إن كان لملحمة عاشوراء أن تستمر برسالتها وتحقق أهدافها فلا بدّ أن يحصل التّفاعل معها بالفكر والشعور والعمل. ولا شيء في عالم الشعور يمكن أن يتناسب مع هذه الفاجعة التي تهد الجبال الرواسي، مثل البكاء، مع ما فيه من تفجُّعٍ وذرفٍ للدموع والنحيب وإظهار الحزن الشديد.
مفهوم إنسانيّة الدين وإنسانيّة الحرب، وهو المفهوم الذي تجلّى في غير موقع في المسيرة الحسينية، في ثقافة العفو وقبول التوبة مع الرياحي، وفي ثقافة الماء وتوزيعه على الأعداء، في مقابل الثقافة غير الإنسانية التي انتهجها الخصوم، وهنا يمكن التركيز على تأثيرات الثقافة الإنسانية في الدين من خلال تأثيرها في الحرّ بن يزيد الرياحي وغيره.
الشجاعة، ولا أقصد بالشجاعة تلك الصفة الفردية فقط بما لها من تطبيق محدود، بل أعني مواجهة أزمة الإرادة في الفرد والجماعة والأمّة، ففي كثير من الأحيان لا يواجه الفرد أو الأمّة أزمة معرفة؛ لأنّ الأمور واضحة، بل يواجه أزمة إرادة وأزمة شعور بالخمول اللامتناهي، إنّها أخلاقيات الهزيمة أو موت الضمير كما كان يسمّيها السيد محمد باقر الصدر، عندما تتغلغل في الأمّة تنهي أمرها إلى الأبد
نعيش اليوم في عصر نحتاج فيه بشدّة إلى كلّ مفهوم يمكنه أن ينهض بالأمّة، ولا يجوز لنا التفريط بأيّ مفهوم ناهض، فكلّ مفهوم من تراثنا له قدرة التأثير النهضوي فهو ضروري، وكلّ مفهوم معطّل له قدرة التثبيط وبث اليأس والخمول فهو ضارّ، من هنا وعندما ننظر إلى المناسبة العاشورائية السنوية نجد أنّ لديها قدرات كبيرة على تقديم مفاهيم نهضويّة تحتاجها الأمّة اليوم أيّما حاجة
لقد بيّن سيّد الشّهداء كلمة اللّه، ودعا إلى الحقّ، وحذّر المخالفين من عاقبة الظّلم، والطّغيان، فمن خطبة له يوم الطّفّ: «فسحقًا لكم يا عبيد الأمّة، وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، ونقثة الشّيطان، وعصبة الآثام، ومحرّفي الكتاب، ومطفئي السّنن، ويحكم هؤلاء... !، وعنّا تخاذلون، أجل واللّه، الخذل فيكم معروف
لذلك أنزلت ثورة الإمام الحسين واستشهاده ضربة قاصمة على جسمها وفضحتها، لا سيما أنّ جيش يزيد وجلاوزته قد قاموا بأعمال غير إنسانية تنافي المروءة، مثل قطع الماء ومنعه على الإمام وأصحابه وأهل بيته، وقتل الأطفال، وأسر النساء وأولاد بيت النبوة، وغير ذلك التي ساعدت في فضحها وفضيحتها أكثر ممّا كرّهت يزيد بشكل كبير لدى الجماهير، وخلقت منه شخصية بشعة
هذا هو منطق أهل الدّين والعقل، وهذي هي عقيدة أصحاب الإيمان والوجدان، أمّا الملحدون الّذين لا يؤمنون باللّه واليوم الآخر من شباب هذا العصر، ومثلهم السّذّج المغفلون من قبل ومن بعد، أمّا هؤلاء فيقولون: لقد جازف الحسين بخروجه إلى العراق، لأنّ أهله أهل الغدر، والنّفاق، وأصحاب أبيه وأخيه، وإذا خرج، وخدعته كتبهم ورسلهم فكان عليه أن يستسلم، بعد أن رأى ما رأى
فإن علينا أن نرتفع بالناس إلى مستوى الخطاب الحسيني، من خلال تبني مناهج تربوية وتثقيفية في مجالات العقيدة والإيمان، تهتم بتعريف الناس على المعايير والضوابط المعرفية والإيمانية، وتقدم لهم ثقافة تجعلهم يطلون من خلالها على مختلف حقائق هذا الدين، وعلى آفاقه الرّحبة، وليميزوا من خلال هذه الثقافة بالذات بين الأصيل والدخيل وبين الخالص والزائف في كل ما يعرض عليهم، أو يواجههم، في مختلف شؤون الدين والتاريخ والحياة.
أمّا البكاء على الحسين عليه السّلام فليس بكاء على من مات، كما يفهمها الجاهلون، ولا هو بكاء الذّل والانكسار، وإنّما هو احتجاج صارخ على الباطل وأهله، إنّه صواعق تنهال على رؤوس الطّغاة الظّالمين في كلّ زمان ومكان، إنّه تعبير صادق عن الإخلاص للحقّ، والنّقمة على الجور، إنّه تعظيم للتّضحية والفداء، والحقّ والواجب، والشّجاعة على الموت، وإكبار للأنفة من الضّيم، والصّبر في المحنة، والشّدائد.
والحقيقة أن إحياء الموسم الحسيني هو حياة لمن يحييه! وبه يحيون ويعيشون، ولذلك فقد يتحفظ البعض على استعمال هذا التعبير: إحياء المؤمنين للقضية الحسينية أو موسم الحسين، فإن هؤلاء يقولون الصحيح أن نقول إننا نحيا بالموسم الحسيني وذكر الحسين لا أننا نحييه. نحيا به، فهو أشبه بالأكسجين الذي نتنفسه.
السيد عباس نور الدين
السيد عبد الأعلى السبزواري
الشيخ محمد صنقور
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
حيدر حب الله
الشيخ فوزي آل سيف
عدنان الحاجي
الشيخ محمد جواد مغنية
الشيخ جعفر السبحاني
السيد منير الخباز القطيفي
حسين حسن آل جامع
عبدالله طاهر المعيبد
الشيخ علي الجشي
حبيب المعاتيق
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
البكاء على الحسين (ع) ودوره في إحياء الأمة (1)
خصائص الأخلاق في القرآن الكريم
أول شهيد في طريق نهضة الحسين (ع)
شهداء كربلاء من بني هاشم
كيف نستفيد من عاشوراء؟ (3)
يوميّات الإمام الحسين (ع) في كربلاء (3)
حكاية من مسلم
مسلم بن عقيل: السّفير الملهم
سبب تخلّف ابن الحنفية عن أخيه الحسين (عليه السلام)
في أي سنّ يستطيع الطفل ربط الأشياء بأسمائها حتى لو لم يسبق له رؤيتها؟