قافلة التقوى

الشيخ شروفنا يعدد أساليب ’التدبر القرآني’

 

تحدث سماحة الشيخ سعود شروفنا يوم الخميس 8 سبتمبر عن أساليب التدبر في القرآن الكريم بمحاضرته القرآنية ضمن البرنامج القرآني الذي تقيمه القافلة لحجاجها كل صباح.

وذكر الشيخ شروفنا التعميم كأسلوب من أساليب التدبر وهو أن يتجاوز القاريء خصوص الآية ليعممها على ما يشابهها من حالات ، فيما أوضح أن التخصيص على عكس التعميم وهو استشعار القارئ أنه المخصوص بالآية عامة كانت أو خاصة ،

وأضاف سماحته بأن أحد أساليب التدبر هو الاعتبار وهو أن يَعْبُرَ بالآية عمن نزلت فيه من الكفار والمنافقين إلى غيره ، فإن من فعل فعلهم لا يأمن أن يعاقب عقابهم، ولفت إلى أنه قد قال بعض المفسرين : "كل آية في الكفار تجر ذيلها على عُصاة المؤمنين".
ونقل الشيخ شروفنا في ملاحظة الترتيب قول الفخر الرازيحيث قال:  "قوله "رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين" الربوبية لبداية حالهم "ألست بربكم قالوا بلى"، والملك لنهاية حالهم "لمن الملك لله الواحد القهار"، وبينهما اسمان مطلقان لوسط حالهم "الراحمون يرحمهم الرحمن،ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ".


وقال في ملاحظة مفهوم العبارة : "وقوله تعالى "إن رحمة الله قريب من المحسنين" له دلالة بمنطوقه، ودلالة بإيمائه وتعليله، ودلالة بمفهومه : فدلالته بمنطوقه على قرب الرحمة من أهل الإحسان، ودلالته بتعليله وإيمائه على أن هذا القرب مستحق بالإحسان؛ فهو السبب في قرب الرحمة منهم، ودلالته بمفهومه على بعد الرحمة من غير المحسنين؛ فهذه ثلاث دلالات لهذه الجملة.

وأشار سماحته إلى أسلوب ملاحظة العلاقة بين العمل وجزائه حيث قال: "إذا قرأت جزاء فلاحظ العمل قبله ، فإن الجزاء من جنس العمل، يقول الحسن عليه السلام:إن الناس أخفوا لله طاعة فأخفى لهم ثواباً "لاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ" ،وأخفوا معصية فأخفى لهم عقوبة "َلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ" ، يقول "الغساق": عذاب لا يعلمه إلا الله تعالى".
وذكر الشيخ شروفنا أن ملاحظة الشروط  أحد أساليب التدبر حيث أنه إذا قرأت وعدا فلاحظ شرطه المقترن به، فقلما كان الوعد إلا مشروطا، ونقل قول الغزالي : "لا يُرَى ذكرُ المغفرة والرحمة إلا مقرونا بشروط يقصر العارف عن نيلها كقوله عز و جل "وإني لغفار"، ثم أتبع ذلك بأربعة شروط: "لمن تاب، وآمن، وعمل صالحا، ثم اهتدى"".
ولفت سماحته إلى قول ابن عطية في ملاحظة فروق التعبير لما قال الله جل وعز في أهل النار "حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا"  حيث أورد ان الكلام هنا يقضي أن فتحها إنما يكون بعد مجيئهم، وفي وقوفهم قبل فتحها مذلة لهم، وهكذا هي حال السجون، ومواضع الثقاف والعذاب.
وذكر الشيخ شروفنا أخيرا التركيب معرفا إياه بالفائدة التدبرية التي قد تؤخذ من تركيب آيتين أو أكثر معا.

مواقيت الصلاة