد خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد الإمام الصادق (ع) في مدينة العمران بالأحساء عن دور الصلاة في الإستقامة على ضوء شخصيات كربلاء، وذلك ضمن سلسلة "الصلاة فلسفتها وأهدافها"، ومباركا للأمة الإسلامة ذكرى ولادة الإمام الحسين (ع).

تقدم الشيخ محمد العباد أمام جمع من المؤمنين من الأمة الإسلامية بأسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبات ولادة أقمار وأبطال كربلاء الإمام الحسين (ع) وأبي الفضل العباس والإمام زين العابدين (ع).

وأكد سماحته على أن "واقعة الطف وشخصيات عاشوراء جسدوا معنى الإستقامة المرتبطة بالصلاة"، مستشهدا بقوله تعالى: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ" 6-7 - سورة الفاتحة، مضيفا "الصلاة تعالج وتوازن الإهتزازات الفكرية وتعالج كذلك الوساوس الشيطانية التي قد تعترض العبد وتحدث عنده حالات من الشك في المعتقدات المختلفة".

وتابع "و يأتي أيضا دور الصلاة وتكرارها في اليوم للعلاج والوقاية من هذه الذنوب والموبقات، ويحتاج الإنسان إلى المنهج الصحيح الذي جاء به الأنبياء للإستقامة لاسيما أمام التيارات المنحرفة، وببركة الصلاة إلى جانب المنبر الحسيني كل ذلك كان أوجد علاجاً للاهتزازت الفكرية والعقدية".

وشدد سماحته على أن "المحافظة على استقامة الشباب وثباتهم في ظل تعرضهم إلى اهتزازات من الحداثة والعلمانية، والإنحرافات الأخلاقية لا تكون إلا من خلال المحافظة على الصلاة اليومية".

وأضاف "الإستقامة يجني بها العبد الثمرات الكثيرة والإنحراف لا يجني إلا خسران الدنيا والآخرة، قال تعالى: إإِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ" 30 - سورة فصلت.

ولفت الشيخ العباد إلى أن "الصلاة لها دور مؤثر على الإستقامة وذلك من خلال الحضور الإلهي في الفكر وفي القلب، فيواجه بهذا الحضور  الوساوس الشيطانية من الجن أو من الإنس فيسكن القلب بالإطمئنان بذكر الله، أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" 28 - سورة الرعد.

وتابع "الإستقامة في الإخلاص أيضا، ولذلك فإن الصلاة من شروط قبولها هو إخلاص النية لله عز وجل و التقرب بها إليه سبحانه ولا يريد المصلي بذلك دنيا أو سمعة ومكانة عند الناس، قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" 162 - سورة الأنعام.

ورأى سماحته أن "الإمام الحسين (ع) هو شخصية الصلاة، فإن أردنا أن نبحث عن شخصية جسدت معنى الصلاة، والصلاة تجسدت فيه فلننظر إلى سيد الشهداء (ع)"، مستشهدا بما جاء من أقوال المؤرخين "كـ ابن الأثير في كتابه الجزء الثاني، ص - 23: وكان الحسين (رض) فاضلاً كثير الصوم والصلاة والحج والصدقة وأفعال الخير. حتى ورد أن الإمام (ع) كان يصلي في اليوم ألف ركعة".

وختم الشيخ العباد قائلا "الصلاة تعتبر وقاية من الإهتزازات، ونذكر موقف الحر بن يزيد الرياحي عندما قال للإمام الحسين (ع): نصلي بصلاتك يابن رسول الله، لعلمه أن الإمام (ع) هو إمام الإستقامة، فصلى خلفه وببركة هذه الصلاة عالجت الإهتزاز والتشكيك الموجود عنده فاختار الجنة دون النار".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة