فجر الجمعة

الشيخ الأحمد: عندما نتأمل في روح العبادات نجدها تتمثل في الالتفات الى الله سبحانه وتعالى

 

تحدث سماحة الشيخ محمد الأحمد إمام جمعة جامع الإمام الباقر عليه السلام بصفوى الجمعة 24 مايو عن العبادة وإخلاص التوجه لله عليه تعالى انطلاقا من دعاء أبي حمزة الثمالي.
وذكر الشيخ الأحمد أن الإنسان أمامه حياتان مادية ومعنوية وأن الحياة المعنوية لها لوازم ونتائج وشروط واثار من أهمها هو ذكر الله فالهدف الأساسي والعام لكل التكاليف الإلهية بالأخص منه العبادات، مشيرا إلى أن العبادات هي إيجاد العلاقة بين الانسان وخالقه وتقوية هذه العلاقة.


وقال سماحته: ع"عندما نتأمل في روح العبادات نجدها تمثل في الالتفات الى الله سبحانه وتعالى لذا نجد أن العبادات لا تقبل اذا لم يكن التوجه لله سبحانه فهو تعالى شرط صحة العبادة وكمالها، اثناء العبادة وهذا جلي عندما تنظر للآيات القرآنية وهي تتحدث عن الصلاة مثلا من اسمى العبادات و"وأقم الصلاة لذكري""، وأضاف: "العبادة كما يقول العلماء اذا أقيمت بدون توجه لم يتحقق امتثال الامر منها ما دام يعيش الانسان الصحة والسلامة على مستوى الفكر فتجد أنه يدرك الحقائق متى ما كان يعيش الجلاء على مستوى القلب قلب قابل للمعرفة ولذا الانسان بحاجة إلى ان يعيش مع الله من خلال تصفية النية والذكر الحقيقي".

وأوضح الشيخ الأحمد أنه إذا صدأ القلب فكيف له أن يدرك الحقائق، "وكما ورد هناك عوامل تحول عن ادراك المعرفة الصحيحة ، أن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد مع هذا هناك علاج لتلك القلوب المريضة وهو كتاب الله وذكر الموت"، لافتا أن العمى والصمم يصيبان القلب لعوامل عديدة فيعيش الكدور ويعاني منها ويصبح اعمى على مستوى البصيرة، ،وأضاف: "هذا القلب الذي هو عرش الرحمن، اذا احتل موقعا من القلب فهو قلب مطمئن، فالانسان يعيش الاستقرار، اما اذا كان يحل هذا القلب غير الله تجده يعيش حالة الارتباك والاضطراب الدائم فيكيف يمكن ان يزداد معرفة وتكون له تلك البصيرة للقلب المطمئن".

وذكر ان علاج القلب هو الذكر الحقيقي الذي ليس مجرد لقلقة لسان، فحتى الانسان الكافر والمنافق يقول لا إله إلا الله ، وأوضح أن الذكر اللساني مطلوب ولكن المقصود هنا هو الذكر الخفي الذي يعكس مدى علاقة المؤمن بالله فالعين العمياء للقلب عندما يذكر الله الانسان المؤمن ذكر واقعيا تصبح قادرة على الابصار فهو يشاهد المعارف كما ينبغي فهو ذلك الانسان المتعلق بالله الذي ورد انه يتنسم بدعاءه روح التجاوز فهو يجد نسيم رحمة الله.

وقال: "الانسان المؤمن خلال هذه الأيام يجب ان يعيش روح الايمان واقعا، وذلك عن طريق تجنبه ارتكاب المعصية، بمجرد أن يرتكب الذنب يمكن للروح  بسهولة ان تعود للحالة السابقة، هذا الانسان المجاهد لهواه المجاهد للبقاء على الحياة المعنوية الاصيلة لأنه وقف على قيمة هه الحياة وحلاوتها، لكن البعض يعيش مرتبة الحياة المادية ويعتقد انها الصيلة وحتى أن إمكانية إخراجه من تلك الحياة لا يمكن لأنه يعتقد أن معها كل شيء ،، لا يفهم من الحياة الا ميوله واهوائه فكيف نبين  له ان انسانيته ليس بالمادة وملذات الدنيا،  الايات تصرح أن "أولئك كالأنعام بل أضل سبيلا"".

وفي القسم الثاني من الخطبة، تحدث الشيخ الأحمد عن الإصلاح الاجتماعي والعمل على إصلاح ذات البين وعدم اليأس في حال الفشل.

وقال سماحته: "الإسلام عندما يحث الانسان المؤمن في أن يكون مهتما بمسألة اصلاح ذات البين كما يهتم بإصلاح نفسه، لكي يعرف مدى اهتمامه بمجتمع وحرصه على إشاعة الصلاح في امته وهذا واضح وجلي "من أصبح ولم هتم بأمور المسلمين فليس بمسلم" لذا نحن نعيش ذكرى استشهاد امامنا  امام المتقين صوات الله وسلامه عليه الذي من أبرز وصاياه للحسن والحسين "صلاح ذات البين فإنه أفضل من عامة الصلاة والصيام"".

وأشار إلى أن الإسلام يريد أن ينتقل بالإنسان ويربيه للخروج من حالة الأنا التي يعيشها حالة الأنا في التفكير في الذات إلى حالة أوسع حيث يفكر الانسان بالإنسان الآخر الذي يعيش معه فيكسر حاجز الانانية لكن كيف يتم ذلك وقد يكون ذلك بمستوى بسيط يحب لهم ما يحب لنفسه ويدعو لهم ولا يسبب لهم الأذى ، لافتا إلى أن هناك مستوى عال وهو العمل من أجل اصلاح ذات البين وإصلاح سوء التفاهم الذي  يقع بين المؤمنين، وحل تلك المشكلة السعي في قضاء حوائجهم مهما أمكن ، وعندما تكون من أهداف الإنسان ان لا يعيش لذاته فقط، ويكون الإنسان المؤمن مهتما بإصلاح المجتمع وهو عمل مقدس.

وأشار إلى  وصية الإمام علي التي قال فيها "صلاح ذات البين خير من عامة الصلاة والصيام"، وأيضا  إلى ما ورد في الدعاء "وحلني بحلية الصالحين وألبسني زينة المتقين في بسط العدل وكظم الغيظ وإطفاء النائرة وضم أهل الفرقة"، أكد  أن إصلاح ذات البين زينة المتقين وحلية الصاحين والسعي لوحدة الكلمة سلوك هادف، وأضاف: "بعض المؤمنين يعيش حالة الإحباط بعد فشله في إصلاح ذات البين، وعلينا أن لا نعيش حالة الإحباط في إصلاح المجتمع ، ونرفض هذا السلوك من الإحباط"

وذكر أن عملية الإصلاح الاجتماعي تحتاج إلى  أمور منها الكلمة الطيبة "وهدوا إلى الطيب من القول"، وأن الكلام الطيب يكون مؤثرا يحتاجه من يمارس عملية الإصلاح الاجتماعي إلى كسب الثقة وتفهم المشكلة كي تهتدي الى حلها وبحاجة إلى التأكيد على النقاط المشتركة بين أبناء المجتمع والتأكيد على إيجابية المجتمع، "البعض يعيش حالة التشاؤم في المجتمع " بل يوجد من يسعى الى حالة الإصلاح وبحاجة للتشجيع.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة