صدى القوافي

بَهيا يا رسول الله


الشاعر حبيب علي المعاتيق ..

 حملتك لو خافقي مسعفِ ..
 بهيًا ،، على هالة الأحرف ِ

وطِفتُ بقلبيِّ بين الغمام ..
 أرويه من حزنك المترفِ

لأستعصر الغيم..
ما استُعْصِرت بوجهك في الزمن المعجفِ

تجليت لي ..
فوق سقف الغمام..
 فوق سقف الخيال..
اذ اعترف الشعر بالأسقفِ

وجَّنح معناك بي..
حيث ما بدا الكون رهن على موقفي

كأني بما حلقت بي القصيدة..
أضم العوالم في معطفي.. إذا قلت ميمي..
فإن السماء بما شع من شفتي تحتفي

تقول السما،، في تمام الحروف..
أيا شمس لا ضير لو تكسفي

محمد،، في كل حرف شعاع..
اذا انطفأ الكون لا ينطفي

ولو صُرِف الحرف فيما عداه..
بغير النيازك لم يصرف

تمَلَكتَ إيقاع قلبي ..
اذا ما مررت على مسمعي يعزفِ

لأنك أروع ما لحنته السماء،،
على حِسّها المرهف

هنا رحمة.. باتساع المدار..
 بغير فؤادك لم تكنفِ

فما كان في ما رواه الخلود..
بأَرْحَم منك ، ولا أرأفِ
 

أما سلت دمعا .. بعين اليتيم..
إذا لزه يتمه تذرفِ

وسغت الدواء ..المسال.. المذاب..
على شفة المتعب المُدْلِفِ

وواسيت في الجوع.. زاد الفقير..
تهش على يابس الأرغفِ

محمد.. دونك كل العروش...
فلم بت فوق الحصير العفي

ووسدت خدك فوق التراب ..
وخدك للخُضَرِ الرَفْرَفِ

محمد..مهما توقف فيض المداد..
ففيضك لم يوقفِ
 

على كل مأذنة قد زرعنا بلال..
بمزماره المشغف

إذا قال "أشهد"..
 فالكون باسمك في كل ناحية.. يهتفِ

ودَاخَل عِطْرك كل البيوت..
اذا ضاع هذا النداء.. يُسْتَفِ

ووزعك الحب .. مجلى ورود
على شرفة الدهر.. لم تقطف

لأنك ما كنت حكرا .. جمعت العوالم..
في ظلك المورف

نُشدت الجمال .. الذي ينبغي
على هيئة الأكمل الأشرف

أما قَّلَبَ الله هذا الوجود..
وخصك أنت لكي يصطفي

حبيب الورى..
 كلنا خافق به رنة المغرم المكلف

هواك الذي لمنا كالصلاة..
 فعشنا به رصة الأكتف

طويل.. قصير.. نحيل..
بناء تباين في الطوب لم يرصف

ولكننا خافق واحد..
عن صبابات حبك لم يصرف

نذرنا القلوب التي أُولِعت
بحبك فيك وجئنا.. نفي

وعدنا الهوى أننا الأوفياء..
لدربك أنت.. ولم نُخْلفِ

نبذنا خلافاتنا.. حين جئنا إليك..
وفيا يحاذي وفي

قرأناك يا آية للإخاء..
جليًا على أسطر المصحفِ

وعشناك قنديل عشق..
وحب به الكون عن كل شمس كُفِي

وكنا كتبناك.. منذ ابتدأناك..
بهيا على هالة الأحرف

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة