لقاءات

شكري أحمد المقلد: تصوير الطيور قد ينسيك نفسك

ربى حسين

يعتبر تصوير الطّيور كما اصطيادها من أصعب المهمات الّتي تحتاج إلى قدرات عالية من الخفة، والسّرعة واقتناص الفرص. فهو يتطلّب الصبر والمعرفة الدقيقة بحركة الطّيور وطبائعها المختلفة.
وقد راجت هذه الهواية في منطقتنا وجذبت عددًا من المصوّرين لما تضم من تضاريس ومناخات مختلفة جعلتها تستقطب عددًا وفيرًا من هذه الطّيور منها ما يكون نادرًا في بعض الأحيان.
المصور شكري أحمد المقلد، مدرّس الأحياء في جزيرة تاروت المشهورة بمناخها واستقطابها لأنواع مختلفة من الطيور لا سيّما في هذا الوقت من السّنة، هو واحد ممن جذبته هذه الهواية الشّاقّة بعد أن كان قد بدأ التّصوير منذ العام 2009 حتى انفرد مؤخّرًا بتصوير الطّيور.
وقد كان لشبكة فجر الثقافية حديث معه حول هذه التّجربة الفريدة وحيثياتها.


بدايةً اعتبر المصور شكري أحمد المقلد الآتي من خلفيّة علميّة أن هذه الهواية الممتعة جدًّا تجعل الشخص يبحث في المراجع والكتب ليتعرف أكثر، أي أنها تزيد المعرفة والمعلومات لدى الشخص.
ومن وجهة نظره: هواية التصوير تبعث في النفس حب الاستطلاع والبحث، فقد نصوّر الطيور نفسها في كل عام، ولكن في كل عام نحاول الحصول على نتائج جديدة. وأضاف إنّ هواية التصوير تعرف المصوّر على أصدقاء متعددين.
وقد ضمّ  ضيفنا إلى أرشيفه الحافل بالصّور أكثر من ٧٠٠ صورة.
ولدى سؤاله إن لديه فكرة لجمعها في كتاب كان ردّه: فكرت أكثر من مرة في جمعها في كتاب لكن أتردد في أغلب الأحيان لأسباب عدة، منها التكلفة المادية لمعدّات التّصوير لا سيّما العدسات المختصّة، وعدم توفر المعلومات الكافية عن الطيور، إضافة إلى عامل الوقت.


وعن الصّعوبات الّتي يواجهها المصور، كان ردّه: قد يواجه المصور في هذه الهواية المصاعب المختلفة كالانشغال عن الأسرة في بعض الأحيان، إضافة إلى أنّه يحتاج للدخول إلى أماكن عديدة، وقد ينسى نفسه ولا ينتبه إلا وأنه قد دخل إلى أماكن يمنع التصوير فيها.  
وكما يطمح كل إنسان إلى التميّز في مجاله، يسعى ضيفنا إلى تصوير الطيور النّادرة: "في هذا الموسم لم نوفق للخروج من جزيرة تاروت لتصوير الطيور بسبب ظروف الحجر الصحي، ولكن  أحد الطيور التي صورتها هو طائر اللواء بحيث لم أر أحدًا من المصورين وضع صورًا له. كما إنّني تمنّيت تصوير طائر الصرد المقنع المعروف عندنا بالصرد الحسيني لكن لم أوفق لرؤيته. كذلك كنت أتمنى أن أصور العقاب النساري أو صقر السمك وقد وفقت لتصويره هذا الموسم أكثر من مرة".


وعن التحضيرات الّتي يقوم بها قبل التّصوير، قال: "يحتاج المصور لتفريغ نفسه وتجهيز عدته من كاميرا تصوير وعدسة خاصة وبعض المستلزمات مثل منظار لتقريب البعيد، ويلزم في بعض الأحيان لباس يخفي  بعض الكتب المساعدة لمعرفة بعض الطيور وسلوكها، وبعض الأطعمة والماء إذا كانت الرحلة طويلة".
ولدى سؤاله عمّ قدمت له هذه التجربه على مدى أكثر من عشر سنوات، كان ردّه: "التعرف إلى أصدقاء جدد، وبعبارة أخرى تنمية الجانب الاجتماعي، إضافة الى الخدمة المجتمعية كتقديم بعض الدورات البسيطة لطلابي في المدرسة بهدف التعرف إلى سلوك بعض الكائنات".


وختم متحدّثًا عن أنّ سر نجاح الصورة أو فشلها من وجهة نظره  تعتمد على عوامل عدة منها: "الهدف المراد تصويره، عوامل الجو، وخبرة المصور التي تزداد بالممارسة ومتابعة بعض المصورين".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة