هناك طائفة من الأحاديث تفيد: أن المصاحف كانت موجودة على عهد رسول الله (ص)، عند الصحابة تامة أو ناقصة، وكانوا يقرؤونها ويتداولونها، وقد قرّر النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم لها طائفة من الأحكام...
ولو لم يكن هناك تدوين وجمع، بالمعنى الذي يتبادر إلى الذهن، لما كانت تلك المصاحف أصلاً، ولا كان ثمة مبرر لإطلاق لفظ (مصحف)، أو (مصاحف) عليها. ولا كان معنى لاختلاف هذه المصاحف فيما بينها، حسبما تدعيه الروايات، كما يتضح من كتاب المصاحف للسجستاني، وتاريخ القرآن للزنجاني، وغيرهما.
بل لقد ادعى الآمدي: (أن المصاحف المشهورة في زمن الصحابة، كانت مقروءة عليه ومعروضة) (1). وإليك طائفة من النصوص التي صرّحت بوجود المصحف أو المصاحف في زمنه (ص):
1 - عن عقبة بن عامر، عن أبيه: أن رسول الله (ص) قال: تعلموا كتاب الله وتعاهدوه واقتنوه وتغنوا به؛ فوالذي نفسي بيده، لهو أشد تفلتاً من المخاض في العُقل (2).
2 - عن المهاجر بن حبيب، قال: قال رسول الله (ص): يا أهل القرآن، لا توسدوا القرآن، واتلوه حق تلاوته، آناء الليل والنهار، وتغنوه وتقنوه واذكروا ما فيه لعلكم تفلحون. وهذا مرسل. ثم قال أبو عبيد: قوله: (تغنه)، أي اجعلوه غناكم من الفقر، ولا تعدوا الإقلال فقراً. وقوله: (وتقنوه) يقول: اقتنوه، كما تقتنوا الأموال، اجعلوه مالكم. (3).
3 - عن عبد بن عمرو: أن رجلاً أتى النبيّ (ص) بابن له، فقال: يا رسول الله، إن ابني هذا يقرأ المصحف بالنهار، ويبيت بالليل. فقال رسول الله (ص): أما تنقم: أن ابنك يظل ذاكراً، ويبيت سالماً؟! (4).
4 - عن عثمان بن عبد الله بن أوس، عن النبيّ (ص): (من قرأ القرآن في المصحف، كانت له ألفا حسنة، ومن قرأه في غير المصحف - فأظنه قال - : كألف حسنة..) (5).
5 - عن أوس الثقفي، عنه (ص) قال: (قراءة الرجل في غير المصحف ألف درجة، وقراءته في المصحف، تضاعف على ذلك إلى ألفي درجة) (6).
6 - وعن عائشة، مرفوعاً في حديث: ( والنظر في المصحف عبادة ) (7).
7 - عن ابن مسعود مرفوعاً: من سرّة أن يحب الله ورسوله، فليقرأ في المصحف، وقد وصفوا هذا الحديث بأنه منكر (8).
8 - وأخرج البيهقي بسند حسن، عن ابن مسعود موقوفاً: أديموا النظر في المصحف (9).
9 - عن عبد الله بن الزبير عنه (ص): من قرأ القرآن ظاهراً أو نظراً أعطاه شجرة في الجنة إلخ.. (10).
10 - عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ (ص): (أعطوا أعينكم حظها من العبادة). قالوا: وما حظها من العبادة يا رسول الله؟!. قال: النظر في المصحف، والتفكر فيه، والاعتبار عند عجائبه) (11).
11 - وعنه (ص): ليس شيء أشد على الشيطان من القراءة في المصحف نظراً (12).
12 - نهى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أن يسافر بالمصاحف إلى أرض الشرك، مخافة أن يتناول منه شيء. وفي بعض النصوص كلمة (بالقرآن) بدل: المصحف، وفسر السيوطي وابن قتيبة وصاحب المعتصر كلمة (القرآن) بالمصحف (13). وهو الصحيح؛ فإن المراد: السفر بالقرآن المكتوب، لا المحفوظ في الصدور.
13 - عن أبي أمامة، عنه (ص): لا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة، إن الله تعالى لا يعذب قلباً وعى القرآن (14).
14 - عن ابن عباس، عنه (ص): من أدام النظر في المصحف، متع ببصره، ما دام في الدنيا (15).
15 - وعنه (ص): لا تمس المصحف، وأنت غير طاهر. روى ذلك عنه (ص) عثمان بن أبي العاص، وبمعناه عن حكيم بن حزام، وعن ابن عمر، عنه (ص) (16).
16 - عن أبي الدرداء، عن النبيّ (ص): إذا زخرفتم مساجدكم، وحليتم مصاحفكم، فالدمار عليكم (17).
17 - وروى ابن ماجة، وغيره عن أنس مرفوعاً: سبع يجري للعبد أجرهن، وهو في قبره، وعدّ منهن: من ورث مصحفاً (18).
18 - وعنه (ص)، في حديث: فإنه سيأتي زمان يسرى على القرآن في ليلة؛ فيسلخ من القلوب، والمصاحف (19).
19 - عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله (ص): من علّم ابنه القرآن نظراً، غفر له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر، ومن علّمه إياه ظاهراً، بعثه الله يوم القيامة كالقمر ليلة البدر إلخ.. (20).
20 - وعنه (ص): الغرباء في الدنيا أربعة: قرآن في جوف ظالم، ومسجد في نادي قوم لا يصلى فيه، ومصحف في بيت لا يقرأ فيه، ورجل صالح مع قوم سوء (21).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تاريخ القرآن للصغير ص 77 وتاريخ القرآن للزنجاني ص 39.
(2) سنن الدارمي ج 2 ص 439 وراجع: مسند أحمد ج 4 ص 150 و 153 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج 4 (الخاتمة) ص 34 عن أبي عبيد، وعن النسائي.
(3) تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج 4 (الخاتمة) ص 34.
(4) مسند أحمد ج 2 ص 173.
(5) البرهان للزركشي ج 1 ص 462 عن البيهقي في شعب الإيمان، وكنز العمال ج 1 ص 477 عنه أيضاً، وعن ابن عدي في الكامل، وراجع: الإتقان ج 1 ص 108.
(6) البرهان للزركشي ج 1 ص 462 عن الطبراني، والإتقان ج 1 ص 108 وكنز العمال ج 1 ص 460 عن الطبراني وعن البيهقي في شعب الإيمان، وتاريخ القرآن للصغير ص 84 ومجمع الزوائد ج 7 ص 165.
(7) البرهان للزركشي ج 1 ص 463 عن أبي داود.
(8) الإتقان ج 1 ص 108 وكنز العمال ج 1 ص 534 عن البيهقي في شعب الإيمان، وعن حلية الأولياء لأبي نعيم. وتاريخ القرآن للصغير ص 84 عن البيهقي.
(9) الإتقان ج 1 ص 108 وتاريخ القرآن للصغير ص 84 عن البيهقي ومجمع الزوائد ج 7 ص 165 عن الطبراني.
(10) كشف الأستار عن مسند البزار ج 3 ص 93 / 94 وعن مجمع الزوائد ج 7 ص 171.
(11) المحجة البيضاء ج 2 ص 231 عن البيهقي في شعب الإيمان، كما عن الجامع الصغير، وكنز العمال ج 1 ص 455 ونوادر الأصول ص 333، وعن صحيح ابن حبان.
(12) ثواب الأعمال ص 129 والوسائل ج 4 ص 853.
(13) كنز العمال ج 2 ص 223 و 424 عن ابن أبي داود. وراجع ص 214 وج 1 ص 464 و 544 و 547 عن مسلم، وأبي داود، وابن ماجة، وابن أبي داود، ومستدرك الحاكم، وحلية الأولياء.
وراجع أيضاً: سنن أبي داود ج 3 ص 36 وصحيح مسلم ج 6 ص 30 وتاريخ القرآن للصغير ص 85 ومسند الحميدي ج 2 ص 306، وصحيح البخاري ج 2 ص 109، موطأ مالك (المطبوع مع تنوير الحوالك) ج 2 ص 5، وشرح الموطأ للزرقاني ج 3 ص 287 وكشف الأستار ج 2 ص 272 ومشكل الآثار ج 2 ص 368 - 370 والمصنف لعبد الرزاق ج 5 ص 212، والمحلى ج 7 ص 349 والمعتصر من المختصر ج 1 ص 27 وسنن ابن ماجة ج 2 ص 961 وسنن البيهقي ج 9 ص 108 ونصب الراية ج 3 ص 383 و 384 وفتح الباري ج 6 ص 93 وفيه بحث، وتأويل مختلف الحديث ص 202 ومجمع الزوائد ج 5 ص 256 عن البزار وعن صحيح مسلم، كتاب الأمارة ج 2 ص 131.
(14) كنز العمال ج 1 ص 477 ونوادر الأصول ص 333.
(15) كنز العمال ج 1 ص 477 عن أبي الشيخ.
(16) كنز العمال ج 1 ص 548 و 543 عن ابن أبي داود في المصاحف، وعن الترمذي، وأبي داود، ومستدرك الحاكم، والطبراني في الكبير، والدارقطني في سننه.
(17) نوادر الأصول ص 334.
(18) تاريخ القرآن للصغير ص 84 عن الإتقان للسيوطي ج 4 ص 166.
(19) كنز العمال ج 1 ص 170 عن الديلمي، عن معاذ.
(20) مجمع الزوائد ج 7 ص 165 / 166 عن الطبراني في الأوسط.
(21) كنز العمال ج 1 ص 544 عن الديلمي في الفردوس، وتاريخ القرآن للصغير ص 84 عن فيض القدير للمناوي.
الشيخ محمد جواد مغنية
محمود حيدر
الشيخ محمد مصباح يزدي
السيد عباس نور الدين
عدنان الحاجي
السيد عبد الأعلى السبزواري
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ علي رضا بناهيان
الفيض الكاشاني
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا
ماهية الميتايزيقا البَعدية وهويتها*
الرؤية القرآنية عن الحرب في ضوء النظام التكويني (1)
انتظار المخلّص بين الحقيقة والخرافة
تلازم بين المشروبات المحلّاة صناعيًّا أو بالسّكّر وبين خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن
أسرار الحبّ للشّومري في برّ سنابس
الميثاق الأخلاقي للأسرة، محاضرة لآل إبراهيم في مجلس الزّهراء الثّقافيّ
الشيخ عبد الكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (9)
البسملة
لماذا لا يقبل الله الأعمال إلا بالولاية؟