صدى القوافي

خطيئة الضوء!!


شرد ملامح فكرتي كي أجمعك
ما زلت رغم الوحي أجهل موضعك

أثث غوايتي التي أطعمتها
جوعا.. وزمل بالخطيئة مدمعك

جففت نصف الضوء، وهو معبأ
بالغيب.. فابتكر الظلام ليصنعك

وفتحت درفة ما يقال عن الهوى
فانثر علي من الغرام لأسمعك

لي بعض أجفان اليتامى حينما
يأتون بابك.. والحياء تطبعك

لي دمعة ديفت بآخر آهة
صليتها.. ويتيم بابك أوجعك

كم أشتهي جوع الفقير إذا دنا
يوما لجودك..والظما قد أشبعك

تعطي بمقدار اشتياقك للسما
والليل يسرج لاشتياقك أشمعك

يا خاصفا بالأمنيات شهيتي
وقع على جسد الفراغ ﻷطبعك

واعبر صهيل الشك في.. لعلني
أصطاد وحيا كان يسكن أضلعك

من سحنة الملكوت عشقك جاء بي
فحرثت ذاكرتي بلحن ضوعك

مولاي قربني لقرصك.. مرة
كم أسهرت نار القرى من ودعك

واسكب على قدحي رذاذ نبوة
ما زال يهتف بوحها.. ما أروعك!

سرب بقايا الأنبياء إلى فمي
لأجيد عزفا شاردا.. قد أبدعك

واملأ ثقوب الإنزياح بشهقة
كالظل في "نهج البلاغة" لفعك

فأنا "رشيدك" في ابتكار صداقة
للماء.. أقسم بؤسه أن يتبعك

وأنا بطينك لم أزل متوزعا
وجميلة في الطين أن يتوزعك

بشريتي احتاجت لآدم فطرتي
فرأيت أن الله في استودعك

منحوتة بفم الخلود علاقتي
بك يا علي ..ولم يزل ظلي معك

سأغافل المرآة حين يمطني
عشق تجذر غصنه وتفرعك

يا بدء خارطة "السؤال" و "فقده"
"طمراك" يختصران دهرا ضيعك

وزرعت سنبلك/ النبي برشفة
في جفن حقل يشتهي أن يزرعك

ما زال بي لشقوق بابك لهفة
خجلى.. تحاول أن تعيش تضرعك

ما زال يقرؤني صداك مرددا
شرد ملامح فكرتي كي أجمعك

 

الشاعر: علي مكي الشيخ

١٤٣٦هـ

مواقيت الصلاة