حفاظًا على الأنوثة حفاظًا على البقاء.. لماذا كانت حماية الأُنوثة أكبر مسؤولية في الدين؟
عالم الطبيعة هو المكان الذي جعله الله مهد التكامل وأرض صناعة الجنّة. لو لم تكن الأرض لما كانت الجنة. الجنة ليست سوى قاعٍ صفصف يزرعها أهلها بالعمل الصالح والسعي في هذه الأرض. إذا خربت الطبيعة لم تكن جنة.
حفظ الطبيعة وصلاح الأرض يعني تداوم هذا السير المؤذن بانفتاح أبواب السماوات.
هناك علامات ومؤشرات على حياة الطبيعة وازدهارها، مثلما أنّ هناك علامات على فسادها وخرابها. العلامات التي تدل على أنّنا نقترب من الجنة، والمؤشرات التي تدل على أنّ أبواب السماء في طور التفتُّح هي تلك الظواهر الطبيعية الأقرب إلى أفق الرحمة مثل الماء والنبات وكل أشكال الحياة الطيبة الرقيقة. إذا قل الماء أو صار مِلحًا أُجاجًا، فهذا يعني أنّ حال الطبيعة في خطر، وأنّها تتجه نحو جهنّمها.. لكن أحد أهم علائم حياة الطبيعة وتألُّقها ورونقها هو الأنوثة؛ بل يمكن القول بأنّ الأنوثة هي المؤشر الأعلى الذي لا يوجد ما هو أعلى منه في الطبيعة.
لو نظرنا إلى جميع الظواهر الطبيعية ووضعناها في سُلَّم الرحمة واللطف والعناية لكانت الأنوثة على رأس هذا السُلَّم بلا مُنازع. إنّ الأنوثة هي الظاهرة الأعلى التي تحكي عن حال الطبيعة ووضعها بالنسبة لحركتنا نحو المصير الأبدي؛ فإن ازدهرت الأنوثة ازدهرت الطبيعة، وإن تقلّصت أو انعدمت، انعدمت الطبيعة.
الطبيعة تميل ميلًا ذاتيًّا إلى الجنة، وتتحرك نحوها بالحركة الجوهرية. يقف الإنسان على رأس هذه الحركة، بل يقودها. لا حركة في الجوهر الطبيعي دون المشيئة الإنسانية.
الحركة الإنسانية نحو الجنة تعني الحركة نحو الرحمة واللطف والكمال. كلما تقدم البشر على هذا الطريق، انجذبت الطبيعة إلى الجنة أكثر فأكثر. سيكون حال الأنوثة ووضعها أهم علامة على هذا السير التقدمي. وبالعكس، إذا تقدم البشر نحو جهنم والنار خربت الطبيعة؛ وسيكون تدهور الأنوثة وانخفاض معدلاتها دليلًا واضحًا على هذا السير الحثيث نحو الهاوية.
لو جعل البشر حفظ الأنوثة وتقويتها ونشرها وتعميمها على الجنس القابل لها وهو المرأة، لكان ذلك أفضل سير وسلوك نحو الجنة؛ وبعدها فإنّ كل خير سيتبع ذلك.
الحروب والنزاعات بين البشر أكبر مدمر للأنوثة. تخسر الأنوثة في الحروب كثيرًا.
الفقر والحرمان أسوأ أعداء الأنوثة. تضطر النساء للعمل المضني والـمُتلف بسبب الفقر.
التلوُّث البيئي أحد أكبر المخاطر التي تهدد الأنوثة. يمرض الجسد الأنثوي ويتلاشي أسرع من غيره في ظل فساد الطبيعة ومشاكل المناخ المختلفة.
حفظ الأنوثة سيضطرنا إلى مواجهة كل هذه المخاطر والتهديدات ويحملنا على الالتزام بأنظمة غذائية صحية والامتناع عن شرب وتناول أنواع المواد المضرة؛ الأمر الذي يُعد ركنًا أساسيًّا من أركان الشريعة.
حفظ الأنوثة سيفرض علينا العمل لتهذيب نفوسنا والتحلّي بالآداب السامية، لأنّ الأنوثة تعاني وتتداعى بسبب سوء الخُلُق وتجاوز الحدود وتعدي الحقوق أكثر من أي شيء آخر.
حفظ الأنوثة ليس مهمة الرجال وحدهم، لأنّ الانتقاص من الأنوثة يجري على أيدي النساء أيضًا.
النوازع الشهوانية الدنيّة وسوء الظن بالله تعالى وحب الرئاسة والجاه والمكانة ليس حكرًا على الذكور.
لا يوجد ما هو أخطر على الأنوثة من إقبال النساء على تحقيق الذات الدنيوية والسعي للوصول إلى "التمكين"، بدل إيكال الأعمال الشاقة والمجهدة للرجال الذين اقتضت الطبيعة أن يتولوا مثل هذه الأعمال في مرحلة التحوُّل.
الأنوثة في الطبيعة هي رابط الوصل بيننا وبين سماوات الرحمة، كلما استحكمت عروتها وتوثقت تنزَّل المزيد من الرحمة على أهل الأرض، رجالهم ونسائهم.
إنّ من أهم علائم حكومة الشيطان وتحكُّمه واحتناكه لذرية آدم، هو هذا الكره للأنوثة الذي يشترك فيه الرجال والنساء على حدٍّ سواء.. الرجال هنا يكرهون الأنوثة لأنّهم يكرهون من يحملها. والنساء يكرهن الأنوثة لأنّهنّ يتصوَّرنها علامة على الضعف وسببًا للخسارة أمام الرجال.
ولأنّ الأنوثة هي نقطة تعادل الذكورة أو الرجولة (كما يُقال)، فإنّ الخاسر من انخفاض معدّلاتها لا يكون جنس النساء فقط، بل جنس الرجال أيضًا. لأنّ رجولة وذكورة هذا الجنس تتقوم من خلال هذا الضد الطبيعي. ولهذا أينما انخفضت الأنوثة وتقلصت انخفضت معها الذكورة والرجولة. وهكذا ينخفض مستوى الجنس البشري ليصبح أضعف في التعامل مع هذه الطبيعة القاسية التي كان يُفترض به أن يروضها ويوجهها نحو عالم اللطف والرحمة والرقة والنعومة.
أي عنصر يغلب ويزدهر في جنة الخلد؟
الأنوثة أو ما يقابلها؟
فكروا قليلًا وستعرفون الجواب.
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد هادي معرفة
السيد جعفر مرتضى
الشهيدة بنت الهدى
الشيخ محمد صنقور
السيد عباس نور الدين
عدنان الحاجي
حيدر حب الله
الشيخ شفيق جرادي
عبد الوهّاب أبو زيد
ناجي حرابة
حسين حسن آل جامع
فريد عبد الله النمر
الشيخ علي الجشي
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان