قرآنيات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ محمد صنقور
عن الكاتب :
عالم دين بحراني ورئيس مركز الهدى للدراسات الإسلامية

جهنَّم في القرآن الكريم (1)

يقولُ اللهُ تعالى في مٌحكم كتابِه المجيد: ﴿وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ / لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ﴾(1).

 

جهنَّم اسمٌ ثانٍ للنار أو هي عاصمتها:

ذكرَ القرآنُ الكريم اسم جهنَّم في أكثر من سبعينَ موردًا، والظاهرُ أنَّ المأنوسَ في الأذهان أنَّ جهنَّم اسمٌ ثانٍ للنار التي توعَّد اللهُ تعالى بها الكافرينَ والعُصاة يوم القيامة، فهي علَمٌ على تلك النار، فتكونُ جهنَّمُ والنارُ اسمين لمسمًّى واحدٍ وهي نارُ الآخرة، وهذا هو الـمُستظهَرُ أيضًا من الآية، فإنَّ التي لها سبعةُ أبواب هي نارِ الآخرة، وقد سمَّتها الآيةُ بجهنَّم وكذلك هو الـمُستظهَرُ من آياتٍ أخرى كقوله تعالى: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إلى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾(2) وقوله تعالى: ﴿قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ﴾(3) فجهنَّمُ بحسب الظاهر هي كلُّ النار التي توعَّد اللهُ بها الكافرينَ يومَ القيامة، لكنَّ الـمُستظهَر من بعض الروايات أنَّ جهنَّمَ ليست هي كلّ النارِ الموعودة بل هي طبقةٌ من طبقاتِها وأنَّ ثمة طبقاتٍ أخرى داخلةٌ في مسمَّى النار إلا أنَّها ليست داخلةً في مسمَّى جهنَّم، فجهنَّمُ ليستْ علَما على كلِّ النار الموعودة بناءً على ذلك، ولعلَّ ذلك غيرُ منافٍ لما يظهرُ من إطلاق اسم جهنَّم على عموم النار في بعض الآيات والروايات بل يكون من إطلاق الجزء وارادةِ الكلِّ، إمَّا لأنَّ جهنَّم هي عاصمة النار -إذا صحَّ التعبير- فيكون إطلاق اسم جهنَّم على عموم النار كإطلاق اسم العاصمة وإرادة مجمل البلد كما هو المتعارف أو يكون منشأُ ذلك أنَّ جهنَّم اسمٌ لمجمل النار وهي كذلك اسم لطبقةٍ من طبقاتها كما هو الشأنُ في بعض البلاد حيثُ يكون اسمُها هو ذاته اسمًا لعاصمتِها.

وهذا الكلام ينسحبُ كذلك على كلمة الجحيم التي استعملها القرآنُ الكريم في ثلاثٍ وعشرين موردًا، فإنَّ المأنوس في الأذهان والـمُستظهَرَ من موارد استعمالها أنَّها علَمٌ على كلِّ النار الموعودة لكنَّ المستظهر من بعض الروايات أنَّها اسمٌ لطبقةٍ من طبقاتِ النار وليست هي اسمًا لكلِّ النار، فيكون إطلاق اسم الجحيم على كلِّ النار من باب إطلاق الجزء وارادةِ الكلِّ، أو أنَّ لاسم الجحيم معنيين أحدِهما أضيق من الآخر، فتارةً يُطلقُ اسم الجحيم ويُراد منه كلَّ النار وأخرى يُطلقُ على خصوص طبقةٍ من طبقاتِ النار، ويتحدَّدُ ذلك من ملاحظة القرائن المكتنفة بالآية أو من ملاحظة القرائن المنفصلة كالروايات المعتبرة، ولعلَّ اسم سقر ينطبقُ عليه ذات الكلام، وأما الأسماءُ الأخرى للنار المستعملة في القرآنِ الكريم كالسعير ولظى والحُطَمة فالظاهرُ أنَّها أوصافٌ للنار أو بعضِ طبقاتِها وليست أسماءً لها كما هو الشأن في كلمة جهنَّم والجحيم.

 

الأصلُ اللغويُّ لكلمة جهنَّم:

وكيف كان فالأصلُ اللغويُّ لكلمة جهنَّم قيل إنَّه مشتقٌ من الجُهومة وهي الغلظة والكراهة، فرجلٌ جهم الوجه يعني أنَّه غليظُ الوجه وكريه الـمَنظر فسُمِّيت نار الآخرة بجهنم لغلظتها وشدَّتِها وكراهة منظرِها، وقيل إنَّما سُمِّيت نار الآخرة بجهنَّم تشبيهًا لها بالبئر البعيدةِ القعر، فإنَّ العرب تُطلقُ على البئر ذاتِ القعر البعيد اسم جهنَّام أو جهنَّم، ولعلَّ ذلك هو الأرجح.

 

أوصافُ عذاب النَّار في القرآنِ الكريم:

ثم إنَّ القرآن الكريم وإنْ لم يكن قد أعطى تصوَّرًا تفصيليًّا للنار التي توعَّد بها الكافرين والعصاة يوم القيامة إلا أنَّه يمكن تكوينُ تصوُّرٍ اجماليٍّ لنار الآخرة من ملاحظة مجموع الآيات الكثيرة التي تحدَّثت عن طبيعة هذه النار وأهوالها وأحوالِ مَن سيشقَونَ بها، فهي قد وصفت العذابَ فيها بالأليم، والعظيم، والغليظ، والشديد، والمهين، والمقيم أي الدائم، والواصب أي الموجع اللازم الذي لا غاية له، ووصفته بالعذاب الأكبر، والأشقِّ وبعذاب الخُلد، والخِزي، والهون، وبعذابِ السعير، والحميم، والسموم، ووصفتْ ناره بالكبرى، والمؤصدة أي الـمُغلقة، والموقدة التي تطلع على الأفئدة، ووصفتها بالحامية، وسمَّتها سقر التي لا تُبقي ولا تذر، وبالحُطَمة التي تحطمُ الجماجم والعظام فتُهشِّمها، ووصفتْها بلظى لقسوةِ لهبِها وصفائه حيثُ لا يُخالطُه دخان ﴿نَزَّاعَةً لِلشَّوى﴾(4) أي أنَّ لهبَها من الشدَّة بحيثُ ينتزع فروةَ الرأس انتزاعًا ويقتلعُ العينين والأطراف اقتلاعًا ثم لا تلبثُ أنْ تعود وهكذا فهو عذابٍ واصبٌ ودائم، ووصفتْها بالهاوية وهو ما يُعبِّر عن أنها بعيدةُ القعر، فإذا أُلقي فيها شقيًّ فهو إنَّما يُدعُّ ويُلقى من شاهقٍ فيتأرجح في فضائها إلى أن يصلَ إلى قعرِها والذي قد يمتدُّ سبعين خريفًا أي سبعينَ سنة يترنَّح في فضائها إلى أن يصلَ إلى قعرِها كما في بعض الروايات.

 

أسماءُ النار تسهمُ في تصوُّرِها:

فهذه الأوصاف تُسهمُ في التعريف بطبيعة هذه النار وخطيرِ ما هي عليه من واقعٍ مرعبٍ ومهول كما أنَّ الأسماء التي اختارها القرآنُ لنار الآخرة تُسهمُ كذلك في إلقاء ضوءٍ يكشفُ بمستوىً ما عن حقيقة هذه النار.

فاسمُ الجحيم يُطلقُ على النار المتلظِّية، الشديدةِ التوقُّد والعظيمةِ التأجُّج، فالجحيمُ بحسب المدلول اللغوي هي النَّارُ على النارِ، وتتميَّز بكثرة جمرها، فيُقال للنارِ جحيمًا إذا كثر وقودها وجمرُها وتراكم بعضُه فوق بعض.

وأما سقَر فتُطلقُ في لغة العرب على النار بوصفها مذيبة للأجسام، يُقال سقرتْه النار أو الشمس إذا أذابتْه، ولعلَّه لذلك قال الله تعالى: ﴿وما أَدْراكَ ما سَقَرُ لا تُبْقِي ولا تَذَرُ﴾(5).

وأما لظَى فهي النارُ ذاتُ اللهب الصافي الذي لا دخان فيه، كالذي يُسلَّط على الحديد والمعادن المتصلِّبة لإذابتها أو تقطيعها.

 

إنَّ لنار الآخرة أسوارًا تحوطُها:

ويظهرُ من بعض الآيات أنَّ لنار الآخرة أسوارًا تحوطُها من تمام جوانبِها كما هو مفاد قولِه تعالى من سورة الكهف: ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا﴾(6) فالسرادقُ هو ما أحاط بالبناء كالسور الذي يُضربُ حول الخيمة أو هو الفسطاط أو الخيمة ذاتها، ويُطلقُ السُرداق كذلك على البناء الذي يُحاط به البيت من أعلاه وأسفلِه حتَّى يكونَ كالقبَّة المستديرة حول ما بداخلها مِن بيتٍ ونحوِه، وهذا المعنى والذي قبله يقتضي أنْ تكون النارُ مسقوفةً.

ويُمكنُ استفادة أنَّ لنارِ الآخرةِ أسوارًا من قولِه تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا﴾(7) فالظاهرُ من الآية أنَّ اللهَ تعالى جعل جهنَّم مَحبَسًا للكافرين، والمحبسُ لا يكونُ غالبًا إلا مسوَّرًا بالجدران بل ومسقوفًا غالبًا، وكذلك فإنَّ قولَه تعالى: ﴿إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ﴾(8) ظاهرٌ في أنَّها مُغلقة ومُحصَّنة، وذلك يناسب أنَّها مسوَّرة ذاتُ أبوابٍ مُقفلة.

 

لجهنَّم أبواب:

وتحدَّث القرآنُ الكريم في آياتٍ عديدة عن أن لجنَّم أبوابًا، فمِن ذلك قولُه تعالى: ﴿فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ﴾(9) وقولُه تعالى: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إلى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾(10) ولم يتبيَّن المرادُ من أبواب جهنَّم، وهل هي على هيئة الأبواب المعهودة كما هو المتبادر عرفًا من لفظ الأبواب وكما هو الـمُؤيَّد بمثل قولِه تعالى: ﴿عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ﴾(11) وقولِه تعالى: ﴿إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ﴾(12) فإنَّ الموصوف بالمؤصد والموصد هو البابُ المغلق أو الدار ذات الباب المغلق، نعم ليس في الآيتين ما يقتضي استظهار كون الأبواب موضوعة في جوانب جهنَّم، فإنَّ جهنَّم تكون ذاتَ أبواب مؤصدة حتى لو كانت أبوابُها المغلقة من جهة العلو، إلا أنَّه في مقابل ذلك يُمكن أن يكون المراد من أبواب جهنَّم طبقاتها كما ورد ذلك في المأثور في تفسير قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ / لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ﴾(13) إلا أنَّ ذلك لا يمنع ظاهرًا من أن يكونَ لكلِّ طبقة بابٌ يمكن إغلاقه ويُفتح فيدخل منه أصحابُ تلك الطبقة كما يظهرُ ذلك من قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾(14) فتكون الأبوابُ قد استُعملت في بعض الآيات بمعنى المداخل التى عليها الأبوابُ المعهودة واستُعملت في آياتٍ أخرى بمعنى الطبقات المتنوِّعة والمتفاوتة في الشدَّة والضعف، وهذا الاستعمال متعارفٌ أيضًا، فيُقال: أبواب الخير وأبواب الشر وأبواب الرزق إشارة إلى تنوِّعها أو تفاوتها في المرتبة.

 

سعةُ نارِ الآخرة تفوقُ حدَّ التصوُّر:

ثم إنَّ القرآنَ وإنْ لم يكن قد تحدَّث عن سعةِ نار الآخرة إلا أنَّ مقتضى ما أفادته الآياتُ من أنها سوف تكونُ موقعًا لعذاب الكافرين والعصاة من الجنِّ والإنس من أول الدنيا إلى فنائها، مقتضى ذلك أنَّ سعتَها تفوقُ حدَّ التصوُّر، يقول الله تعالى: ﴿وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ﴾(15)، ويقولُ تعالى مخاطبًا إبليس: ﴿قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ﴾(16) ويقولُ تعالى: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾(17) فجهنَّمُ سوف تستوعبُ الكافرين والعصاة من أول الدنيا إلى أن تقومَ الساعة.

 

وَقُودُ النَّار النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ:

وتحدَّث القرآنُ في أكثر من آيةٍ عن أن وقود النار في الآخرة هم الناس والحجارة، قال تعالى: ﴿فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾(18) وفي ذلك اشارة إلى أنهم أو المعذَّبين بهذا الصنف من العذاب يُكدَّسون هم والحجارة ثم تُسجرُ النار فيهم فيكونون هم والحجارة الوقودَ الذي تشتعلُ منه النار، وذلك على خلاف طبع النار في الدنيا، فإنَّ الحجارة يُوقدُ عليها ولا يُوقدُ بها أو يُسلَّط عليها النار لتفتيتها أو تجفيفها، فلا تكون الحجارة وقودًا للنار لعدم قابليتها للاشتعال، وكذلك هو اللحم فإنَّه لا يُوقد به وإنَّما تُسلَّطُ عليه النار إما لإتلافه أو لإنضاجه، فهو غير صالحٍ لأنْ يكون وقودًا لإشعال النار، فهي إنَّما تُوقدُ بمثل الأخشاب والأجسام القابلةِ للاشتعال، إلا أنَّ القرآن يتحدَّث عن أن نار الآخرة لن يكونَ وقودُها كوقودِ النار في الدنيا، فما تُوقدُ له النار في الدنيا سيكونُ هو الوقودَ للنار في الآخرة.

ثم إنَّ ضمَّ الحجارةِ إلى الناسِ وصيرورةَ المجموع وقودًا للنار فيه إشارةٌ إلى هوْلِ ما سيُصيب هؤلاءِ الناس من العذاب، فإنَّ الحجارةَ لا تصلُ إلى درجة الاتِّقاد إلا بعد وقتٍ يكفي لتفحُّم اللحم وذوبانه مراتٍ ومرات هذا وهم ينظرون ويشعرون، ثم إنَّه لا تكونُ النارُ مؤهلةً لاسجارِ الحجارة إلا أنْ تكون ذاتَ درجةٍ عاليةٍ من الاستعار، فإذا اتَّقدت ظلَّت كذلك متَّقدةً لا تخبو إلى أن تتلاشى ولهذا فهي عذابٌ لا يُطاقُ لـمَن هم متكدِّسون بينها وحولها وتحتها، ولو قد تلاشت أُعيدت أو استُعيض عنها بغيرها كذلك هو عذاب الأبد: ﴿كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا﴾(19).

 

جهنَّمُ سوداءُ مظلِمة:

ويظهرُ من بعضِ الآيات أنَّ أجواء جهنَّم وفضاءَها أسودُ بهيم من أثر الدخان أو أنَّ ذلك هي أجواءُ بعضِ مواقعِها أو طبقاتِها، فيكونُ ذلك صنفٌ من العذاب لصنفٍ من العُصاة أو لعمومِهم في مرحلةٍ من مراحلِ العذاب، قال تعالى: ﴿وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ﴾(20) فالظلالُ التي يُنتظَرُ منها أنْ تكون باردة ينتجِعُ بها العاني والمجهود يكون في جهنَّم متَّخذٌ من يَحموم، واليحمومُ هو الدخان الغليظ والبهيم لشدَّة سواده، فهم في كربٍ منه ومشقَّة، فالتعبير عنه بالظلال نحوٌ من السُخرية والتَّهكم.

ومن الآيات التي تكشفُ عمَّا عليه بعضُ أجواء جهنَّم من ظلمةٍ بهيمةٍ بفعل الدخان قولُه تعالى: ﴿انْطَلِقُوا إلى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ انْطَلِقُوا إلى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ﴾(21) فهو ظلٌّ من دُخان، مُحيطٌ بهم من الجهات الثلاث من فوقِهم وعن أيمانهم وشمائلهم، وذلك هو معنى وصفِه بأنَّه ذو ثلاثِ شُعَبٍ أو لأنَّه منشعبٌ إلى ثلاثِ شُعب، ذلك لأنَّ الدُخان إذا تعاظمَ تشعَّب كهيئة الذوائب التي تعبثُ بها الريح أو لأنَّه متباينُ الألوان لتغاير طبيعة النار المنبعثِ عنها واختلاف طبيعة وقودِها وموادِّ سجرها. ثم إنَّ هذا الظلَّ مضافًا إلى أنه يبعثُ على الكرب والأذى فإنَّه لا يحمي من ألسنةِ اللهب بل إنَّ كثافتَه وحجبَه للرؤية تبعثُ الرعب لأنَّ القابعين في وسطه لا يدرون من أين يأتيهم اللهب وشظايا النار، فهذا الدخان ينبعثُ عن نارٍ ترمي بشرر كالقصر كما أفاد ذلك ذيلُ الآية الشريفة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- سورة الحجر / 43-44.

2- الزمر / 71.

3- الزمر / 72.

4- المعارج / 16.

5- المدثر / 27 -28.

6- الكهف / 29.

7- الإسراء / 8.

8- الهمزة / 8.

9- النحل / 29.

10- الزمر / 71.

11- البلد / 20.

12- الهمزة / 8-9.

13- سورة الحجر / 43-44.

14- الزمر / 71.

15- التوبة / 49، والعنكبوت / 54.

16- الأعراف / 18.

17- هود / 119.

18- البقرة / 24.

19- الإسراء / 97.

20- الواقعة / 41-44.

21- المرسلات / 29-31.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد