مقالات

يوم القدس

 

السيد علي الخامنئي "دام ظله"
الجرح الفلسطيني العميق وَقَع علی يَدِ الصَّهايِنة وعُمَلاء الاستكبار، وهو يزداد عُمقاً في جَسَد المجتمع الإسلامي والعالم الإسلامي يوماً بعد يوم، علی‌ يَدِ عُملاء الاستكبار العالمي أيضاً. 
يجب علی العالم الإسلامي أنْ لا يغفل عن قضيَّة فلسطين، وعلی الشُّعوب أن لا تَنْسی قضيّة فلسطين. 
إنّ أميركا والاستكبار وحُماة الصَّهاينة الدائمين أرادوا فَرْض هذا النِّسيان علی المُسلمين.
واجب الأمَّة الإسلاميّة في يوم القُدس
ليس ثمَّة اختلاف أبداً بين جميع المَذاهِب الإسلاميّة المعروفة، والفقهاء كلُّهم مُجمِعون علی أنَّه إذا احتُلَّت قطعة من التُّراب الإسلامي من قِبَل الأعداء، وسادَ أعداءُ الإسلام علی تلك القطعة من الأرض، فَعَلی الجميع أن يَعتبِروا الجهاد والسَّعي لإعادة تلك القطعة إلی الأرض الإسلاميّة واجبهم. 


لذلك يجب علی الشُّعوب المُسلمة -أيْنَما كانوا من العالم- أن يَعتَبِروا هذا الأمر واجبَهم. طبعاً قد لا يَستطيع الكثيرون فِعْل شيء والقيام بِمُبادرةٍ معيَّنة، ولكن علی كلِّ شخصٍ أن يَعملَ ويُبادِرَ بِمِقدار ما يَستطيع، وبالطَّريقة التي يَقدرُ عليها. ولهذا السَّبب يُقْبِل العالم الإسلامي كلُّه علی يوم القُدس، الذي أَعلَنَهُ الإمام الكبير في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان من كلِّ سنة. 
يوم القُدس ليس شيئاً يَختَصُّ بإيران. إنَّه يوم العالم الإسلامي، لذلك سَجَّل المسلمون في كلِّ أنحاء العالم الإسلامي تواجدهم لِلدِّفاع عن إخوتهم الفلسطينيِّين. لقد أَبْدی المسلمون في هذا اليوم إرادتهم العامَّة لِمُواجهة حِيَل أميركا و«إسرائيل» في فلسطين المظلومة المُدماة.
تذكيرُ الشّعوبِ المسلمة بواجبِها
حُلول يوم القُدس العالمي يُذكِّر المسلمين الغَيارَی في العالم مرَّةً أخری، وبتأكيدٍ أشدّ من السَّابق، بالواجب المُبْرَم في الدِّفاع عن الشَّعب الفلسطيني المظلوم ودَعْمِه. 
أعلن الإمام الخميني رضوان الله تعالی عليه عن هذا اليوم ليُبقي القضيّة‌ الفلسطينيَّة حَيَّة في الضَّمير البَشَري، ويُركِّز كلَّ الهتافات ضِدَّ الصِّهيونيّة، ونحن نَشهَد كلَّ عامٍ إقبالاً واسعاً من قِبَل المسلمين علی هذه المَراسِم. 
يجب أن يعلم الذين يُناضلون ويعانون من الظُّلم داخل الأراضي المُحتلَّة -الأمل الوحيد لتحرير فلسطين والقضاء علی الحكومة المُغتَصِبة هم هؤلاء المُجاهدون في الدّاخل- يجب أن يَعلموا ويَشعروا أنَّ الشُّعوب في كلِّ أنحاء العالم الإسلامي تَتَذكّرهم وتَدْعَمُهم. 
إذا أَردنا لأولئك المُجاهدين المظلومين الغُرَباء في بيوتهم أنْ يَشعروا بِمِثل هذا الدَّعم، فينبغي خروج مثل هذه المُظاهرات الشعبيّة في العالم الإسلامي. 
إنّ طرح فكرة يوم القُدس من قِبَل إمامنا الجليل وقائدنا العظيم رضوان الله تعالی عليه، حَصَل بِأَخذ هذا المعنی بِنَظَر الاعتبار. 


إحياء يوم القُدس
أَحيُوا يوم القُدس وعَظِّمُوه. الإعلام العالمي لا يَعكِس المسألة بطبيعة الحال. فَدَعُوه لا يعُكِسها. السُّجَناء في السُّجون الفلسطينيّة قالوا لنا إنَّ شعاراتكم، ومشاركتكم، وقبضاتكم المَشدُودة المُعبِّرة عن نواياكم، وعزيمتكم الصَّادقة، تُشعِرنا بالقوَّة والاقتدار والصُّمود. 
إنّ الذي يقبع خلف جدران السُّجون الصهيونيّة يجب أن لا يَشعر بالوحدة حتّی يَستطيع الصُّمود. النِّساء والرِّجال الذين يَتَعرَّضون لِهَجمات الأَوْباش والشُّقاة الصَّهاينة في أَزِقَّة بيت المَقدِس وشوارعها، وفي قِطاع غزَّة، وسائر المُدُن الفلسطينيّة المُحتَلَّة، يجب أن يَشعُروا أنَّكم تَقِفون وراءهم كي يَستطيعوا المُقاومة. 

تأثير يوم القُدس
إذا أَحيَا العالَم الإسلامي هذا اليوم بِالمعنی الصَّحيح للكلمة إنْ شاءَ الله، واغتنَمه لإطلاق الهتافات ضِدَّ الصَّهايِنة الغاصِبين، فَسَوف يَهزِمُ العدوَّ هزيمةً كبيرة، ويَفرِض عليه التَّراجُع. 
علی الفلسطينيِّين أن يأخذوا -علی حِدة- مسؤوليّة إحياء قضيَّة فلسطين علی عاتِقِهم ويُجاهدوا في سبيلها. ومع أنَّ الجِهاد صعب، لكنَّ الحياة تحت ضغوط الصَّهايِنة وما تَنْطَوي عليه من صُعوبات ومَشَاقّ، أصعبُ من الجهاد. إذا جاهدوا سَيَكون المستقبل لهم. لكنَّ الحياة علی هذه الشَّاكِلة سَتزيد الصُّعوبات يوماً بعد يوم. الأُمَّة المُسلمة في الأراضي المحتلَّة وفي فلسطين المُحتلَّة تَتَحلَّی اليوم باليَقظة والوَعْي طبعاً. ولكن يجب أن يَمتازَ الجِهاد داخل فلسطين بالشُّموليَّة‌ والعُموم والإتِّصال بِأعماق الأُمَّة الإسلاميَّة، وعلی الأُمَمِ والشُّعوب المُسلمة في كلِّ أرجاء العالم تقديم العَوْن والمُساعَدة لِلفلسطينيِّين.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة