متابعات

معرض "خطوات على الماء" يستعيد ذاكرة القطيف في السبعينات


نظمت مبادرة "غرفة الذاكرة" معرض "خطوات على الماء" مساء أمس الخميس 8 مارس والذي يسلط الضوء على حياة المرأة القطيفية في فترة سبعينيات القرن الماضي و عيون الماء في منطقة القطيف.

وافتتح المعرض الذي أقيم بنادي الصفا بمدينة صفوى الكاتب والأديب السيد عدنان العوامي، وأخذ جولة على أقسام المعرض والذي تضمن 12 صورة للمصورة الأمريكية دورثي ميلر والتي عملت في شركة الزيت العربية الأمريكية "أرامكو" عام 1947 والتي ركزت خلال تواجدها على يوميات الاس وتجولت في عدستها في مدن وقرى الدمام والأحساء والقطيف والظهران والجبيل والخبر وسلطت صورها الموجودة في المعرض على حياة المرأة القطيفية وكيفية حياتها اليومية ومشيها لمنابع الماء.

وقد وثقت دورثس بعدستها ثلاثة عقود من التحولات في شرق المملكة السعودية وبادرت لدى عودتها إلى الولايات المتحدة بمنح صورها إلى جامعة جورج تاون.

ويرافق كل مجموعة من الصور صوت مرافق يمكن الاستماع إليه عبر الهاتف الجوال باستخدام سماعات الأذن يتضمن حوارات لبعض النسوة التي عشن تلك الفترة من الزمن ويحكين حكايتهن وما كانت عليه الحياة في الماضي.

وتضمن المعرض أيضا عرضا مرئيا لبعض الصور من حياة المرأة  في القطيف خلال تلك الحقبة ويرافقه صوتيات تتضمن موسيقى تراثية وبعض الحكايات على ألسنة  معاصرون في ذلك الماضي.

واحتوى المعرض على أربع منحوتات خشبية تجسد المرآة القطيفية ومزاولتها من صنع الفنانين حيدر ورضا علوي العلوي.

وفي حديث لشبكة "فجر" ذكر السيد أثير السادة أن "غرفة الذاكرة" هو مشروع يجهد في محاولة استثمار أرشيف الصور الفوتوغرافية وتصعيدها ثقافيا عبر استنطاقها بما تحوي من  مخزون ثقافي ورصد حالة اقتصادية أو اجتماعية.

وبين أن معرض "خطوات على الماء" هو ثيمة  صغيرة من المشروع  حول علاقة المرأة بالماء والذي كان جزء من هوية الناس في ذاك الزمان حيث كانت المرأة شريك اقتصادي واجتماعي والعلاقات الاجتماعية عبر حضورها في المجتمع للسقاية والسباحة والغسيل، وقال: "حاولنا أن نستكشف هذا الواقع من خلال الصور واندماج بعض الممارسات الإبداعية مثل النحت، والفيديو، واستنطاق ذاكرة النسوة التي عاصرن تلك الحقبة، نحاول أن نلملم حكاية بحيث يخرج الفرد بحصيلة معرفية وليس مجرد صور نقول عنها "يا سلام زمن أول" ويأخذ عظة وعبرة ومعرفة تفيده في مشوار الحياة، لذلك أضفنا للمعرض كتاب والذي هو حصيلة المعرفة من المعرض يمكن وضعه في المكتبة (المعرفية)" .

وعن تقنية استخدام الصوت المرافق عبر الهاتف النقال أوضح السادة أنها  كانت أحد الحلول الفنية لاستحضار الصوت مع الصور وكان خيارا جيدا بحيث يستوعب الفرد المعلومات والرسالة، وأشار إلى أن الصورة الأرشيفية هي ليست محمولة فقط على الحنين بل هي فائض من ثقافة بالإضافة إلى طبيعة استثمار الصورة في مساحة واسعة للاشتغال والاستثمار، الجزء الأهم هو الكتاب حيث أن الصورة قد تذهب أو تعرض في مزاد والمنحوتات والصوتيات ولكن يبقى الكتاب في مكتبة كل شخص مهتم بهذا الجانب.

السيد عدنان العوامي صاحب كتاب "عيون القطيف: الفردوس الموؤود" والذي دشن المعرض والكتاب اعتبر أن المعرض ضروريا حيث أن الكثير من الشباب لم يروا هذه الصور وهو استعادة لذاكرة الماضي وعملية تواصل بين الأجيال.

وعن الكتاب أوضح السيد العوامي إن الكتاب يتحدث عن حياة الماء في القطيف والتي هي وسيلة حياة الإنسان والتي ترتبط بالزراعة والصيد والتقاليد الموجودة فيها، وبين أن الكتاب أعد للمعرض وهو تعريف الماء وشرح للصور الموجودة في المعرض ليفهمها المتلقي.

النحات الفنان سيد رضا العلوي تحدث عن الأعمال بالقول: "بما أن فكرة المعرض قائمة على شيء من الأرض فنحن اخترنا شيئا نابتا من هذه الأرض ولم نستخدم خشبا من خارج البلد، وكانت الفكرة أن تلامس التاريخ ليس بالقلب وإنما باليد أيضا"، وأوضح أن الخشب المستخدم في صناعة المنحوتات هو "الزامل" واسمه العلمي "الفيكاس"، وهو بالأساس يزرع خارج المملكة ولكنه استجلب من زمن قديم إلى المنطقة وأصبح يزرع فيها، حيث نبت في هذه الأرض وترعرع فيها.

وقال العلوي: "جميل أن تخلد شيئا من تاريخ أجدادك وكأنك استوقفت تاريخا كاملا في عمل ويبقى لأجيال مقبلة".

الصحفي حبيب محمود عبر عن إعجابه بالمعرض وأشار إلى أن كل صورة فيها قصة وكل عمل فيه إشارة ودلالة، وبين بأن المنحوتات للعلوي متناغمة مع صور دورثي ميلر، وقال: "نحن أمام قوسين.. قوس للموروث الماضي عبر الصور الفوتوغرافية للمصورة الأمريكية، والأعمال النحتية الحديثة".

يذكر أن معرض "خطوات على الماء" مستمر حتى 12 مارس في مكتبة نادي الصفا بمدينة صفوى ومحصور على الرجال على أن ينتقل إلى المحطة الثانية والتي ستكون في جمعية الثقافة والفنون بالدمام في 15 مارس حيث الحضور سيكون متاحا للجميع.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد