فِداءُ قَلبِكَ هذا الصّابرُ الكَمِدُ، على حِماهُ صُروفُ الكَونِ .. تَتّحِدُ، مُذْ غِبتَ يا خاتِمَ الأسماءِ .. ما بَرحَتْ، نارُ الضّغائِنِ تَستَشري .. وتَتّقِدُ، على الشّريعةِ يا حامي الشّريعةِ كمْ، حامَ البُغاةُ على الإسلامِ .. واتَّحَدُواrn

الله أيّ رزيّة إلمامها، عين الهدى أقذى وعزّ منامها، الله أكبر أيّ داهيةٍ دهت، من في العوالم حين مات إمامها، الله أكبر أيّ خطب زلزلت، منه البسيطة واضطرين شمامهاrn

يا نفس ذوبي يا حشاي تفطّري، حزناً على الحسن الإمام العسكري، واجري المدامع يا عيوني حسرة، وعلى الخدود من المحاجر فامطري، وابكي لمن بكت السماء لفقده، شجواً وناح له سماك الأزهرِ

مصابٌ ليس يشبههُ مصابُ، وقلبي من حرارتهِ مذابُ، مصابُ الطفِّ هل كالطفِّ يومٌ، له ذلّت من الآلِ الرقابُ، وفيهِ كم لَهُم قُطعت رؤوسٌ، تلقّتها العواسلُ والحرابُ

يا سيّدَ الدّنيا وأشرفَ مَن عاشَ الوجودُ، فأضحَى للورَى حَرَما، يا عِلّةَ الخَلقِ يا أسمَى الأنامِ عُلًا، يا من تسلسلَ فيهِ النّورُ
وانتظما

أمشي وتنشطرُ الآمالُ بالتّعبِ، ولاذَ قلبيَ بالأشعارِ من صخَبي، هذا أوانُ اشتعالِ اللّحنِ في شفَتي، فهيّءِ النّايَ للتّرحالِ يا قصبي، حملتُ ذاكرةَ الصّحراءِ فامتلأَتْ، بالشّوقِ والشّجوِ في ليلٍ سرى قِرَبي

نَبَأٌ مُفجعٌ وخَطبٌ مَهُولُ، يَومَ أنْ وَدّعَ الحَياةَ الرسُولُ، يَومَ أن فارقَ الوُجودَ شَهيدًا، فَدهَى الكَونَ مَن شَجاهُ الرّحِيلُ، واستدارتْ على حِماهُ الرزايا، واستشاطتْ بِما تُكِنُّ الذُحُولُ

قصيدة جنة المشتاق الشاعرة عقيلة الفرج إلقاء : السيد نزار ال السيد ناصر

ماذَا أبوحُ إلى الذّكرى وقدْ تعِبَتْ، سفينةُ البوحِ لم تبلغْ شواطيها؟!! دخلتُ محرابَ أشواقي تُجاذبني، فيكَ الصّبابةُ ـ مفتوناً ـ أُناجيها، أروي أحاديثَ أحزاني على قلَمي، ولمْ يعُدْ قلَمي، يُصغي لِراويها

تسامرني على أمل رقيق، كمن يحتاج للحلم الرّشيق، وتطوي قلبها شوقًا وظلًّا، كروح المستحيل على البريق، وتلمع خفّةَ الصّوت الموشّى، على لحن الهوى الحاني الأنيق

هنيئًا لزوّار الحسين فقد حَظَوا، من الله بالغفرانِ والبركاتِ، كأنّي بهم قد أقبلوا وتسارعوا، مواكبَ كبرى غيرَ منقطعات، فمن كل قُطرٍ أقبلوا وتبادروا، بلطمٍ ونوحٍ عاليَ النّغمات

لِمن هَذا الـمَسيرُ وذي الحُشودُ، تَزيدُ - مدَى الزّمانِ - ولا تَبيدُ، تَغُذُّ لهُ الخُطَى مِن كُلِّ فَجٍّ، ويَعذُبُ عِندَها السّفَرُ البَعيدُ، وتَلفحُها الرِّياحُ فَلا تُبالي، ويُرهِقُها الطّريقُ ولا تَعودُ