مقالات

منزلة السّیّدة فاطمة المعصومة عليها السّلام

السّيّدة الجليلة المعظّمة، فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم صلوات الله عليه. هي من سيّدات ذراري أئمّة أهل البيت النّبويّ، وأفضلُ بنات الإمام الكاظم عِلمًا، ووَرعًا، ومنزلةً عند جدّها وأبيها وأخيها المعصومين، كما يتّضح من الرّوايات الواردة في حقّها، فقد أوجب بعضها الجنة لـمَن زارها عارفًا بحقّها:

الرّواية الأولی: أوردها الشّيخ الصّدوق في (عيون أخبار الرّضا: 1/299)، بسنده، عن سعد بن سعد، قال: «سألت أبا الحسن الرّضا عليه السلام، عن زيارة فاطمة بنت موسى بن جعفر عليه السلام، فقال: مَن زارها فلَهُ الجنّة».

الرّواية الثّانیة: في (كامل الزّيارات: ص 536)، لابن قولويه، أبي القاسم جعفر بن محمّد، رواها بسنده عن الإمام أبي جعفر الجواد عليه السّلام، قال: «مَن زار قبرَ عمّتي بقُمّ، فلَهُ الجنّة».

الرّواية الثّالثة: رواها حسن بن محمّد القمّي، المعاصر للشّيخ الصدوق، في كتاب (تاريخ قمّ)، بإسناده عن الصّادق عليه السّلام، قال: «إنّ للهِ حَرَمًا وهو مكّة، ولرسوله حرَمًا وهو المدينة، ولأمير المؤمنين حرَمًا وهو الكوفة، ولنا حرَمًا وهو قمّ، وستُدفن فيه امرأةٌ من وُلدي تُسمّى فاطمة؛ مَن زارها وجبتْ له الجنّة».

الرّواية الرّابعة: ما نقله العلّامة المجلسي في (بحار الأنوار:99/266)، عن «بعض كُتب الزّيارات»، بالسّند إلى سعد الأشعريّ القمّي، عن الإمام أبي الحسن الرّضا عليه السّلام، أنه قال له: «يا سعد، عندَكم لنا قَبر. قلتُ: جُعلت فداك، قبر فاطمة بنت موسى عليه السّلام؟ قال: نعم، مَن زارها عارفًا بحقّها، فلهُ الجنّة..». ثمّ لقّنه الإمام الرّضا عليه السّلام متنَ زيارة السّيّدة المعصومة وآدابها،.

مقام الشفاعة

للسّیّدة المعصومة عليها السّلام مقامُ الشفاعة. والأخبار التي تقدّم ذِكرها مؤیّدة لهذا المطلب. بمعنی أنّ شفاعتها للزّائرین العارفین بحقّها تُوجب لهم الجنّة. ومن الرّوايات التي تصرّح بأنّ للسّيدة المعصومة عليها السلام مقام الشفاعة:

الرّواية الأولى: أوردها الشّهيد الثّالث، القاضي نور الله التستري في كتابه (مجالس المؤمنين:1/168)، عن الإمام الصّادق، وقد ورد في آخرها، قوله عليه السّلام: «..ألا وإنّ قمّ الكوفة الصغيرة. ألا إنّ للجنّة ثمانيةَ أبواب؛ ثلاثةٌ منها إلى قمّ، تُقبَض فيها امرأةٌ من وُلدي اسمها فاطمة بنت موسى، وتُدخل بشفاعتها شيعتي الجنّة، بأجمعهم».

الرّواية الثّانية: ما ورد في زيارتها المعروفة المرويّة عن سعد الأشعريّ القمّي، عن الإمام الرّضا عليه السلام، في تتّمة الحديث المتقدّم ذكره، وقد وردت في متنها هذه الفقرة: «يا فاطمةُ اشْفَعي لي في الجنّة، فإنّ لكِ عندَ اللهِ شأنًا من الشأن..»

المحدِّثة

ورد اسم السّیّدة المعصومه في أسناد عدد من الرّوايات ذات المضامين العقائديّة، لا سيّما إمامة أمير المؤمنين عليه السّلام، وتبيان مقامات الأئمّة من أهل البيت، ومنزلة شِيعتهم. من هذه الأحاديث:

الأوّل: «حديث الغدير و المنزلة»، رواه محمّد بن عمر الأصبهاني المديني، في (نزهة الحفّاظ:1/101) بسنده، عن فاطمة بنت عليّ بن موسى الرّضا، (قالت): حدّثتني فاطمة وزينب وأمّ كلثوم بنات موسى بن جعفر.... (وهكذا حتى ينتهي السّند إلى) فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، قالت: «أَنَسِيتُم قولَ رسولِ الله صلّى اللهُ عليه (وآله) وسلّم يومَ غديرِ خمّ: مَن كنتُ مولاه، فعليٌّ مولاه، وقولَه عليه السلام لِعَليّ: أنتَ منّي بمنزلةِ هارونَ من موسى؟».

الثّاني: الحديث النبويّ: «ألا مَن ماتَ على حبّ آل محمّدٍ ماتَ شهيدًا»، رواه محمّد الجشني الداغستاني في (اللؤلؤة المثنية)، عن كتاب الغماري الشافعي، بسنده المتّصل إلى فاطمة بنت عليّ بن موسى الرّضا عليه السلام، (قالت): حدّثتني فاطمة بنت موسى بن جعفر.... (وهكذا حتى ينتهي السّند إلى) السيّدة فاطمة الزّهراء عليها السّلام، عن أبيها رسول الله صلّى الله عليه وآله.

الثالث: رواه العلّامة المجلسي في (البحار:65/76)، عن كتاب (المسلسلات) لجعفر بن أحمد القمّي، بسنده المتّصل إلى السّيّدة فاطمة بنت عليّ بن موسى الرّضا عليه السلام، (قالت): حدّثتني فاطمة وزينب وأم كلثوم بنات موسى بن جعفر.... (وهكذا حتى ينتهي السّند إلى) الصّدّيقة الكبرى فاطمة الزّهراء عليها السّلام، عن أبيها رسول الله، قال (من ضمن حديث حول المعراج ورد فيه قوله) صلّى الله عليه وآله وسلّم: «..وإذا مكتوبٌ على السّتر: بَخٍ بَخٍ، مَن مِثلُ شِيعَةِ عَلِيّ».

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد