مقالات

عليكم أن تراقبوا أنفسكم

 

الإمام الخميني "قدس سره"
حينما تنتهي مطالعتك مساء، ابدأ بمحاسبة نفسِكَ وانظرْ عددَ المعاصي التي ارتكبتها في ذلك اليوم -نعوذ بالله- إن شاء الله لن يكون هناك معاصٍ.
انظُرْ كم شخصاً اغتبْتَ في ذلك اليوم -نعوذ بالله- وعلى كم عَالِمٍ تجاسرت؟
تعلمون أنّ كلمة واحدة، كلمة واحدة إذا وُجّهَتْ إلى أحد مراجع الإسلام، وكانت إهانة! فماذا سيكون الموقف أمام اللّه؟ (فقد بارَزَ الله بالمحاربة)، إنّ الإنسان سيكون مبارزاً لله، فهؤلاء أولياء اللّه.
مع كلّ خطوة تخطوها في سبيل تحصيل العلم، يجب أن تخطو خطوة واحدة على الأقل -إنْ لم نقل خطوتين- في سبيل تهذيب الأخلاق، وتحكيم العقائد، وترسيخ الإيمان في القلب، وذلك يحتاج إلى التفكير والمحاسبة والمراقبة.
على الأخوة المحترمين أن يراقبوا أنفسهم، يراقبوا أنفسهم من الصباح إلى المساء، فإنّ نفسَ الإنسان منفلتة بطبيعتها، وإذا غفلنا عنها -نعوذ بالله- فإنّها تجرّنا إلى الكُفر وليس إلى الفسق فقط! هذا إذا غفل الإنسان! 
والشيطان لن يقنع منّا بالفسق وحده، إنّه يريد أن ينتهي بنا الأمر إلى الكفر، إنّه يريد للجميع أن ينتهي بهم الأمر إلى الكفر، وغاية ما في الأمر أنّه يدفع الإنسان نحو ارتكاب المعاصي الصغيرة، ويَلِجُ به نحو الأكبر والأكبر والأشد، حتّى يصل به -لا سمح الله- إلى الانحراف التام عن الإسلام.
عليكم أن تراقبوا أنفسكم أيّها الأخوة، يجب أن تراقبوا أنفسكم من أوّل الصباح، حينما تنهضون من النوم.. بل من أوّل آذان الفجر، وحتّى الليل، أو من قبل آذان الفجر حينما تنهضون، يجب أن تراقبوا أنفسكم.
يجب مراقبة النفس في التجمعات، في التجمعات الثنائية والرباعية أو حتى المئوية، يجب مراقبة النفس والحرص على احترام الكبار واحترام الرفقاء، احترام المؤمنين بصورة عامة.
على الإنسان تحاشي الدخول في المناقشات العميقة، والكلام غير المجدي، فلو فرضنا أنّ أحداً قام بعمل أو امتنع عن عمل، وكان بذلك مسيئاً في نظركم، فليُحمل على الصواب، فينبغي الإنسان عدم التجاسر هكذا وبدون تدبّر على أحد المؤمنين أو أحد المسلمين، أو أحد طلبة العلوم الدينية، أو أحد أهل العلم، فضلاً عن أن يكون أحد العلماء أو أحد المراجع.
هذه أمورٌ يجب مراعاتها، على الإنسان أن يُراقب النفس، وأن يحفظ هذه الحدود حتّى ينال التوفيق.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة