مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

إن الله يحبك


الشيخ علي رضا بناهيان

إن الله يحبك! وهل يمكن فهم هذه الحقيقة؟! إن بعض الحقائق لا تدرك إلا بالقلب!
أساسًا إن بعض الحقائق عصية على التعبير؛ مثلًا وضّح لي رائحة ورد الياس! ليوضّح لنا أحد الحاضرين في الجلسة، كيفية رائحة الياس؟
كلّكم قد شممتموها، وهي ليست بحقيقة قلبيّة، وإنما حسيّة، متعلقة بحاسّة الشمّ. ولكن لا يمكن بيانها.
وأساسًا لم تخلق كلمة في أدبيات الناس لتبيينها. وإنما يتحدثون عن آثارها.
مثلًا منشّطة... أمّا قل لي ما هي؟! لا يمكن ذلك! وإنما يجب أن تأتي بقارورة منها وتقول: «هي هذه؛ انظر إليها؛ شمّها؛ هي هذه؛ أرأيتها؟»
وهناك حقائق يجب أن تدرك عبر القلب! يجب إدراك الحبّ بالقلب! «إن الله يحبّك.»
وهل يمكن فهم هذه الحقيقة؟! بأي بيان؟! فحتى لو أتيت بأفضل البراهين لا يمكن تبيينه.
لماذا لابدّ للإمام الحجة(عج) والنبي الأكرم(ص) أن يلاحظا سجلّ أعمالنا؟! وحتى إن لم يعتقد أحد بأهل البيت(ع)، على أساس القرآن، لابدّ للنبي(ص) أن يلاحظ ملفّ أعمالنا (قُلِ اعْمَلُوا فَسَیَرَى اللَّهُ عَمَلَکُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون؛ توبه/105)
لماذا يجب أن تعرض أعمالنا على الإمام الحجة(عج) مرّتين في الأسبوع على الأقل؟ (الرِّضَا ع: إِنَّ أَعْمَالَکُمْ لَتُعْرَضُ عَلَيَّ فِي کُلِّ یَوْمٍ وَلَیْلَة؛ الكافي/1/219) (فَقَالَ وَاللَّهِ إِنَّ أَعْمَالَکُمْ لَتُعْرَضُ عَلَيَّ فِي کُلِّ خَمِیسٍ؛ وسائل الشیعة/16/114)
(النبي(ص): تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُکُمْ عَشِیَّةَ الْإِثْنَیْنِ وَالْخَمِیسِ فَمَا کَانَ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ حَمِدْتُ اللَّهَ عَلَیْهِ وَمَا کَانَ مِنْ عَمَلٍ سَیِّئٍ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَکُمْ؛ وسائل الشیعة/16/109)
هل هذا روتين إداري وحسب؟! هل أنهم في مقام التفتيش؟ ما هو سببه؟ أجيبوني! وضّحوا لي!
هل أنهم عاطلون ويريدون أن يملأوا ساعات فراغهم؟!
وهل يمكن لنا أن نتصوّر مثل هذه الافتراضات تجاه ولي العصر أرواحنا له الفداء؟! وهل له أكثر من سبب واحد؟! سببه هو شدّة حبّهم لكم.
إن حبّ الأمّ للولد ممّا يجب تجربته بالقلب.
إن بعض الأطفال يقولون لأمّهم: «أنت تحبّين أختي أو أخي فقط ولا تحبّيني!» فتنظر إليها الأمّ بكل عجب وتقول لها: «ما هذا الكلام؟! أنتم جميعا أعزّاء عليّ!»
كلما يضيق صدرك التفت إلى الله وناجه وقل: «إلهي هل قد أهملت قلبي؟! هل أصبح قلبي مزبلة؟!»
كم مرّة لحد الآن عندما قسي قلبك، وقفت وتحدّثت مع الله بهذا الكلام دقائق، ثم لم يفتح الله قلبك؟ كم مرّة؟
أنا مستعدّ لأن أقف بين مليارات البشر وأتحدّاهم أن لينهض واحد فقط من بين هؤلاء المليارات ويقل: «أنا قد تضرّعت إلى الله عدّة مرّات، بعد أن كان الله لا يتحنّن على قلبي ليلين، فكان قلبي قاسيًا، ولا تنهمر دموعي، فلم أكن أحب الذكر؛ لم أكن أحب الله! كنت أحب الذنوب؛ أحب العفلة؛ أحب الفسق! ثم في ذلك الحال وقفت بين يدي الله ـ ليقل ذلك نفر واحد بين مليار ـ أن قلت له: إلهي! هل قد رميت قلبي؟! هل طردت قلبي لكونه لا ينفع بعد؟!» ثم لم یجبك الله؟ لم يتحنّن الله على قلبك؟! أنت الذي طأطأت رأسك واتبعت قلبك.
قل: «إلهي! إن هذا الشعور السيئ في قلبي، أفلا تصلحه؟! أصلحه؛ أرجوك. فإن لم تصلحه لن آتيك! إن لم تصلحه لن أصير إنسانًا! إن لم تصلحه أذنب.»
إن الله يحبك ولكنك أنت الذي طأطأت رأسك واتبعت قلبك.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد