مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ رضا الصغير
عن الكاتب :
طالب علوم دينية في حوزة قم المقدسة

عذر أقبح من ذنب


الشيخ رضا الصغير

تثقلك الهموم وتود أن تسترخي، تتوجه إلى الشاطئ لتنعم بقليل من الهدوء، ويتحرك ما بداخلك بحركة الموج، فتتنفس الصعداء، ولكن شريطاً من المشاكل يُستعرض أمامك، المشكلة أنك لا تعرف من المقصر ومن المخطئ؟
نسمع كثيراً عن قضايا متفاوتة الأضرار، لكن يلحق الخبر بعبارة تخفف من قباحة الفعل، قتل فلانٌ فلاناً بسبب حالة نفسية، ضرب الرجل زوجته لأنه مسحور، صرخ الموظف في وجه المراجع لأنه لم يدخن اليوم... وغيرها من الأمور التي نسمعها كل يوم، فهل هذه أعذار فعلاً تسوغ لهؤلاء الناس فعل ما فعلوه؟! 
عند التحاكم ينقلب الحق باطلاً، والباطل حقاً، فالمقتول كان يتوجب عليه ألا يقابل القاتل المريض نفسياً، فهو جنى على نفسه عندما قابله وهكذا هم البقية، هذا المنطق المقزز روج له المرتزقة والنفعيون، ليوطدوا حكم السلاطين، فالتاريخ ينبئك بماذا صرحوا في قضية الإمام الحسين ويزيد.

عندما تدخل الشبهات، ويبتعد الإنسان عن العلم، أو يجيرُ العلم لمصلحته فيغالط به، وما ذلك إلا من هوى النفس، فالتنشئة الصحيحة والتربية النفسية، والمعارف الربانية، تمنع الإنسان من أن يغلب هوى نفسه على مقتضيات الحق، فعندما يضع الإنسان نصب عينيه الحق، ويألو على نفسه ألا يشهد إلا به، حينها ولو كان في ضرره الشخصي، فإنه يقر ويعترف.
فإذا أردت أن تعرف مدى مصداقيتك، امتحن نفسك في هذه المواقف، هل تستطيع أن تسلم بالأمر، وإن كان فيه ضرر عليك إذا كان حقاً؟ 
وهكذا من هم حولك إذا كنت تراهم ينصفون الآخرين، ويشهدون بالحق مهما كانت الظروف، هؤلاء لا تخف من التعامل معهم ومرافقتهم، لكن احذر من الدهاة المكارين الذين يتفننون في الخديعة والمكر، فقد يشهدون في مواطن بالحق ولو على أنفسهم، لكن ذلك ليس ديدنهم بل هم يفعلون ذلك من أجل استدراج من حولهم ليثقوا بهم.
لا بد من الامتحان والتأني، والمشاورة وتعلم بعض الصناعات كصناعة الجدل والمغالطة، لئلا تنطوي عليك حيلهم، فليس كل من ارتدى لباس الدين كان تقياً، وليس كل من رفع القرآن كان متبعاً له، بل هو يُعرف من أهله، الذين هم مع القرآن والقرآن معهم .

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة