صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي النمر
عن الكاتب :
شاعر أحسائي من مدينة الدمام

رسول بعد الـ «رسل»

الشاعر علي النمر
يجري حديث فوق نهرك ساحرُ
يا آنق الكلمات حين تسافرُ
يجري ويختصر انسكابك بحةٌ
في صوت والدتي وذكرك غامرُ
وسماء ذاكرتين كان لذيذها
أني أنا والذكريات نسامرُ
نكتال سوسنتين، بعض زنابق
وتفوح من حول الحديث مشاعر
يقظانَ للنجوى أجوب طريقها
والمرسلات على الدروب دفاتر
لي فيك من رسلي شجونُ نبوءة
مسكونة بالأمنيات تُجاهِرُ
وثلاثُ أخبية تُظِلّ قصائدي
ويقال : ثمّة في القصيدة (هاجر)
تسعى ، تطوف على الخيال ولا يُرى
في أفق حيرتها الشحيح مناصرُ
وتظلّ تسعى بين أولّ نبضة
من أم موسى والبحورِ ، تحاوِر
حتى إذا جاء المخاض تهزّني
من جانب الطور الحزين خناصرُ
****
فوضى وخارطة الفرات خطيرة
وطريقها بالحاصبات مُحاصَرُ
يُخشى على جوع النفوس بكربلا
فالجوع في شرع الضمائر كافرُ

يندى جبين الوقت . أنت محاصرٌ
وهناك في عين المسافة شاعرُ
تسطو عليه الطف ، تسرق شِعره
وعلى سنان النعي تلك حناجرُ
مقطوعة ، ومطالع قد حرّقت
وعلى خيام الندب (شطر) عاثرُ
(وتدٌ) تطاير دونما (سبب) وفي
صخب الأسنة كم تطير خواطر
سهم (صباوي) يشق طريقه
حزنا كأن الحزن فيه خناجرُ
وهناك ألف قصيدة مخنوقة
في ألف معنى بالشتات يُناثرُ
فوضى وأنفاس القيامة شرّعت
وكأن يوم الطف حشر آخر
حتى إذا حلّ القضاء وأزلفت
جنات صبر بالحسين تفاخِرُ
*****
هذا رسول قد أتاك وقلبه
من (نُوح) غربته /السنين يسافر

لم يدّخر (يعقوب) أدمعه ولا
(داود) في صلب القصيد يشاطرُ
لا (يوسف) المعنى يجيء لأجله
لا قمح حتى للعجاف يصابرُ
(بيت) يخاف على دروب خروجه
(كخروج موسى خائفا) ويحاذر
ويشيخ يحتضر انكشافا ربما
يسطو عليه وربما يتكاثر
عين تحاصرها العيون وسيرة
القيد الذي في الراحتين وآسر
هذا الرسول الآن لا وطن له
لا ذكريات وفي أساهُ يجاهِرُ
لا ليل يستجدي انحدار دموعه
لا صبح ينظره السؤال العاثر:
الـ «رسل» مرّت فوق ظهر مصيرها
ورسول غربته هناك مهاجرُ
فمتى «عطيةُ» يستبين دروبه
ليسير في وجع القصيدة «جابرُ»

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة