سياحة ثقافية

مقام المعصومة عليها السلام (2)

 

أحمد الحسيني
مجلة شعائر
الضّريح والقبر الشّريف
يقع تحت القبّة، وهو مصنوع من الفضّة، يبلغ ارتفاعه 4م وطوله 5.25م، وعرضه 4.73م. زُيّن أعلاه بالذّهب بمقدار متر واحد من جميع الجهات، كما زيّن بكتابات ونقوش جميلة.
وكان الشّاه طهماسب الصّفوي قد أمر عام 965 للهجرة ببناء ضريح حول القبر المطهّر باللّبن المزيّن بالكاشي الملوّن والفسيفساء والألواح المنقوشة، وقد ترك في جوانبه منافذ مفتوحة لكي يحظى الزوّار بالنظر إلى القبر الشّريف ويلقون نذورهم داخل الضّريح.
ووضع الشاه عبّاس الأوّل (حكم 42 سنة، وتوفي سنة 1038 للهجرة) على ذلك المرقد المطّهر قفصاً من الفولاذ الأبيض.
وفي سنة 1230 للهجرة قام الشاه فتح علي بتجليل الضّريح المذكور بالفضّة. 
وفي سنة 1280 للهجرة استُبدل الضّريح القديم بآخر جديد، ثمّ جرى ترميمه غير مرّة، حتى أمر سادن الرّوضة بنصب ضريح جديد عام 1368 للهجرة.
وفي سنة 1380 للهجرة جرى تبديل القسم المصنوع من الفضّة من الضّريح بأفضل أنواع الفضّة الخالصة التي جرى شراؤها من البنك المركزي في إيران، ووُضع الضّريح السّابق في خزانة الصّحن الشّريف ليتمّ إصلاحه وترميمه.
أمّا القبر الشّريف فارتفاعه 20، 1م، وطوله 95، 2م، وعرضه 20،1م. وكان الأمير المظفّر أحمد بن إسماعيل مؤسّس ملوك آل مظفّر، قد أمر محمّد بن أبي طاهر الكاشي القميّ، الذي كان أمهر المتخصّصين في بناء الكاشي، ببناء المرقد الشّريف بالكاشي المتنوِّع عام 605 هجريّة، وقد استمرّ عمله مدة ثماني سنوات حتى أتمّه عام 613 هجريّة. (المصدر: نقلاً عن أحد المواقع، من كتاب: گنجينه آثار قم 1: 415.)
وفي سنة 1377 هجريّة، جرى تجديد بناء المرقد الشّريف بشكله الحالي بالكاشي والرّخام، وكذلك زيّنت جدرانه الداخليّة بالرّخام الأخضر.

 

الأواوين
[الإيوانُ، كما في لسان العرب: الصُّفَّةُ العظيمة، وفي المحكم شِبْهُ أَزَجٍ غير مسْدود الوجه، وهو أَعجمي، وكلُّ شيءٍ عَمَدْتَ به شيئاً فهو إيوان]
الإيوان الذهبيّ: للحرم الشريف إيوان يقع في الجهة الشماليّة من الحرم، وهو متّصل بالصّحن القديـم، ويُعرف بإيوان الذّهب، لأنّه مُذهّب من الدّاخل، وقد بُني عام 925 للهجرة. وقد كُتب حول هذا الإيوان، الحديث الشريف: «ألا ومَن مات على حبّ آل محمّد مات شهيداً». كما زُيّن بالفسيفساء ومقرنصات مطلية بصفائح ذهبيّة، وفوقه المئذنتان الكبيرتان. وكذلك يوجد إيوانان أقصر من الإيوانَين المذكورَين على جانبي إيوان الذَّهب، وقد زيّنا بالفسيفساء.
إيوان آيينه: أي إيوان المرايا، ويقع في الجهة الشرقيّة للحرم، شكله نصف هرميّ، وفوقه مئذنتان صغيرتان أيضاً، وهو مزيّن بالنّقوش والمرايا، ويتصلّ بالحرم بواسطة رواق مزيّن بالمرايا، وزُيّن أسفل الجدار بالرخام بمقدار متر تقريباً ثمّ فوقه حتى السقف زُيّن بالمرايا، ونُقش على الرخام الآية الشريفة ﴿اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ..﴾ النور:35. 
وبين هذا الإيوان والرّواق الشرقي إيوان آخر زُيّن بالمرايا أيضاً، ونُقش عليه الحديث الشّريف: «مَن زار فاطمة بقمّ فله الجنّة». وهذه الآثار الفنيّة الرّائعة جرت في العهد القاجاري ونفّذها الفنّان الشهير حسن المعمار القميّ، وقد تمّ إنجازها عند بناء الصّحن الجديد بأمر الصّدر الأعظم «الميرزا علي أصغر خان أتابك». 

 

الأروقة
وهي السّاحات القريبة من الضّريح المطهّر، منها:
رواق (بالا سر): وهي السّاحة التي تقع بين مسجد بالا سر الذي يلي الرّأس إلى الضريح، وقد زُيّن بالمرايا، وهو محلّ وقوف المؤمنين أثناء الزّيارة.
الرّواق الأمامي: وهو السّاحة التي تقع بين مسجد الطباطبائي حتى الضّريح المطهّر، وفيه يقوم خدّام الصّحن المطهّر ومسؤولي الرّوضة المقدّسة بمراسم الخطبة الصّباحيّة.
رواق المرايا (الشهيد البهشتي): ويقع في قسم النّساء. ويلي موقع الرّجل من القبر الشريف. وجرى ترميمه في السّنوات الأخيرة.
رواق دار الحفّاظ: وهي السّاحة بين إيوان الذّهب والضريح المطهّر، وهو مخصّص للخطبة المسائيّة، وكان في السّابق محلاً يقيم فيه خدّام الحرم وقارئو القرآن مراسمهم الخاصّة.
الأبواب: للحرم الشّريف ثمانية أبواب، أربعة منها في الصّحن الجديد، واثنان في الجانب الغربي للحرم، وواحد يفتح على شارع مُوزة، وآخرها يؤدِّي إلى المدرسة الفيضيّة.
 

الصّحون
الصّحن القديـم: أمر ببنائه الشاه إسماعيل الصفوي أو زوجته سنة 925 للهجرة. وهو يقع في الجهة الشماليّة من الحرم، يبلغ طوله 35.70م، وعرضه 34.70م، تحيط به من ثلاث جهات الغرف والحجرات، والمقابر الموجودة في أطرافه.
ويضمّ هذا الصّحن إيوان الذّهب، وهو مدخل الصّحن إلى الرّوضة المطهّرة، وإيواناً في الشّمال وهو مدخل المدرسة الفيضيّة إلى الصحن المطهّر، وثالثاً في الغرب وهو مدخل المسجد الأعظم. ورابعاً في الشّرق وهو مدخل الصّحن العتيق للصّحن الجديد. وما زالت الترميمات قائمة في هذا الصّحن، منذ عام 1377 للهجرة.
الصّحن الجديد: ويُعرف أيضاً بالصّحن الأتابكي، ويقع في الجهة الشرقيّة من الحرم، وهو أكثر اتّساعاً من الصّحن القديـم، وله ثمانية أضلاع، طول الشّرقي والغربي منها 78م، وطول الشّمالي والجنوبي منها 46م، أمّا الأضلاع الأربعة الأخرى، فيبلغ طول كلّ منها نحو 4م. يؤدّي مدخل هذا الصّحن إلى شارع أرم في الجهة الشّرقيّة، ولهذا المدخل إيوان يبلغ ارتفاعه 13.6م، مزيّن بالنّقوش البارزة الجميلة، وفوق بناء هذا الإيوان توجد ساعة كبيرة ومئذنتان صغيرتان ارتفاع كلّ منهما نحو 13.5م، ولهذا الصّحن مدخل ثانٍ في الجهة الشماليّة يؤدّي إلى شارع الأستانة عن طريق إيوان يبلغ ارتفاعه 13م. 
صحن مُوزة: أو صحن (المتحف) يقع في الجهة الجنوبيّة من الحرم، يبلغ طوله 24م وعرضه 19.5م، فوقه قبّة ارتفاعها ومحيطها 17م، ويحمل هذه القبّة عددٌ من الأعمدة المزيّنة بالرّخام والنّقوش الجميلة.
وفي هذه الجهة الجنوبيّة مدخل ثالث مماثل للشّمالي من حيث الارتفاع ووجود المآذن فوق إيوانه، ويوجد في وسط هذا الصحن حوض ماء بيضوي الشكل، وتحيط بالصّحن عدّة غرف لكلّ غرفة إيوان خاصّ بها.


الأبنية الملحقة
تحيط بالحرم الشّريف عدّة أبنية منها المسجد الأعظم [الذي بناه المرجع الديني الراحل الكبير السيّد البروجردي قدس سره] ومسجد بالا سر [أي مسجد فوق الرأس، الذي تقام فيه فعلاً صلاة الجماعة بإمامة المرجع الديني الكبير السيد موسى الونجاني، الشّبيري دام ظله]، ومسجد الطباطبائي [الذي بناه المرحوم حجّة الإسلام السيّد محمّد الطباطبائي ابن المرحوم آية الله حسن القمّي قدس]، ومسجد الإمام الخميني قدس، وللحرم مكتبة تُعرف بـ «مكتبة الأستانة». وهنالك المتحف الذي يدخل إليه من صحن موزة، وهو يضمّ الهدايا والنّفائس القيّمة التي أهديت للمرقد على مرّ العصور.
مصلّى السيّدة المعصومة
ما يزال المحراب الذي كانت السيّدة فاطمة تصلّي فيه في دار موسى بن خزرج ماثلاً إلى الآن، يقصده النّاس لزيارته والصّلاة فيه.
وقد جُدّدت عمارته خلال السّنوات الأخيرة، وشُيّدت إلى جانبه مدرسة لطلبة العلوم الدينيّة تعرف بـ «المدرسة الستّيّة». 
يقع المحراب في الشارع المجاور للصّحن الشريف، ويُعرف بشارع «چَهار مَرْدان» (وبناء المحراب - المصلّى) على يسار الذّاهب من الروضة الفاطميّة، وهو مزدان بالقاشاني المعرّق، وعلى مدخله أبيات بالفارسيّة، تعريبه:
لقد شُيِّد هذا البناء الـمُنير إجلالاً لابنة الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام، حيث مَثُل فيه محراب فاطمة المعصومة، فزادت به «قمّ» شرفاً على شرف.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة