علمٌ وفكر

معلومات الكاتب :

الاسم :
السيد علي عباس الموسوي
عن الكاتب :
كاتب وباحث اسلامي، استاذ في الحوزة العلمية

المواكبة الفكرية ضرورة معاصرة


السيد علي عباس الموسوي

عندما ينظر الباحث في النتاج الفكري والثقافي في مختلف المجالات البحثية والعلمية فسوف يجد كماً هائلاً من الأفكار والآراء والنظريات، وتختلف المواقف منها بين القبول أو التبني أو الرفض والإنكار.

 

وعندما لاقت بعض الأفكار الوافدة صدى واسعاً في الساحة الفكرية، أثارت جدلاً واسعاً كان يحتد أحياناً ويخفت أخرى، ولم ينته إلا بخروج أفكار أخرى جديدة لتحتل الصدارة في البحث والنقاش.

 

والذي يلاحظه المطَّلِع بدقة على مختلف هذه الأفكار الوافدة أنها متأثرة بنحو واضح وجلي بالأفكار المطروحة في الغرب من قبل أعلامه ومفكريه وباحثيه. ويجد المتتبع كيف أن عدداً من أبرز الباحثين والمفكرين في الساحة الإسلامية تأثر بنظرية غربية ترتبط بالدين أو الاجتماع أو الاقتصاد وبدأ بترجمتها بلغة أهل حضارة الإسلام. والمراد بترجمتها عملية توليف ضمن المفردات والمصطلحات الإسلامية، وبثها كآراء ونظريات سوف تحدث تغييراً جذرياً في عالمنا الفكري، بل وفي معتقداتنا وأحكامنا، أي في حياتنا النظرية والعملية.

 

قد لا يرى بعضهم ذلك غريباً، ولا يرى صحة الوقوف عنده باعتبار أن الذي ينبغي أن يُناقش هو الأفكار والنظريات من أي مصدر جاءت وبأي منهج كان طرحها ومهما كانت أهداف أصحابها، بل يترقّى بعضهم لينظر إلى ذلك برؤية مثنية على هذا الفعل باعتبار أنّ هذا يمكن اعتباره مواكبة للتطور الفكري والعلمي الذي يعيشه الإنسان حتى لو كان غربياً، ويرى في العزلة عن هذا العالم خطأ فادحاً، بل يراه غير ممكن أحياناً، ولذا يُثني على هذا العمل ويصفه بأنه عمل جبار، وليس بالأمر السهل أن تقوم بتوليف الأفكار بلغة ومصطلحات ومفردات الفكر الإسلامي.

 

ولكن هل هذه مواكبة صحيحة أو مطلوبة؟ أليس من الجدير بالباحث والمفكر أن يكون ناقداً قبل أن يكون ناقلاً؟ وهل القدرة على ترجمة الأفكار وتوليفها مع الإغماض عن صوابيتها أو بطلانها تشكل نشاطاً فكرياً وثقافياً يحتل القائمون به مركز الصدارة في الصالونات الثقافية والفكرية؟

 

للإجابة عن ذلك لا بد من دراسة موضوعة المواكبة ضمن إطارين هما المواكبة القائمة والمواكبة المطلوبة.

 

فصلية المنهاج / العدد ٧٢

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة