مقالات

تجليات التكثيف في الفكر والحياة

 

تجربة الإمام الجواد 
حسن الخليفة*
( اتئدْ ـ تصبْ..، أو تكدْ)...!!؟ 
مقولة في غاية الإيجاز والتكثيف، تروى عن الإمام الجواد(ع)..، أثبتها ابن نصر الحلواني في (نزهة الناظر وتنبيه الخاطر)، وما هي ـ في المستوى النحوي ـ إلا ثلاثة أفعال وعاطف..، مجموع مبانيها 12حرفًا فقط..، بيد أنها في المعاني تفيض وتفيض وتفيض...!!؟
إنها المقولة / الومضة...، البرقية / التوقيع....، هكذا تشتغل الإبلاغية في النص على عوامل الوقت في الإيصال..، واستثماره في الإمهال..، ووعي المقاربة في (تكد) التي تكاد تؤسس إلى مبدأ التحكيك..، التدقيق..، التصحيح...، استجابة لقلق الصواب..، الصواب الممهدة له سكك التأني والتأمل والتفكر والتبصر....من أجل الوصول إلى إتقان بالتساؤل موصول...، ما أجمله من شعار ينبذ عصر الاستسهال والتسليع وانهيار قيم الحكمة والإحكام في دكاكين اقتصاد السوق...!!؟
سيدي أيها الجواد...!!؟ 
تعيش 25 عامًا
ترحل إلى عالَم الخلود
وتترك لنا تراثًا لو فقهناه لتبدلت الأحوال إلى أحسن حال...!!؟
لم يفهم حياتك الأخيار فضلًا عن الأغيار
حتى متى يجهل العالَم أهلَ البيت
بيت الرسول
الذي لا ينبت إلا الخير والحق والجمال...!!؟
إمبراطور زمانك يعطيك ابنته...!!؟ 
أليس ذلك منعطفًا خطيرًا للتساؤل...!!؟
ثم لا تلبث أن تُغتال...، وهو المنعطف الأخطر من السؤال...!!؟
عبقرية لم تُمهل ليخضر بعطائها الوجود كله...، الإمام الجواد لم يتحمل عصرُه الفقيرُ غنى جوده...، لم يستوعب الزمانُ الضيقُ سعةَ وجوده...!!؟
إيجاز في بناء النص.... والمعنى أوسع من أن يُلاحق...، تلك هي حياتك أيضًا أيها الإمام الجواد...، إمام الشباب...، وشباب الأئمة...سلام عليك...وعلى جودك الذي ليس بعده جود....!!؟



*رئيس منتدى كاظم الخليفة للقراءة والإبداع.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة