من التاريخ

باتجاه الكعبة

 

يقول سبحانه وتعالى : { سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم ٍ}البقرة / 142
تتحدث الآية الكريمة عن حادث مهم من حوادث التاريخ الإسلامي كان له آثاره الكبيرة في المجتمع آنذاك. وهو أنّ رسول الإسلام (ص) صلّى صوب (بيت المقدس) بأمر من ربّه مدة ثلاثة عشر عاماً بعد البعثة في مكة، وبضعة أشهر في المدينة بعد الهجرة . 
ثم تغيرت القبلة، وأمر الله المسلمين أن يصلوا تجاه (الكعبة)، واختلف المفسرون في المدة التي صلّى خلالها المسلمون بعد الهجرة تجاه بيت المقدس، فذكروا مدداً مختلفة تتراوح بين سبعة أشهر وسبعة عشر شهراً .
كانت الجماعة المسلمة تتعرض خلال هذه المدة (مدة صلاة المسلمين تجاه بيت المقدس) إلى لوم اليهود وتقريعهم، وكان اليهود يقولون عن المسلمين: إنَّ هؤلاء غير مستقلين لأنهم يصلون تجاه قبلتنا، وهذا دليل على أننا على حقّ .
كانت هذه الأقوال تؤلم الرسول(ص) وأصحابه الأخيار، فالأمر الإلهي يوجب أن يصلوا تجاه بيت المقدس، واليهود لا ينفكّون يرشقون المسلمين بوابل تهمهم وتقريعهم. 
وبلغ الأمر أنَّ الرسول (ص) بدأ يقلّب وجهه في السماء انتظاراً للوحي. و
استمر الانتظار مدة، حتى نزل الوحي يأمر بتغيير القبلة، كان الرسول(ص) في مسجد "بني سالم" يصلي الظهر، فما أنْ أتمّ ركعتين حتى أُمر جبرائيل(ع) أن يأخذ بعضد الرسول (ص) ويدير وجهه باتجاه الكعبة .
 ــــــــــــ
مجمع البيان:ج1،ص384.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة