فجر الجمعة

الشيخ الحبيل: البصيرة موهبة إلهية يمنحها الله عبده المؤمن

 

تحدثنا في الجمعة الماضية عن البصيرة، حيث طفنا حول بعض النقاط أولا تعريف البصيرة التي عرفنا أنها نور المؤمن، ورؤية ثاقبة تصل إلى بواطن الأمور وحقائقها، وقلنا أن المؤمن يحصل على تلك المنزلة من الله سبحانه وتعالى، فهي موهبة إلهية يمنحها الله لعبده المؤمن، وذلك بتوفيق من الله وتأييد وتسديد منه، ثم ذكرنا أن هناك كلمات مرادفة لكلمة البصيرة، ككلمة نور وفراسة وفرقان ويقظة ووعي إلى آخر الكلمات التي جاءت بها الآيات والروايات عن أهل البيت (ع)، وذكرنا من الآيات قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ" 28 - الحديد، وقال تعالى "أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا " 122 - الأنعام، وقال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا" 29 - الأنفال.

 

ومن الروايات، ما روي عن رسول الله (ص) أنه قال "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله"، وأما بالنسبة إلى لفظ "بصيرة" فالآيات كثيرة والروايات كذلك عن أهل البيت (ع).

 

وتحدثنا عن مناشئ البصيرة، وقلنا أن للبصيرة منشئان، الأول داخلي وهي تلك القوة الباطنة القادرة على التمييز بين الحق والباطل، والتي يهبها الله سبحانه وتعالى لعبده المؤمن، والثاني خارجي وهي تنقسم إلى قسمين، الأول ينشأ من الإرشادات والبرامج والتعاليم التي تمتد جذورها في القرآن الكريم وتعاليم الأنبياء وتؤدي إلى ازدهار البصيرة، إذا اتبع الإنسان ارشادات وتعاليم الإسلام الحنيف والرسول الكريم والأئمة الأطهار وتعاليم القرآن الكريم فلاشك تلك تؤدي إلى ازدهار بصيرته وإلى أن يعشوشب قلبه بنور الإيمان، ثانيا إمدادات غيبية إلهية نتيجة تطبيق تلك التعاليم وأوامر الشرع الحنيف، الله سبحانه وتعالى يمد عباده المؤمنين بإمدادات غيبية، توفيق وتسديد والذي يعبر عنه بـ "التسديد الإلهي الرباني" الذي يسدد الله به عباده المؤمنين، ولا شك أن تلك هبة من الله سبحانه وتعالى، وتوفيق من الله سبحانه وتعالى "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا" 69 - العنكبوت، جاهد في الله سواء جاهد في سبيل الله أو جاهد نفسه عن الوقوع في الحرام والشبهات وارتكاب المعاصي والآثام، أو جاهد نفسه في ترويضها على طاعة الله وعبادة الله سبحانه وتعالى والامتثال بأوامر الله سبحانه وتعالى، نتيجة تلك المجاهدة والمكابدة يصل الإنسان إلى مقام هداية الله وإلى أن يهديه الله إلى سبله سبحانه وتعالى.

 

أما العوامل التي تكون سببا في ازدهار وتقوية البصيرة لدى الإنسان المؤمن فمنها عوامل علمية وعوامل عملية، والعوامل العلمية هي التفكر، التعلم، الاعتبار، التعقل ولاشك تلك تحصل بالقراءة والدراسة وتدبر كتاب الله التفكر في ملكوت السماوات والأرض، الاعتبار بالأحداث وما يجري، يروى "ما أكثر العبر وأقل المعتبر" الإنسان حينما يعتبر بما جرى للآخرين وما وقع في الآخرين وما حدث ممن يعيش معه في هذه الحقبة الزمنية التي يعيشها أو من مضى من الأوائل وجرى عليهم مثل ما جرى عليه و كل ما يجري علينا قد جرى على من سبقنا "صحب الناس قبلنا ذا الزمانا .. وعناهم من أمرهم ما عنانا"، فيأخذ العبر ويعتبر ويأخذ الأمثال وما جرى على الناس والله سبحانه وتعالى أمر أيضا عباده في كتابه المبين بأن يتفكروا فيما جرى على الأمم السالفة ويتعظوا بما جرى عليهم ويعتبروا مما جرى على الذين كانوا قبلهم وأيضا يتخذوا العبرة مما جرى الأمم المؤمنة وما فعلت مع أنبيائها ورسلها وقد سرد علينا القرآن الكريم قصصا وعبرا كثيرة عن ما فعله أنبيائهم ورسلهم كأنموذج من أمة مؤمنة عاشت مع أنبياء ورسل كيف مارست سيرتها وعلاقتها مع انبيائها ورسلها وكيف طبقت ما انزل عليها من كتب سماوية من التوراة والزبور والإنجيل والبينات التي انزلها الله سبحانه وتعالى على أنبيائهم ورسلهم وكيف كانت سيرتهم مع الأنبياء والرسل الذين كانوا يأتون ويرسلون إليهم نبيا بعد نبي ورسولا بعد رسول.

 

العوامل الأخرى هي العوامل العملية وتلك تأتي نتيجة تقوى الله ذكر الله الإخلاص في طاعة الله الزهد، وبالتالي هي طرق السير والسلوك إلى الله سبحانه وتعالى وهذه لا شك هي أنها عوامل عملية يعني كيف أهذب نفسي كيف أربي نفسي، أيضا أسعى إلى تهذيب نفسي على الأمور التي يكون لها دور في تقوية الإيمان وتقوية البصيرة وتقوية نور الإيمان بالله سبحانه وتعالى.

 

ذكرنا من الأسباب في الأسبوع الماضي الإيمان الراسخ بالله سبحانه وتعالى، قال تعالى "فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" 256 - البقرة، وقال تعالى: "اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ" 257 - البقرة، ثانيا تقوى الله، تقوى الله لها أثر كبير في ازدهار البصيرة في قلب المؤمن وازدهار نور الإيمان في قلب المؤمن، وتقوى الله يجعل الإنسان دائما على مخافة من الله سبحانه وتعالى، ودائما يجعل المؤمن محتاط لئلا يقع في المحرمات والشبهات، وألا يحوم أصلا حول الشبهات فضلا عن المحرمات. وكلما ازداد الإنسان تقوى من الله ارتقى في مراتب التقوى فينتقل إلى مقام الورع عن محارم الله وهكذا يزداد إيمان الإنسان المؤمن ويزدهر الإيمان في قلبه، قال تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا"، فالله يعطيك فرقان ويجعل لك أيضا مخرجا وسبيلا والله سبحانه وتعالى يجعل للمتقين مخرجا دائما وأيضا ذلك المخرج يكون هو طريق النور والبصيرة مخرجا من الفتن كلما ازداد الانسان تقوى من الله سبحانه وتعالى يزيده الله نورا وهدى ويعطيه فرقان يميز به الحق من الباطل في هذه الدنيا.

 

ثالثا التفقه في دين الله، الرواية عن الإمام الكاظم (ع) "تفقّهوا في دين الله، فإنّ الفقه مفتاح البصيرة، وتمام العبادة، والسبب إلى المنازل الرفيعة، والرتب الجليلة في الدين والدنيا، وفضل الفقيه على العابد كفضل الشمس على الكواكب، ومَن لم يتفقّه في دينه لم يرضَ الله له عملا"، التفقه في الدين يجعلك تفهم الأمور بفقه، وتفهم أحكام الله وتعرف حلال الله وحرام الله وتتورع عن الوقوع في الشبهات، وتعمل بنور من الله سبحانه وتعالى في كثير من الأمور في حياتك الدنيا، لأن هناك أيضا كثير من الأمور تحتاج إلى فقه تحتاج فهم العمل الشرعي لئلا تقع في الشبهات والمزالق والمهالك قبل أن تقدم على أي عمل وأي واقعة، ما هو حكم الله في تلك الواقعة؟؟ ليكون عملك على بصيرة في الدين ومتبع لأحكام الله وحلال الله ومتجنبا حرام الله سبحانه وتعالى.

 

لئلا أطيل أذكر لكم هذه القصة باختصار، في أيام المهدي العباسي الخليفة الثالث على الظاهر من خلفاء بني العباس، أراد أن يوسع المسجد الحرام، فاشترى الدور التي حول المسجد، أو هدم الدور التي حول المسجد، وبقيت دار في المربع الذي كان يريد ان يوسع به المسجد الحرام، الآن جميع الجهات ألحقت بالمسجد وصارت مسجد وبقيت تلك الدار في مربعة المسجد، فطلبها من أربابها فامتنعوا، ولم يرضوا، فسأل عن ذلك الفقهاء، فكل قال له أنه لا ينبغي أن تدخل شيئا في المسجد الحرام غصبا، هذه دار وأصحابها ممتنعين وتدخلها في المسجد الحرام عن غير رضا من أهلها سوف تصبح دار مغصوبة، فقال له علي ابن اليقطين "يا أمير المؤمنين، لو كتبت إلى موسى بن جعفر فلربما يأتيك بجواب غير ما قاله لك الفقهاء"، فكتب رسالة إلى الإمام موسى بن جعفر (ع) نأخذ رد الإمام (ع) من تلك الرسالة باختصار، رد عليه الإمام " إن كانت الكعبة هي النازلة بالناس، فالناس أولى ببنيانها، وإن كان الناس هم النازلون بفناء الكعبة، فالكعبة أولى بفناءها"، يعني إذا كانت البيوت حول المسجد، فالناس أولى ببنيانهم عندئذ، وإذا كانت الدار صارت بفناء الكعبة والناس صاروا نازلين بالكعبة، فالكعبة أولى بالفناء، الآن كل البيوت أدخلت على الكعبة و صارت مربعة إلا هذه الدار صارت داخل مربعة الكعبة، فصار أهل الدار نازلون بفناء الكعبة، فالكعبة أولى بفناءها عندئذ، فقام المهدي وهدم تلك الدار وأدخلها على المسجد الحرام، وعلم أهل الدار بأنها هدمت بتوجيه من الإمام الكاظم (ع)، فذهبوا إلى الإمام، فكتب الإمام إلى المهدي العباسي أن أعطهم شيئا يعني كعوض، فأعطاهم المهدي العباسي عوضا عن دارهم، وإلا منذ البداية ما كانوا قابلين حتى بالعوض، فالإمام (ع) عوضهم.

 

وما إلى ذلك في زماننا، لو ضاقت افرض البلد بسكانها واضطرت البلدية إلى شق طريق، افرض نافذ أو زقاق ضيق، والناس صارت في حالة حرج، أناس عندها سيارات تريد العبور، تحتاج طريق وهذه البيوت معطلة الطريق، الناس لا تنفذ وصار اختناق شديد، هنا تقوم البلدية بهدم تلك الدور وفتح طريق للناس وتعوض الناس عن بيوتها، يمتنع الناس "حرام ما احنا بايعين بيوتنا" وما شابه ذلك، في هذه الحال تهدم البيوت لئلا يبقى الناس في حالة اختناق.

 

أحد المؤمنين هنا في بلدة الربيعية، صارت بينه وبين ولده سوء تفاهم، زعل، فأقسم ألا يدخل منزل ولده ما دام حيا، أقسم ألا يزور ولده ولا يدخل بيته ما دام على قيد الحياة، حالة زعل، مضى شهرين ثلاثة، ارتفع الزعل، ويمكن الولد حكيم واتبع سبل الرضا والإجلال والاحترام لأبيه فارتفع ما في نفس الأب، صار الولد ان دعى أبيه لزيارة بيته، أقسم قسم، فاتصل على أحد طلبة العلم، قال له "تكفر كفارة اليمين وتذهب إلى بيت ولدك"، هو كما تردد في هذا الجواب، صار عنده تردد، فقام اتصل على واحد من المشائخ الفضلاء، فقال له الموضوع كذا وكذا، قال له "لا يمين في قطيعة رحم، أنت أقسمت على قطيعة رحم، ولا يمين في قطيعة رحم، يمينك باطلة من أصلها، وليس عليك كفارة قط، فاذهب إلى بيت ولدك من دون تكفير"، هذا يحتاج إلى فقه، شوف كيف اللي يفهم في الفهم واللي ما يفهم في الفقه، الذي ما يفهم يقع في الشبهات والمهالك والتيه ويتقحم الشبهات من دون بصيرة، وللأسف في زماننا هذا ظهرت تيارات متعددة، في الطرف من إخواننا أهل السنة كل من قرأ البخاري أو مسلم أو اشتراه ربما من المكتبة أو يوجد في بيته أو قرأ بعض الكتب وتثقف قام يفتي في الدين ويطلع فتاوى من هنا وهناك، وهذا الذي ابتلت به خط القاعدة و"داعش" وجبهة النصرة وأشباههم، وصاروا يفتون في الدين ويعطون أحكام في الشريعة بدعوى أنهم يفهمون الإسلام ويفهمون الشرع الحنيف، ويقولون في الدين ما ليس في الدين ويتخبطون خبط عشواء.

 

واحد دكتور مصري طبيب، تثقف وصار الشيخ كذا فلان والعالم الفلان وصار الزعيم بعد، زعيم الحركة هذه بكبرها، هو الذي يفتي لهم والإمام لهم وما شابه ذلك، وهو دكتور، أو لا قد يكون مجرد شاب مثقف من دون تفقه في الدين من دون دراسة وعلم، وفي مذهبنا أيضا كذلك، طلع أناس يسمون أنفسهم "الحداثيين"، يقرأ لك قراءة هكذا ظاهرية من دون تعمق في دين الله، ومن دون دراسة وانكباب على كتب العلم والفقه والأصول والحديث والرجال والتاريخ والتفسير، و"بيجيك" يطلع لك حكم شرعي أو بيعارض فقيه قضى له من العمر ثمانين عاما في الحوزة بين درس والتحصيل والفقه ويتعب نفسه على استخراج الحكم من أدلته المقررة من كتاب الله سبحانه وتعالى، فالتفقه في الدين ضرورة من الضرورات، وأساس من أساسات حصول الإنسان على البصيرة في الحياة الدنيا، وهكذا التيارات التي مرقت في زمن علي (ع) من الخوارج وغيرهم أو الذين تخلفوا عن علي (ع) وقعدوا في بيوتهم متخلفين عن نصرة علي في زمان علي (ع)، وغير أولئك من تلك الجهات، أنا لا أقصد أولئك الذين أفتوا للظلمة وهم يعلمون أن ذلك خلاف حكم الله، ذاك يعلم، أن هذا ليس حكم الله أمثال شريح وأضرابهم ولا زالوا في زماننا هذا كثير موجودين الذين يعبر عنه بـ "وعاظ السلاطين"، وعاظ السلاطين يعرف أن هذا ليس بحكم الله، ويدري مو حكم الله ويقول هذا حكم الله كذبا وزورا وارضاءً للظالم، وارضاءً للطاغوت وحصولا على المال، بل بعضهم كذب في تزوير روايات على رسول الله كذبا وزورا، من أجل إرضاء الحكام الظلمة، هؤلاء لا نعنيهم، ولا نقصدهم لأنهم يعرفون الحق وينكرونه.

 

نحن نتكلم عن أولئك الذين ضلوا وأضلوا نتيجة عدم تفقههم في الدين وعدم فهمهم الصحيح للدين، وأخذهم الإسلام فكرا وعقيدة وفقها بصورة سطحية من دون تعمق في الإسلام، ومن دون تدبر في دين الله سبحانه وتعالى، فتاهوا وضلوا وأضلوا وتخبطوا خبط عشواء، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، ظن أنه في طريق الهدى وهو في ضلال مبين.

 

إذا التفقه في دين الله يجعل الإنسان على بصيرة من أمره، وهكذا أحيانا يحتاج الإنسان لأن يذهب إلى المباني الأصلية للفقه، وأيضا المباني الأصلية للأحكام الشرعية، وأحيانا يحتاج إلى تحقيق المناط من الحكم الشرعي وتأصيل الحكم الشرعي تأصيل صحيح ودقيق وسليم.

 

الليلة التي قبل البارحة سألني أحد الشباب عن أن لو شخص اقترض قرضا من البنك - بنك الزواج، البنك العقاري، بنك التسليف - أعطوه مبلغ من المال، ثم أقرض شخصا من ذلك القرض، افرض أعطوه 60 ألف وجاء له زيد من الناس قال له أعطيني من هذه الستين عشرين ألف رحم الله والديك، أعطاه عشرين ألف من هذا القرض، بعد ذلك جاءت منحة ملكية بإسقاط القرض عن المقترض من البنك، فهل تسقط العشرين عن زيد؟ الآن أسقط القرض كله من قبل الدولة، العشرين تسقط عن زيد ام لا؟

 

أنت هنا بين خيارين، اذا كنت فهمت من القرض الذي تأخذه من إنسان و من الدولة هو إباحة في التصرف، يعني أنني أعطيتك هذا المال إباحة في التصرف، أم أعطيتك إياه على أنه تمليك، الفقهاء يقولون أن القرض عقد تمليكي، عقد ينقل الملك، ينقل لك المال، المال الذي تأخذه بالقرض، يصبح ملكك يجوز لك التصرف فيه تصرف المالك بجميع تصرفات الملكية، فلما اقرضتك، اقرضت زيد أموالا، أقرضته أموالي أنا، فلما جاء إعفاء من الدولة، جاء الإعفاء عني أنا، عن أموالي الستين، أما العشرين فأنت لم تعفى منها لأنها أموالي وأنا أقرضتك إياها، لأنها صارت ملكي فأقرضتك إياها فيجب عليك وان أسقطت عن الستين يجب عليك إرجاع العشرين إلي، لأنها أموالي الخاصة بالعقد، والقرض عقد تمليكي.

 

فهذه الأمور لابد أن تعرف مخارجها ومداخلها وترجعها، وإلا بدون التفقه في الدين تتخبط خبط عشواء في كثير من الأمور، وبدون التفقه تصبح إنسان بغير بصيرة.

 

مواقيت الصلاة