محتوى السورة
هذه السورة نزلت في المدينة بعد الهجرة، وفيها بشرى النصر العظيم ودخول الناس في دين اللَّه أفواجاً، وتدعو النبي صلى الله عليه وآله أن يسبّح اللَّه ويحمده ويستغفره شكراً على هذه النعمة.
في الإسلام فتوحات كثيرة، ولكنّ فتحاً بالمواصفات المذكورة في السورة ما كان سوى «فتح مكة» «1»، خاصة وأنّ العرب - كما جاء في الروايات - كانت تعتقد أنّ نبي الخاتم صلى الله عليه وآله لا يستطيع أن يفتح مكة إلّا إذا كان على حق... ولو لم يكن على حق فربّ البيت يمنعه كما منع جيش أبرهة، ولذلك دخل العرب في دين اللَّه بعد فتح مكة أفواجاً.
قيل: إنّ هذه السورة نزلت بعد صلح الحديبية في السنة السادسة للهجرة، وقبل عامين من فتح مكة.
ومن أسماء هذه السورة «التوديع» لأنّها تتضمّن خبر وفاة النبي صلى الله عليه وآله.
في المجمع: قال مقاتل: لما نزلت هذه السورة قرأها صلى الله عليه وآله على أصحابه ففرحوا واستبشروا، وسمعها العباس فبكى، فقال صلى الله عليه وآله: «ما يبكيك يا عم»؟ فقال: أظنّ أنّه قد نعيت إليك نفسك يا رسول اللَّه. فقال: «إنّه لكما تقول». فعاش بعدها سنتين ما رؤي فيهما ضاحكاً متبشراً.
فضيلة تلاوة السورة
في المجمع أبي بن كعب عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قال: «من قرأها فكأنّما شهد مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فتح مكة».
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «من قرأ «إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ» في نافلة أو فريضة نصره اللَّه على جميع أعدائه، وجاء يوم القيامة ومعه كتاب ينطق، قد أخرجه اللَّه من جوف قبره، فيه أمان من حرّ جهنم ومن النار، ومن زفير جهنم، يسمعه بأذنيه، فلا يمرّ على شيء يوم القيامة إلّا بشّره، وأخبره بكل خير حتى يدخل الجنّة».
إنّ هذه الفضائل لمن قرأ هذه السورة فسلك مسلك رسول اللَّه وعمل بسيرته وسنته.
«إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ( 1 ) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً ( 2 ) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً ( 3 )»
عند انبلاج فجر النصر
في هذه السورة دار الحديث عن نصرة اللَّه، ثم عن «الفتح» والانتصار، وبعدها عن اتساع رقعة الإسلام ودخول الناس في دين اللَّه زرافات ووحداناً.
نعم، لابدّ من إعداد القوّة للغلبة على العدو، لكن الإنسان الموحّد يؤمن أنّ النصر من عند اللَّه وحده، ولذلك لا يغتّر بالنصر، بل يتجه إلى شكر اللَّه وحمده.
وبين هذه الثلاثة ارتباط علة ومعلول، فبنصر اللَّه يتحقق الفتح، وبالفتح تزال الموانع من الطريق ويدخل الناس في دين اللَّه أفواجاً.
بعد هذه المراحل الثلاث - التي يشكل كل منها نعمة كبرى - تحل المرحلة الرابعة وهي مرحلة الشكر والحمد.
من جهة أخرى نصر اللَّه والفتح هدفهما النهائي دخول الناس في دين اللَّه وهداية البشرية.
«التسبيح»: تنزيه اللَّه من كل عيب ونقص.
و«الحمد»: لوصف اللَّه بالصفات الكمالية.
و«الاستغفار»: إزاء تقصير العبد.
هذا الفتح العظيم ينبغي أن لا يؤدّي بالإنسان إلى الظن بأنّ اللَّه يترك أنصاره وحدهم (ولذلك جاء أمر التسبيح لتنزيهه من هذا النقص) وأن يعلم المؤمنون بأنّ وعده الحق (موصوف بهذا الكمال)، وأن يعترف العباد بنقصهم أمام عظمة اللَّه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فتح مكة فتح صفحة جديدة في تاريخ الإسلام، ودحر الأعداء بعد عشرين عاماً من المقاومة، وتطهرت أرض الجزيرة العربية من الشرك والأوثان، والإسلام تأهب لدعوة بقيّة أصقاع العالم.
الشيخ محمد جواد البلاغي
الشهيد مرتضى مطهري
السيد عباس نور الدين
الشيخ محمد صنقور
د. حسن أحمد جواد اللواتي
الأستاذ عبد الوهاب حسين
محمود حيدر
الشيخ محمد جواد مغنية
السيد منير الخباز القطيفي
عدنان الحاجي
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
عبدالله طاهر المعيبد
ناجي حرابة
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
إعجاز القران من وجهة الأخلاق
ذكر الله وحده يهب الروح السلام
أخاف على ابنتي من الهاتف الذكي والانترنت!
الإمام الكاظم عليه السلام والمثوى الأخير
مقاطع تراثيّة جديدة للفنّان علي الجشّي تعكس عبق الماضي في القطيف
(مجازات الذّاكرة) أمسية شعريّة لنادي صوت المجاز
طاب النّسيم
باب الحوائج: جنازة في وثاق القيد
امتياز القران عن غيره من المعجزات
لماذا نقرأ؟