مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عن الكاتب :
أحد مراجع التقليد الشيعة في إيران

عرض الأعمال على النبيّ والآل

إِنّ بين أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، ونتيجة للأخبار الكثيرة الواردة عن الأئمّة (عليهم السلام)، عقيدة معروفة ومشهورة، وهي أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمّة (عليهم السلام) يطّلعون على أعمال كل الأمّة، أي أنّ الله تعالى يعرض أعمالها بطرق خاصّة عليهم.

 

إنّ الرّوايات الواردة في هذا الباب كثيرة جدّاً، وربّما بلغت حدّ التواتر، وننقل هنا أقساماً منها كنماذج:

 

روي عن الإِمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: «تعرض الأعمال على رسول الله أعمال العباد كل صباح، أبرارها وفجارها، فاحذروها، وهو قول الله عزَّ وجلّ: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله) وسكت» (1).

 

وفي حديث آخر عن الإمام الباقر(عليه السلام): «إنّ الأعمال تعرض على نبيّكم كل عشية الخميس، فليستح أحدكم أن يعرض على نبيّه العمل القبيح» (2).

 

وفي رواية أخرى عن الإِمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، أنّ شخصاً قال له: ادع الله لي ولأهل بيتي، فقال: «أولست أفعل؟ والله إنّ أعمالكم لتعرض عليَّ في كل يوم وليلة». يقول الراوي، فاستعظمت ذلك، فقال لي، «أمّا تقرأ كتاب الله عزَّ وجَلّ : {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 105]، هو والله علي بن أبي طالب» (3).

 

إِنّ بعض هذه الأخبار ورد فيها ذكر النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقط، وفي بعضها علي (عليه السلام)، وفي بعضها الآخر ذكر النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمّة (عليهم السلام)، كما أنّ بعضها قد خص وقت عرض الأعمال بعصر الخميس، وبعضها جعله كل يوم، وبعضها في الأسبوع مرّتين، وبعضها في أوّل كل شهر، وبعضها عند الموت والوضع في القبر.

 

ومن الواضح أنّ لا منافاة بين هذه الرّوايات، ويمكن أن تكون كلّها صحيحة، تماماً كما هو الحال في دستور عمل المؤسسات الخيرية، فالمحصلة اليومية تعرض في نهاية كل يوم، والأسبوعية منها في نهاية كل أسبوع، والشهرية أو السنوية في نهاية الشهر أو السنة على المسؤولين في المراتب العليا.

___________________

1- أصول الكافي، ج1، ص 171، باب عرض الأعمال.

2- تفسير البرهان، ج2، ص 158.

3- أصول الكافي، ج1، ص 171، باب عرض الأعمال.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد