مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ محمد مصباح يزدي
عن الكاتب :
فيلسوف إسلامي شيعي، عضو مجلس خبراء القيادةrn مؤسس مؤسسة الإمام الخميني للتعليم والبحث العلمي

ليلة القدر

الشيخ محمد تقي مصباح يزدي

من خصائص شهر رمضان المبارك أن الله تعالى جعل في هذا الشهر ليلة هي خير من ألف شهر. {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر}

محور هذه الآية الكريمة هو ليلة القدر.

ما هي ليلة القدر؟؟

ذكر المفسرون للقدر معنيين:

المعنى الأول هو "الشرف والمنزلة والعظمة".

وعلى هذا المعنى فإن ليلة القدر هي ليلة ذات شرف وعظمة خاصة وعالية ويمكن تسمية هذه الليلة ليلة الشرف.

وذهب البعض الآخر من المفسرين، بالاستفادة من الروايات المتحدثة عن خصوصيات ليلة القدر، إلى أن القدر هنا مصدر بمعنى "التقدير". فيكون معنى قدر يقدر قدرًا هو نفسه معنى قدّر يقدّر تقديرًا بمعنى "تقدير القضاء والقدر".

وعلى أساس الكثير من الروايات فإن تقديرات السنة المقبلة تُعيّن في ليلة القدر. إلا أن الروايات لم تصرح بأن سبب تسمية الليلة بهذا الاسم هو تَعيّن التقديرات فيها، إذ لا تنافي بين كون القدر بمعنى الشرف وتعين تقديرات العالم في هذه الليلة أيضًا.

ماذا يعني كون ليلة القدر خير من ألف شهر؟؟

جاء في كتاب فروع الكافي روايات تحكي عن أفضلية ليلة القدر على سائر ليالي السنة بل وعلى ألف شهر أي ما يفوق السبعين سنة من العمر.

إن العبادة التي تنجز في ليلة القدر خير من عبادة ألف شهر. ومن يوفق في ليلة القدر لأداء ركعتين فهو كم صلى في كل ليلة ركعتين على مدى ألف شهر.

وإن هذا الامتياز توفيق منحه الله لنبي الإسلام وللمسلمين، كي يتشجع الناس ويقضون هذه الليلة بالعبادة ويستفيدون من مزاياها وبركاتها.

ليلة القدر بمثابة المحفل العام الذي يقيمه العظماء والسلاطين لرعاياهم وعبيدهم ويوزعون فيه الهداية. والله تعالى، الذي هو أرحم الراحمين، ورحمته لا تقبل المقايسة بأي رحمة وفضل، قد منّ على الأمة الإسلامية وجعل لهم ليلة القدر كمحفل عام. وهي ليلة المغفرة، وليلة تفوق عبادتها أيضًا عبادة ألف شهر .

التقدير ؛ الإبرام ؛ الإمضاء

جاء في الرواية التي عينت ليلة القدر أن :

مقدرات السنة تقدر في ليلة التاسع عشر (قُسّم فيها الأرزاق وكتب فيها الاجال وخرج فيها صكاك الحاج) ففي ليلة التاسع عشر تعين أرزاق الناس ومداخيلهم، وكذلك أعمارهم في العام المقبل. وبالإضافة إلى ذلك يعين من سيذهب إلى الحج.

ثم في ليلة الواحد والعشرين يتم إبرام وتأكيد ما قدر في ليلة التاسع عشر. بمعنى أن ما عُيّن وقُدر في التاسع عشر يصبح غير قابل للتغيير في ليلة الواحد والعشرين، فما كان مقدرًا وقابلًا للتغيير من الليلة التاسعة عشر إلى الليلة الحادية والعشرين، يُبرم في الليلة الواحدة والعشرين

  ومن ثم يصبح قطعيًّا ونهائيًّا. يمضى في الليلة الثالثة والعشرين.

وبحسب هذه الرواية فإن كل هذه الليالي الثلاثة تعتبر ليلة القدر.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة