الدكتور عبد الهادي الفضلي ..
من الأحداث، وأنا أريد أن أدور في الفلك الشيعي -عبد الله بن سبأ، ولما تقرأ التأريخ تجده أنه شخصية من الشخصيات التي كانت تعيش بالمجتمع الإسلامي، والتي نشرت أفكار الغلو بين الشيعة أو عند الشيعة، وأصبح له أتباع.
تذكر كتب التأريخ هذا الشيء، في الفترة المتأخرة إلى ما قبل أربعين أو خمسين سنة كتب المستشرق "مارجليوث" (ت: ١٩٤٠م) وهو أستاذ في الساربون في جامعة باريس، وأشار بأن عبد الله بن سبأ شخصية خيالية لا واقع لها، وجاء الدكتور طه حسين (ت: ١٩٧٣م) في كتابة "الفتنة الكبرى: علي وبنوه" وتبنى رأي أستاذه مارجليوث وأكد على أن عبد الله بن سبأ شخصية خيالية ولا واقع لها في التأريخ.
إذا من أين جائت هذه الشخصية؟ وكتب التأريخ مملوءة بذكر ابن سبأ، وكتب العقائد كذلك وتذكر أيضاً حادثة أن علي بن أبي طالب حرق أتباع ابن سبأ بالنار، فأجابوه بأنه لايحرق بالنار إلا رب النار؛ لأنهم كانوا يعتقدون بألوهية أمير المؤمنين (ع).
تتبع السيد مرتضى العسكري (ت: ١٤٢٨هـ) كل الروايات التي تروى عن عبد الله ابن سبأ، ووجدها كلها تنتهي في رواتها إلى سيف بن عمر التميمي وهو ليس كذاباً فقط، بل كله كذب فكل المؤرخين وكل المحدثين يلعنونه ويكذبونه سنة وشيعة، ولن تجد هناك من يوثق سيف بن عمر.
سيف بن عمر لعب هذه اللعبة واختلق هذه الشخصية وأضاف إليها أفكاراً موجودة سابقاً، هذه الشخصية سواء كانت خيالية أو واقعية تركت خلفها ذيولاً، ولا نزال نحن نعاني من ذيول هذه الشخصية، إذا قيل من أين جاء التشيع؟ رأساً يقال أنه جاء من عبد الله بن سبأ اليهودي.
مثال آخر، خطبتا العيد قبل الصلاة، كان المسلمون في بعض الأماكن يحضرون الصلاة ولما يقوم الإمام للخطبتين كانوا يخرجون مباشرة، فماذا فعل الأمويون؟ قاموا بتقديم الخطبتين قبل الصلاة لكي لا يخرج الناس ويسمعوا سب علي (ع)، ما معنى سب علي؟ حتى ينفر المسلمون من هذا الشخص الذي يقال عنه إن له ولآله حقًا في الخلافة.
أصدر معاوية مراسيم أخرى أيضاً يطلب فيها أن توضع فضائل في حق عثمان بمقدار ما لعلي فضائل مروية عن النبي وتنسب له، وحرك هؤلاء المرتزقة ووضع الرواة المهمين عند إخواننا أهل السنة، حتى كثر الحديث في فضل عثمان، ولم يكتف بذلك بل قام بوضع الأحاديث في فضل الصحابة، وهذا موجود في شرح ابن أبي الحديد وأيضاً كتب أخرى.
فالنظام السياسي له تأثيره، وهذه الأحاديث تذكر فيها أحداث وأحداث ومن جملة ما يذكر -حتى نكون على بينة- رواية وضعت على لسان إحدى زوجات النبي تقول: (كنت عند رسول الله إذ أقبل العباس وعلي، فقال: يا عائشة، إن هذين يموتان على غير ملتي [أو قال ديني])؛ هل يعقل أن هذا يصدر عن النبي!
أتى راو معروف ودخل مسجد الكوفة، والكوفة مركز من مراكز الشيعة أيام الأمويين وأيام معاوية، فيدخل المسجد والناس متجمهرة في المسجد، جاء إلى المسجد (فلما رأى كثرة من استقبله من الناس جثا على ركبتيه، ثم ضرب صلعته مراراً، وقال: يا أهل العراق، أتزعمون أني أكذب على الله وعلى رسوله، وأحرق نفسي بالنار! والله لقد سمعت رسول الله (ص) يقول: "إن لكل نبي حرماً، وإن حرمي بالمدينة، ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"، وأشهد بالله أن علياً أحدث فيها).
كل هذا اختلقته السياسة، وعندنا شواهد كثيرة وما زالت حتى الآن وهي لا واقع لها، هذه الحوادث موجودة في كتب التأريخ، ومن هنا لابد من النقد.
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان