نظم النشاط الثقافي بالربيعية ممثلا بمركز ارتقاء للتدريب والتطوير ندوة علمية بعنوان «بين التصميم العظيم والمصمم الأعظم»، قدمها حسن أحمد اللواتي ومحمد رضا اللواتي وجاسم العلوي، بحضور نخبوي تجاوز 600 شخص من كلا الجنسين.
وناقشت الندوة النتائج الفلسفية لأحدث النظريات الفيزيائية وتأثيرها على الفلسفة والإيمان، المقدمة في كتاب «المصمم الأعظم» للمؤلف حسن أحمد اللواتي من سلطنة عمان، والذي كان قراءة نقدية في كتاب «التصميم العظيم» لستيفن هوكينغ الذي تمازج بين البحث الواقعي ومدى إدراك الإنسان للواقع الخارجي وبحثه في نظرية المعرفة، وبين الإنكار بضرورة وجود خالق للكون ومناقشة وجود إرادة حرة للإنسان بشكل فلسفي.
قدم الندوة عبدالمعطي المختار وبدأ بتقديم علم الفيزياء جاسم العلوي الذي استعرض خلال سلسة التطور الزمني لنظريات الفيزيائية بصورة علمية من بداية القرن العشرين بالتحديد والتي تعددت بين النظرية والكواتية والنسبية ومن ثم النسبية العامة التي تعارضت مع النظرية الكواتية، في حين نجد أن أغلب المحاولات العلمية هو محاولات حديثة لدمجهما مع ضخامتهما، في حين نجد المعول الأول الآن ضمن نظرية الأوتار العليا وغيرها من النظريات التي تبنى عليها السببيات لنشأة الكون بصورة فلسفية مع تسيد النظرية النسبية العامة.
وتحدث حسن اللواتي عن الهدف من تأليف كتاب «المصمم الأعظم» ومحاولة الوقوف بين سطوره لفتات فلسفية وحقائق علمية ومحاول التمازج بينهما، ومعرفة الطروحات المقدمة من خلال وجود الخالق وخلقه وإيجاده للكون بصورة علمية فلسفية، كما بين علاقة العلوم الطبيعية بالفلسفة إذ لا يمكن الوصول للمعلومة إلا من خلال القاعدة السببية مع حالة التعارض الحاكمية للبحث العقلي وهل يمكن الوصول للبحث التجريبي.
وبين مؤلف الكتاب اللواتي أن ستيفن هوكينغ لا ينفي وجود خالق لكون لكنه يؤمن بأن افتراض وجود خالق افتراض غير مبرهن، وهنا عرض المؤلف بعض النظريات بناءً على البحث العلمي من منظور إيماني بوجود الخالق ومنها حدثت بعض الاستنتاجات العلمية بقالب فلسفي. على ضوئها، ناقش مع الحضور بعض النظريات التي نقدها في كتابه وكان استنتاجه بما يوافق تمازج المنطلق الفلسفي والبحث العلمي، ومنها؛ مسألة الأكوان المتعددة، ما المقصود بالوجود والعدم؟ حاكمية القانون أم حاكمية العقل؟ هل تخطئ الحواس؟ الإرادة الحرة وهل الوجود منحصر بالمادة؟؛ هل نشأ الكون من العدم؟ ولماذا نحتاج للخالق؟
كان بين طيات الكتاب أربع تعليقات قدمها الكاتب محمد رضا اللواتي وعلى ضوئها تم استعراضها وشرح ما تحوي من مضامين وكانت التعليقات وفق ما طرح في الكتاب من استنتاجات ومناقشات فلسفية وهي؛ الفلسفة الإلهية، السببية، الحركة والزمان الجوهريان ونشوء البُعد اللامادي والتعليقة الرابعة برهان الصديقين وأشكاله الثلاثة.
يذكر أن أكثر ما ميز الأمسية هو الحضور الواعي القادر على المناقشة والطرح وفق دراسة علمية تنم عن غزارة الاطلاع والمعرفة.