تشكّل خطبة النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله في استقبال شهر رمضان برنامجاً عملياً واضح المعالم، تملأ عناوينه أوقات الصائم في حالاته الثلاث؛ في الصِّلة مع الله تبارك وتعالى، ومع نفسه، ومع سائر الناس.
ومن المفردات التي أكّدها رسول الله في هذه الخطبة، «الاستغفار»، و«الإكثار من الصلاة عليه وعلى أهل بيته المعصومين»، مع بيان الثواب المترتّب لمن التزمهما خلال هذا الشهر الشريف. قال صلّى الله عليه وآله: «أيّها الناس، إن أنفُسَكم مرهونةٌ بأعمالكم؛ ففُكّوها باستغفاركم، وظهورَكم ثقيلةٌ من أوزاركم؛ فخَفِّفوا عنها بِطول سجودكم».
وقال صلّى الله عليه وآله: «..ومَن أكثر فيه الصلاةَ عَلَيَّ، ثَقَّلَ اللَّهُ ميزانَه يومَ تَخِفُّ الموازين».
وحول «الاستغفار» - والدعاء عموماً - ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال (الفقيه للصدوق:2/108): «عليكم في شهر رمضانَ بكَثرةِ الاستغفارِ والدعاء، فأمّا الدعاءُ فيَدفعُ البلاءَ عنكم، وأما الاستغفار فتُمحى به ذنوبُكم».
ورُوي أن الإمام زين العابدين عليه السلام، كان إذا دخل شهر رمضان، لا يتكلّم إلا بالدعاء والتسبيح والاستغفار والتكبير.
وعن الإمام الصّادق عليه السّلام (الهداية للحرّ العاملي:4/248): «رمضان شهرُ الله، استكثِروا فيه من التّهليل، والتّكبير، والتّحميد، والتّسبيح، وهو ربيعُ الفقراء».
غفران ذنوب أربعين سنة
من صِيَغ الاستغفار في شهر رمضان، ما رواه الشيخ الصدوق في (الهداية: ص 188)، عن الإمام الصادق عليه السلام، قال: «تقول في كلّ ليلة من شهر رمضان:
(اللّهمّ ربَّ شهرِ رمضانَ الذي أنزلتَ فيه القرآنَ، وافترضتَ على عبادِك فيه الصيامَ، صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ، وارْزُقني حجَّ بيتِك الحرام، (وزيارةَ قبرِ نَبيِّك والأئمّة صلواتك عليهم)، في عامي هذا وفي كلّ عام، واغفِرْ لي تلكَ الذنوبَ العِظام، فإنه لا يَغْفِرُها غيرُك يا رحمنُ يا عَلّام).
فإنه مَن قال ذلك، غفر اللهُ له ذنوبَ أربعين سنة».
أذكار الإفطار
عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال (البلد الأمين للكفعمي: ص 232): «إن لكلّ صائمٍ عند فِطره دعوةً مُستجابة، فإذا كان في أولِ لُقمةٍ، فقُلْ: (بسمِ الله، يا واسعَ المغفرةِ اغفِرْ لي)، فمَن قالها عند إفطاره غُفر له».
رُوي أن أمير المؤمنين عليه السلام كان إذا أراد أن يُفطر، يقول (تهذيب الطوسي:4/200): «بسمِ الله، اللّهُمّ لكَ صُمْنا وعلى رِزْقِكَ أَفْطَرْنا، فَتَقَبَّلْ منّا إنك أنت السّميعُ العليم».
ويستحبّ قراءة سورة القدر عند الأفطار والسحور. عن الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام (حدائق البحراني:13/435): «مَن قرأ ﴿إنّا أنزلناه﴾ عندَ فطوره وسحوره، كان فيما بينهما كالمُتَشَحِّطِ بدمِه في سبيل اللَّه».
لرؤية ليلة القدر
عن الإمام الباقر عليه السلام ردّاً على مَن سأله عن ليلة القدر (أمالي الصدوق: ص 751): «إذا أتى شهرُ رمضانَ فَاقْرَأْ سورةَ الدخان في كلّ ليلةٍ مرّة، وإذا أتتْ ليلةُ ثلاثٍ وعشرين، فإنك ناظرٌ إلى تصديقِ الذي عنه سألتَ».
وفي المصدر المتقدّم نفسه، روى عن الإمام الصادق عليه السلام: «إذا أتى شهرُ رمضانَ فَاقْرأْ كلَّ ليلةٍ ﴿إنّا أنزلناهُ في ليلةِ القَدْر﴾ ألفَ مرّة، فإذا أتتْ ليلةُ ثلاثٍ وعشرين، فاشدُدْ قلبَك وافتَحْ أُذُنَيكَ لِسماعِ العجائبِ ممّا ترى».
السيد محمد حسين الطهراني
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ محمد جواد مغنية
السيد محمد باقر الصدر
السيد محمد باقر الحكيم
الشيخ باقر القرشي
الشيخ محمد مصباح يزدي
الدكتور محمد حسين علي الصغير
عدنان الحاجي
الشيخ محمد الريشهري
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان