علمٌ وفكر

معلومات الكاتب :

الاسم :
عدنان الحاجي
عن الكاتب :
من المترجمين المتمرسين بالأحساء بدأ الترجمة عام ٢٠١١، مطّلعٌ على ما ينشر بشكل يومي في الدوريات العلمية ومحاضر المؤتمرات العلمية التي تعقد دوريًّا في غير مكان، وهو يعمل دائمًا على ترجمة المفيد منها.

مزيج من دواءين يثبط الحساسية المفرطة للضوضاء في فئران التوحد

 

المترجم : أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي
مزيج من دواءين يضع حداً  لفرط الحساسية للضوضاء في نموذج فأر التوحد ، وفقاً لبحث جديد (١).  النتائج واعدة  لتقديم علاج مشابه للأشخاص الذين لديهم توحد.
الأشخاص الذين لديهم حساسية غير عادية للضوضاء يجدون صعوبة في تجاهل الأصوات الخلفية ويمكن أن يكونوا مغمورين بها بسهولة. هذه السمة شائعة بين من لديهم توحد. ما يصل إلى ٧٠ في المائة منهم أفاد عن نوع من الحساسية الحسية (٢).
يقول مايكل هالاسا (٢) ، أستاذ مساعد في علوم الدماغ والإدراك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ، الذي قاد الدراسة: " عند التواجد في حفلة يتحدث فيها كثير من الناس ، فإن القدرة  على التركيز على محادثة واحدة - والأصوات من حولك عالية - تكون  أكثر صعوبة بالنسبة للأشخاص الذين لديهم  توحد".  .
لاستكشاف أسس هذه السمة ، تحول فريق هلاسا  Halassa إلى نموذج فأر يفتقر إلى جين ال PTCHD1 (٣). يوجد هذا الجين المحوّر (حدثت له طفرة mutated)  في واحد في المائة ممن لديهم توحد (٤). معظم الناس الذين لديهم طفرة هم من الذكور ، والعديد منهم يعانون أيضًا من إعاقة ذهنية.
 وجد فريق هلاسا  Halassa أن الفئران التي تفتقر إلى جين ال PTCHD1  لها نشاط مفرط داخل منطقة في الدماغ تسمى المهاد ، وهي منطقة في الدماغ تعالج المدخلات الحسية. نتيجة لذلك ، تواجه الفئران صعوبة في تصفية/ فلترة الضوضاء الخلفية. العلاج الجديد المكون من دوائين ثبط  نشاط "المهاد" في الحيوانات وزاد من التواصل في قشرة الفص ما قبل الجبهي ، مما يمكّن الفئران من فلترة الأصوات بالضبط كما تفعّله مجموعة فئران السيطرة.
تقول لورين أورفيس (٥) ، الأستاذة المساعدة في علم الوراثيات ا(الجينتكس) بجامعة هارفارد ، التي لم تشارك في الدراسة: "هذا النوع من العمل مهم للغاية بالنسبة للأشخاص الذين لديهم  توحد لأن الحالات الحسية غير الطبيعية قد تكون صعبة فعلاً للأشخاص في حياتهم اليومية".  وأشارت إلى أن هذا العمل البحثي أولي  ، "بالطبع ، هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به فيما يتعلق بتطبيقه في المصابين".
 

مرشح (فلتر) الهيجان:
 اختبر هالاسا وزملاؤه فرط الحساسية للضوضاء في ستة فئران فاقدة لجين PTCHD1 وستة فئران من مجموعة السيطرة. لقد علمّوا الفئران أن توكز منصة بأنوفها عندما تسمع نغمة متوسطة النبرة ، وتحجم عن وكزها عندما تسمع نغمة منخفضة أو عالية النبرة.
 ووجد الفريق في البيئة الصامتة أن أداء الفئران التي أُجريت لها طفرة جينية وفئران السيطرة كان متشابهاً. ولكن في ظل وجود أصوات خلفية مشتِتة ، فإن الفئران التي  أُجريت لها طفرة جينية كانت وتيرة وكزاتها الصحيحة للمنصة أقل من فئران السيطرة.
أعطى الباحثون الفئران دواءً يسمى EBIO ، والذي يبطئ معدل إطلاق الخلايا العصبية.  الدواء قلل من فرط نشاط "المهاد" في الحيوانات ، مما عزز من قدرته على تصفية/فلترة المدخلات الحسية: بعد حقنة واحدة من ال EBIO ، كان أداء الفئران التي أُجريت لها طفرة جينية مشابهة لأداء فئران السيطرة .
لتعزيز أداء الحيوانات بشكل أكثر ، قام الباحثون بتغيير إعداد التجربة قليلاً لإشراك دائرة circuit دماغية ثانية: بحوالي نصف ثانية قبل أن يشغلوا أيًا من النغمات الثلاث ، قاموا أيضًا بتسليط ومضات ضوء/نور. التلميحات/القرائن البصرية أشركت قشرة الفص ما قبل الجبهِية، وهي منطقة الدماغ المسؤولة عن التخطيط. تنشيط هذه الدائرة ساعد الفئران على توقع الضوضاء الخلفية والتعرف على النغمة.
 قال هالاسا: "من اللافت للنظر أن الفئران يمكن أن يكون أداؤها أفضل لو قيل لها قبل المحاولات الضوضائية أنه ستكون هناك تجارب فيها ضوضاء".
 

العلاج ثنائي الدواء:
حتى مع التلميحات / القرائن  المرئية ، فإن الفئران التي أُجريت لها طفرة جينية  لم تؤدّ أداءً جيدًا كما فعلت فئران السيطرة ، كما أن حقنة ال EBIO عملت على تحسين نتائج أداء هذه الفئران بشكل بسيط. كانت نتائجها أعلى قليلاً فقط عند إعطائها دواءً مختلفًا ، وهذا الدواء منبه/مثير/منشط يسمى مودافينيل modafinil يعزز المهارات الإدراكية كالتخطيط والذاكرة والانتباه.
 ولكن عندما أُعطيت كلاً  من الدوائين ، ال EBIO ومودافينيل modafinil ، فإن أداء الفئران التي أُجريت لها طفرة جينية  كان مماثلاً لأداء فئران التحكم.  نشرت الدراسة في ٦ نوفمبر ٢٠١٩ في مجلة نيورون.
 وقالت أودري برومباك ، أستاذة مساعدة في علم الأعصاب وطب الأطفال في جامعة تكساس في أوستن ، والتي لم تشارك في البحث: "هذا تقدمٌ كبيرٌ في هذا المجال".  "هذا البحث يجزأ  أعراض فرط الحساسية للضوضاء، والتي عُرّفت بشكل فضفاض ، إلى العناصر المكونة لها."

لا يمكن استخدام هذا المزيج  من الدواء في الأشخاص لأنه يمكن أن يكون  لل EBIO  آثار جانبية ضارة ، بما فيها الأضرار  على القلب والأوعية الدموية. يقول باحثون إن عقارًا مشابهًا يدعى ب كلورزوكسازون chlorzoxazone، يمكن استخدامه مع المودافينيل في الناس ، على الرغم من أن الآثار الجانبية تتطلب مزيدًا من الدراسة.  "هل الفوائد تفوق الأضرار ؟" يقول أوريفيس.  "في هذا النوع من الحالات ، يمكن أن يكون الأمر كذلك ".


مصادر من داخل النص 
١-https://www.ncbi.nlm.nih.gov/m/pubmed/31648899/
٢-https://www.spectrumnews.org/features/deep-dive/unseen-agony-dismantling-autisms-house-of-pain/
٣-https://www.spectrumnews.org/news/mouse-study-links-gene-to-some-autism-symptoms/
٤-https://www.spectrumnews.org/news/x-linked-gene-increases-autism-risk-in-boys
٥-https://www.oreficelab.org/about
٦-https://clm.utexas.edu/faculty/dr-audrey-brumback/
المصدر الرئيس
https://www.spectrumnews.org/news/drug-combination-mutes-sensitivity-to-noise-in-autism-mice/

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة