مقالات

صفات عليّ عليه السلام


الإمام الخامنئي "دام ظله"

أ- صفات معنويّة إلهيّة
الصفات المعنويّة الإلهيّة ومنها: الإيمان، الإخلاص، المعرفة بالله.. وهذه الصفات المعنويّة الإلهيّة لا يمكن قياسها بالنسبة إلينا بأيّ ميزان:
- الإيمان: ذلك الإيمان المتعالي العميق عند أمير المؤمنين، التضحية في سبيل الإسلام.
- الإخلاص: فلا يوجد ولو مقدار رأس إبرة من العمل بغير النيّة الإلهيّة في عمله عليه السلام. هل نفهم نحن هذا فعلاً؟ لمن هم مثلي أنا العبد، هل يمكن إدراك هذه الحالة فعلاً؟ أن تكون كلّ الأعمال لله ولأجل رضى الله، هذا هو الإخلاص. هذه أمور بالنسبة إلينا ليست قابلة للتوضيح بشكل صحيح.
- العلم والمعرفة بالله: نحن ماذا نفهم من هذه العظمة؟ وماذا يفهم أمير المؤمنين من هذه العظمة؟ أي المعرفة بالله.
هذه مجموعة من صفات أمير المؤمنين وهي في الواقع ليست قابلة للتوصيف بالنسبة إلينا، ولن نصل إلى عُمقها بدقّة، لكونها عظيمة جدّاً.

ب- صفات إنسانيّة
من صفاته الإنسانيّة البارزة أيضاً، والتي تجذب إليها أيّ إنسان: الشجاعة، الرحمة، الإيثار...
ذلك الإنسان الذي يقاتل في ميدان الحرب بتلك الشجاعة، يتعامل ويتصرّف مع عائلة فيها أيتام بكلّ محبّة، ينحني ويلاعب الأطفال الأيتام ويُركبهم فوق ظهره. هذه بالأصل لا تتعلّق بكوننا متديّنين كي نحترمها ونقدّرها، كلّ مَن يواجه هذه العظمة، فإنّه سيشعر بالخضوع والتعظيم والإجلال!
الإيثار أيضاً من الصفات الإنسانية البارزة في أمير المؤمنين عليه السلام؛ أي أن تُؤثر الآخر على نفسك؛ أي التسامح؛ أي أن تصرف النظر عن حقّك، حين يكون الحقّ معك، لأجل الله، لأجل مصلحة -وإن كان حقّاً شخصيّاً- سواء كان حقّاً ماليّاً أو حقّ حفظ ماء الوجه أو أيّ حق آخر من حقوقك؛ هذا هو معنى الإيثار.

ج- خصوصيّات حكوميّة.. في حدّها الأعلى!
المجمـوعــة الـثـالثــة من خصوصيّــات أميـر المؤمنيـن عليه السلام: هي خصوصيّات حكومية وهي نتيجة مسألة الإمامة، مثل: العدالة، الإنصاف، المساواة بين جميع الناس، ومنهم الذين يعيشون في مجتمعكم وهم ليسوا من دينكم.
حين سمع أمير المؤمنين عليه السلام أنّ "بسر بن أرطأة" قد دخل إلى منطقة، واقتحم حريم العائلات هناك، ألقى خطبةً مفجعة: "بلغني أنّ الرجل منهم ليدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة، فينتزع حجلها". يقول عليه السلام إنّ تلك القوات الظالمة والوقحة قد اقتحمت بيوت المسلمات وغير المسلمات -من المعاهدين؛ أي اليهود والنصارى الذين يعيشون في المجتمع الإسلامي- وقامت بنهْب وسلب ثيابهنّ وأساورهنّ وخلاخيلهنّ. ثم يقول عليه السلام: "لو أنّ امرأً مُسلماً مات من بعد هذا أسفاً ما كان به ملوماً، بل كان به عندي جديراً". تأمّلوا شخصيّة هذا الإنسان، رحمته وحنانه، شفقته ومحبته لجميع الناس.

ومن خصوصيّاته في الحكم: "العدل" و"الإنصاف"، "المساواة"، و"اجتناب زخارف الدنيا وزينتها لنفسه". وهذه من مصائب حكومات الدنيا؛ فحين نصبح رؤساء بلدٍ ما، وتصبح مصادر البلد الماليّة تحت تصرّفنا، تبدأ الوساوس؛ فنقول: يوجد هنا أراضٍ جيّدة وإمكانات وفيرة، هنا أموال طائلة، فلنأخذ منها حصّة. إنّ حكومة الإمامة تخالف هذه الأمور، فالاستفادة الشخصيّة من الإمكانات العامّة ممنوعة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد