صدى القوافي

’وصيتي إليكم’ الشاعر إبراهيم بوشفيع

 

"وصيتي إليكم" الشاعر إبراهيم بوشفيع

رسالة من سعيد بن عبدالله الحنفي، الذي استشهد بكربلاء مدافعا عن الحسين(ع) في صلاته، إلى حماة المساجد والحسينيات:

عدتُ لكن مُلئتُ منكم حياءا
ونفضتُ الغبار والحصباءا

عدتُ فيكم، فلم أزل أتجلى
وتوهّجتُ ثورةً بيضاءا

واعلموا أنني فديت حسينا
بدمائي، فما أقلَّ الدماءا

بعت لله هذه النفس صدقاً
فارتضاها، وقد أتم الشراءا

ها هو السبط في الهجير يصلي
بهدى الله يملأ الصحراءا

وأنا غارزٌ بذي الأرضِ رجليَّ
صموداً يقزّمُ الأعداءا

ونسور الرماح تنهش جسمي
ونصالٌ تقطّع الأحشاءا

أوفيت الفداء يا ابن عليٍّ؟
فيك ما أرخص النفوس فداءا

يا حماة الحسين أنتم خيالي
يتجلّى بروحكم أصداءا

إذ تضحون بالنفوس فداءاً
وتتوقون للخلود ظِماءا

وصمدتم على المساجد سوراً
يدفع البغي، يردع الأرزاءا

وحرستم، كما فعلتُ، حسيناً
وارتميتم على العدو وِقاءا

فاصمدوا يا بنيّ، إنْ شدّ خطبٌ
هممُ النفس تعشق الضرّاءا

يا حماة الصلاةَ يا خير صحبٍ
نصروا السبط، واستطابوا النداءا

يا حماةَ الحسين حين أناسٌ
ألفوا الذلّ واستلذّوا الشقاءا

أنتم اليوم بعضنا غير أنّا
قد سبقناكمُ وجُزنا السماءا

أنتم اليومَ ثورةٌ من صدورٍ
تتلقى الرصاصةَ الهوجاءا

قد تُسامون بـ(القطيف) عذاباً
أو تذوقون بـ(الكويت) فناءا

وبـ(سيهات) صرخة الرفض أقوى
من لئيمٍ يلغّم الأرجاءا

وإذا الحقدُ عاد ينشر رعباً
خسئ الحقدُ يرهبُ (الأحساءا)

ذي وصاياي يا جنود حسينٍ
وسألقاكم غداً شهداءا

وبأيديكمُ سأمسك حتى
يشهدُ السبطُ صدقكم والوفاءا

وتباهون كلّ من حضر الحشـ
ـر إذا قيل صنتمُ الزهراءا

وإذا الناس في القيامة حاروا
أيهم يحملُ النجاة لواءا

فدماكمْ شهود صدقٍ وعدلٍ
ستكون الجواز والإمضاءا

مواقيت الصلاة