مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

اختر، وارض بما اختاره الله لك

إنّ الزواج من أكثر الموارد التي يخضع فيه لتدخل المشيئة الإلهية لتعلّقه بكل حياتنا.

 

فقد رَسَمَ اللهُ لنا الخطة التي نمشي عليها في كل حياتنا، ولا مجال بحالٍ من الأحوال لضربها أو تغييرها.

 

السعي لاختيار الزوج الأفضل هو تكليفنا، وله الأثر المباشر على حياتنا، لكن لا بدّ من العلم بأنّ هذا التكليف، وهذا الأثر المباشر، هو مظهر المشيئة الإلهية في نوع الامتحان الذي يمتحننا الله به في حياتنا الأسرية.

 

إذن، تكليفي في الاختيار له محلّه الخاص، ومسألة أن الله يفعل ما يشاء أيضاً لها محلّها الخاص، فأنت تختار (الشريك) وعلى أساس مجموعة من المصالح والمنافع، أما وصولك لهذه المصالح أو عدمها فهو موكول للسُنّة الإلهية...

 

الملاحظة الأخرى هي: قد يتصوّر البعضُ بأنّ المرء الجيّد لا بدّ وأنْ يكتب اللهُ له نصيباً جيّداً مثله!!

 

بيد أنّ الشواهد الكثيرة تنصُّ على خلاف هذا التصوّر، فقد استشهد بعض أئمتنا (عليهم السلام) على أيدي أزواجهم، وهذا التصور ناشئ من عقيدة خاصة وهي أن الزواج الصالح بمثابة الجائزة على أعمال المرء الصالحة، فأي إنسان يصلح باطنه وعمله وإيمانه، يحصل على زوج صالح مثله.

 

كلا! فليس الأمر هكذا، إنّ زوج المرء أرضيةٌ لرشده المعنوي، والله سبحانه هو وحده يُعيّن الزوج المناسب لرشدنا، فاختلاف زوجتك معك روحياً والمشاكل والمصادمات المترتبة على هذا الاختلاف قد تُشكّل لك أرضية الرشد المتزايد.

 

ولعله كلما ازدادت ظرفية الإنسان وسعته الوجودية، كان نصيبه زوجاً أقلّ مرافقة وموافقة وأكثر اختلافا!! أو لم يكن الإمام الحسن -عليه السلام- والإمام الجواد -عليه السلام- يستحقان المرأة المؤمنة الصالحة؟!...

 

وإنّ سعي المرء للحصول على زوجة صالحة لا يذهب جزافاً أبداً، كما أنّ دعاءه ودعاء أمه وأبيه بحقّه أيضاً مؤثرٌ حتماً، غير أنّ التقدير والمصلحة (الإلهيّين) مع هذا لها مكانتها وأهميتها الخاصة...

 

خلاصة القول: إنّ اختيار الزوج متعلقٌ بمصلحة العبد وخيره قبل كونه متعلقٌ بكفاءاته أو تقصيره.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد