صدى القوافي

’شظية حسينية ’ للشاعر إبراهيم بوشفيع

 

مشاركة الشاعر إبراهيم بوشفيع في الأمسية الشعرية الحسينية الثالثة عشر بمأتم السجاد (ع) بصحار - سلطنة عُمان، 1437 هـ.


صُب فوق الكلام خمر جراحكْ
كي تذوق الحروف لون صباحكْ

وأعرني رصاصةً وحساماً
واشتعلني شرارةً لانقداحكْ

أنا نزفُ البكاء حين تصلي
وأنا في الوغى اصطلاء رماحك

مبحرٌ في دماك زورق رفضٍ
بك يمضي على اشتهاء رياحك

أسمع الآن ثورةً في ضلوعي
تتغنى بزغردات سلاحك

شرب الموت من دمي صرخاتٍ
كنتُ قطرتهنُّ من أقداحكْ

فمضى يعزف الحياة ويحيي
بهجة الورد من شذا أدواحك
***
وطن أنت للسماء، وقلبي
عارجٌ فيك، فهو من سيّاحك

وطنٌ أنت رغم لؤم المنافي
لم تزل تنبت الشجى في بطاحك

طرت للعرش بارتعاشة نورٍ
وأنا ريشةٌ بطرف جناحك

مغرقٌ بالشجى عيونَ قُرانا
طرفنا واجمٌ وثغرك ضاحك

من صدى لائك استفاقت قبورٌ
فابتعثنا قيامةً بصياحك

الملبون ما يزال لظاهمْ
يحتسي رفضه من ابن رباحك

حيّ هذي الجراح باسم حسينٍ
وهْي تهدي النفوس صوت فلاحك

حي هذي الجراح لمعةُ سيفٍ
تشعل الليل، حيّ وهج صفاحك

***
وهجٌ أنت كالسنا تتجلى
فوق طور العلا، بخنصر راحك

فأضأت الدنا شموسا/رؤوساً
ورويت الظما بماء قراحك

ووهبت الفداء أسماءه الحسنى
وعمّدته بطرف وشاحك

تشرق الشمسُ حيث تشرق عيــنا
ك، وموج البحار نبضُ سماحكْ

كلما فاح نتنُ باغٍ دعيٍّ
سيضوع العبير من تفاحكْ

إيه يا أيها الذبيح على الفكر
بضيق العقول رغم انفتاحك

واحدُ الدهر، كلُّ معناك نصرٌ
خاب من أعلن اقتراب انزياحك

أوقد الشعر من بقاياك جمراً
صب فوق الكلام خمرَ جراحكْ

 

 

مواقيت الصلاة