الفيض الكاشاني
اعلمْ أنّ من الناس مَنْ يظنُّ أنّ معنى التوكّل: تركُ الكسب بالبدن وترك التدبير بالقلب والسقوط على الأرض كالخرقة المُلقاة واللحم على الوَضَم (كلُّ ما يوضَع عليه اللَّحم من خشبٍ أَو حصير)
وهذا ظنُّ الجهّال، فإنّ ذلك حرامٌ في الشرع، فإنّ الإنسان مكلّفٌ بطلب الرّزق بالأسباب التي هداه الله إليها من زراعة أو تجارة أو صناعة أو غير ذلك ممّا أحلّه الله.
وكما أنّ الصّلاة والصّيام والحجّ عباداتٌ كَلّف بها عباده يتقرّبون بها إليه، كذلك طلب الرّزق الحلال عبادة كلّفهم الله به ليتقرّبوا به إليه، بل هو أفضل العبادات...
ولكنّه سبحانه كلّفهم أيضاً بأنْ لا يثقوا إلّا به جلّ وعزّ، ولا يثقوا بالأسباب كما أنّه سُبحانه كلّفهم بأنْ لا يتّكلوا على أعمالهم الحسنة بل بفضل الله تعالى.
فمعنى التوكّل المأمور به في الشرع الأقدس هو اعتماد القلب على اللّه تعالى في الأمور كلّها وانقطاعه عمّا سواه، ولا ينافيه تحصيل الأسباب إذا لم يكن يسكن إليها وكان سكونه إلى الله تعالى دونها، مجوّزاً أن يؤتيه الله مطلوبه من حيث لا يحتسب، دون هذه الأسباب التي حصّلها، وأنْ يقطع الله هذه الأسباب عن مسبّباتها.
سواء كانت لجلب نفع متوقع، أو لدفع ضرر منتظر، أو لإزالة آفة واقعة، وسواء كانت:
1مقطوعاً بها: كمدّ اليد إلى الطعام ليصلَ إلى فيه
2أو مظنونة: كحمل الزاد للسّفر وأخذ السّلاح للعدو واتّخاذ البضاعة للتجارة، والادّخار لتجدّد الاضطرار والتداوي لإزالة المرض، والتحرّز عن النوم في مكمن السّباع ومجرى السيل وتحت الحايط المايل، وغلق الباب وعقل البعير ونحو ذلك.
3أمّا الموهومة كالرّقية (لم يقصد والله العالم الرقية الإيجابية بالقرآن والأدعية والأذكار بل السلبية منها كالاستعانة بالجنّ والشياطين والأسماء السريانية وغيرها لتحصيل أمر ما) والطيرة والاستقصاء في دقايق التدبير فيبطل بها التوكّل، لأنّ أمثال ذلك ليست بأسباب عند العقلاء الألبّاء، وليست ممّا أمر الله بها بل ورد النهي عنها، على أنّ المأمور به: الإجمال في الطلب وعدم الاستقصاء وترك الاستبطاء...
وإنّما لا يبطل التوكّل بالأسباب المقطوعة والمظنونة (1 و2) مع أنّ الله تعالى قادر على إعطاء المطلوب بدون ذلك "لأنّ الله سبحانه أبى أنْ يُجري الأشياء إلّا بالأسباب"...
الشيخ شفيق جرادي
الشيخ جعفر السبحاني
عدنان الحاجي
الشيخ فوزي آل سيف
حيدر حب الله
الشيخ محمد صنقور
الشيخ حسين الخشن
السيد عباس نور الدين
الشيخ علي آل محسن
الشيخ مرتضى الباشا
حسين حسن آل جامع
حبيب المعاتيق
ناجي حرابة
عبدالله طاهر المعيبد
فريد عبد الله النمر
أحمد الرويعي
حسين آل سهوان
أسمهان آل تراب
أحمد الماجد
علي النمر
قراءة في كتاب (العدل الإلهي) للشهيد مطهري
العبادة والتّعلّم
آداب التّكسّب
طرق إثبات النبوة الخاصة
المخاطر الحقيقية للاعتقاد بعلاجات غير معتمدة طبيًّا
الرّكب الحسينيّ في المدينة المنوّرة (1)
التغيير المجتمعي، مراحله ومعالمه وأدبيّاته: مطالعة في ضوء القرآن الكريم (4)
{مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} ودعوى احتباس الوحي (2)
لمن يكتب الفيلسوف؟
عقيدتنا في الدعوة إلى الوحدة الإسلامية