
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
من البديهي أنّ التّاريخ لا يعود مرّة أخرى إلى ساحة الحاضر أو المستقبل، إذا أردنا من هذه القضيّة عودة تفاصيله وجزئيّات أحداثه، فالأحداث ليست أشياء مجرّدة تقع في الفراغ دون أنْ تكون لها صِلَة بالبشر، وإنّما الأحداث بما هي صُنْع البشر تحمل السّمات الشخصيّة الخاصّة لصانعيها، تحمل طابع مصالحهم الآنيّة، وأَمْزِجَتهم وعواطفهم، وأخلاقيّاتهم وطريقة فَهْمهم للحياة... وقد تنعدم هذه السمات الشخصيّة المميّزة مع أصحابها، ولنْ تعودَ على الإطلاق. وإذن، فالتاريخ بهذا المعنى لا يعود ولا يتكرّر.
إنّ ما حدث في الماضي قد حدث مرّة واحدة، ولنْ يحدث مرّة أُخرى، لنْ يتكرّر على الإطلاق.
أمّا إذا أردنا من هذه القضيّة عودة نمط الحركة التّاريخيّة ومظاهره العامّة وآثارها النّفسيّة والاجتماعيّة في المجتمع، فإنّ التاريخ يعود بالتأكيد حين تتوفّر في الحاضر... في نسيجه الاجتماعي وعلاقاته الإنسانيّة الأسباب الموضوعيّة الّتي أدّت إلى نشوء نمط الحركة التاريخيّة في الماضي.
إنّ الإنسان هو الإنسان في كلّ زمان.
إنّه يتحرّك في الزّمان والمكان مدفوعاً ـ فرداً، وجماعةً، ومجتمعاً ـ بمصالحه وعلاقاته وعواطفه، والعقائد والشرائع والمُثُل والقِيَم الأخلاقيّة والرّوحيّة إذا تأصّلت فيه وتعمّقت في وجدانه وكيّفتْ نظرته إلى الكون والحياة والإنسان فإنها تكون قادرة على أنْ تُدْخِل تغييراً عميقاً على عواطفه ومصالحه وعلاقاته في المجتمع والعالم، ومِن ثمّ فإنّها تكون قادرة على تغيير تاريخه ونَقْله إلى مسار جديد، ما دامت لا تواجه عقبات تشلّ فاعليّتها وتأثيرها.
أمّا إذا فشلتْ العقائد والشرائع والمُثُل والقِيَم الأخلاقيّة والرّوحيّة في إدخال التغيير المناسب لها على تكوين الإنسان النفسي وعلى تقديره لمصالحه؛ لأنّها لم تتأصّل في أعماقه ولم تُغيّر نظرته إلى الكون والحياة والإنسان، فإنّ تاريخه في هذه الحالة سيتكرّر.
إنّ هذا التاريخ الجديد لنْ يحمل نفس السّمات والخصائص الماضية في الغالب، ولكنّه يحمل نفس الروح، ويخلّف في المجتمع نفس الآثار الّتي كانت في الماضي تحمل أسماء جديدة، وتقدّم نفسها بمبرّرات جديدة لا تعدو أنْ تكون مجرّد قشرة خادعة يستطيع المؤرّخ الباحث أنْ يكتشف ما وراءها، فيتجاوزها إلى العمق ليجد الواقع القديم تحت الأشكال الجديدة(1).
في أوّل خطبة خطبها أمير المؤمنين عليّ بعد أنْ بُويِع بالخلافة في المدينة، نرى أنّه قد لاحظ عودة الأشكال القديمة للانقسامات القبليّة والفئويّة داخل المجتمع العربي الجاهلي إلى المجتمع الإسلامي في عهد عثمان وبعد مقتله، بكلّ ما كانت تحتويه هذه الأشكال من روح قبليّة وعنصريّة، وأخلاقيّات جاهليّة رجعيّة.
وقد كانت عودة هذه الأشكال القديمة حاملة مضمونها الرجعي؛ نتيجةً لضمور المُثُل العليا والقِيَم المؤثِّرة في حركة التاريخ الإسلامي، ونتيجةً لضعف مؤسّسة الخلافة في عهد عثمان، هذا الضعف الّذي مكّن القوى القديمة والقِيَم القديمة ـ الّتي لم تكن قد ماتت بعد، وإنّما كانت تعاني من حالة خمود وضمور ـ مكّنها من أنْ تستعيد فاعليّتها، وتعود إلى التأثير في حركة التاريخ تحت شعارات مناسبة تنسجم مع الإسلام في الشكل الخارجي.
ـــــــــ
1 ـ من الظواهر الهامّة الّتي نقدّر أنّها تستحقّ من المفكِّرين والمؤرِّخين بحثاً معمّقاً، ظاهرة الانقسامات الإقليميّة في العالم العربي، فإنّنا نقدّر أنّها تعبير جديد عن القبليّة، تحت أسماء جديدة وبمبرّرات تلائم المناخ الثقافي الحاضر والوعي السياسي السائد. ونقدّر أنّ فشل فكرة الوحدة العربيّة لا يرجع فقط إلى عمل الاستعمار التخريبي، وإنّما نشأ من وجود استعداد للتَشَرْذُم، أعان الاستعمار على رسم سياساته وإنجاحها في هذا المجال، ولولا ذلك لَمَا وُفِّق الاستعمار إلى بلوغ غايته.
الذنوب التي تهتك العصم
السيد عبد الأعلى السبزواري
كلام في الإيمان
السيد محمد حسين الطبطبائي
شكل القرآن الكريم
الدكتور محمد حسين علي الصغير
الإسلام أوّلاً
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
لا تجعل في قلبك غلّاً (2)
السيد عبد الحسين دستغيب
حقّانية المثنّى كمبدأ أنطولوجي (4)
محمود حيدر
معنى (لمز) في القرآن الكريم
الشيخ حسن المصطفوي
التحسس الغلوتيني اللابطني لا علاقة له بمادة الغلوتين بل بالعامل النفسي
عدنان الحاجي
{وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}
الشيخ مرتضى الباشا
أكبر مسؤوليات التربية... منع تسلّط الوهم على الفطرة
السيد عباس نور الدين
اطمئنان
حبيب المعاتيق
الحوراء زينب: قبلة أرواح المشتاقين
حسين حسن آل جامع
أيقونة في ذرى العرش
فريد عبد الله النمر
سأحمل للإنسان لهفته
عبدالله طاهر المعيبد
خارطةُ الحَنين
ناجي حرابة
هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال
أحمد الرويعي
وقف الزّمان
حسين آل سهوان
سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
رَجْعٌ على جدار القصر
أحمد الماجد
خذني
علي النمر
نشاط غير عادي في أمعائنا ربما ساعد أدمغتنا أن تنمو أكبر
الذنوب التي تهتك العصم
(ما بين العواصف والرّمال) إصدار تأمّليّ لحسن الرّميح
كلام في الإيمان
شكل القرآن الكريم
الإسلام أوّلاً
لا تجعل في قلبك غلّاً (2)
حقّانية المثنّى كمبدأ أنطولوجي (4)
معنى (لمز) في القرآن الكريم
حقّانية المثنّى كمبدأ أنطولوجي (3)